رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الزواج أو البيت هو أهم مؤسسة على الأرض.. فهو نواة المجتمع، وعليه تقومالدولة. ومعنى هذا أنه كما يكون البيت هكذا يكون المجتمع .. فالمجتمع الصالح هو برهانالبيت الصالح، والمجتمع الفاسد هو برهان البيت الفاسد والمفكك. أخذ الكثيرون مفاهيمهم عن الزواج والعائلة من مصادر مغلوطة ومبادئ وفلسفاتملتوية، فقد أخذها بعضهم من الأفلام السينمائية .. وبعضهم الآخر من التلفزة .. وبعضهمالثالث من المجلات والكتب والمطبوعات الرخيصة اللاأخلاقية! أما المصدر الصحيح فهوكلمة الله كما جاءت في الكتاب المقدس. الزواج هو بترتيب من الله .. هو الذي رسمه وسنَّه وقدَّمه للإنسان لخيرهوسعادته الله هو مهندس الزواج وواضعه ومصدره! فالزواج ليس صفقة تجارية .. ولااتفاقية تأجيرية .. بل هو رباط مقدس أمام الله والناس يدوم مدى الحياة. لهذا نقرأ فيالكتاب المقدس أن الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته. وهذا الالتصاق يدوم إلى أن يفرقهماالموت. الزواج هو بين رجل واحد وامرأة واحدة، لا بين رجل واحد وعدة نساء .. ولا بين رجلوآخر.. أو بين إمرأة وأخرى.. فهذه البدائل هي شر فظيع لأنها خروج على قاعدته. فاللهخلق في البدء رجلاً واحداً هو آدم .. ومن آدم صنع امرأة واحدة هي حواء.. ولهذا تقولكلمة الله إن الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته.. لا بصاحبته.. ولا بزوجة جاره .. أوزميلته في العمل.. ومن يخالف هذا الترتيب يخالف ترتيب الله، ويعرض نفسه لدينونة اللهوغضبه، لأن العاهرين والزناة سيدينهم الله. وهذا الانفصال عن الوالدين والأهل هو في الأساس في حيز العاطفة والفكر. وقديكون أحياناً انفصالاً جغرافياً جسدياً. غير أن هذا الترك أو الانفصال لا يعنينسيان الأهل أو عدم إكرامهم ومساندتهم .. بل هو تحرر واستقلال في المسؤولية والإدارة .. فالعروسان وحدهما هما المسؤولان عن إدارة بيتهما الجديد.. ومن الخطأ بمكان كبير أنيتدخل الأحماء والحموات في شؤونهما. فالانفصال ضروري ولو بدا صعباً ومصحوباًبالدموع في يوم العرس. البيت المسيحي هل خطر ببالك يوماً أن تسأل: ما هو البيت المسيحي؟ ما هو الفرقبين البيت المسيحي وأي بيت آخر.. وما الذي يجعل البيت مسيحياً؟ واضح أن الإجابة هي: المسيح .. فبدون المسيح لا توجد كلمة مسيحي. إذاً فبدون المسيح لا يمكن أن يُسمى أيشيء مسيحياً - سواء كان فرداً، أو كنيسة، أو بيتاً. بديهي إنه لا يمكن صنع شراب الليمون بدون ليمون .. ومع ذلك فماأكثر الوالدين المخلصين سليمي النية الذين يحاولون أن يبنوا بيوتاً مسيحية بدونالمسيح. لقد أحضروا إلى بيوتهم كتباً مسيحية، وصوراً مسيحية، لكنهم نسوا أن هذهليست هي المسيح. وما لم نأت بشخص المسيح إلى البيت، فلا يمكن أن نبني بيوتاًمسيحية. إن الثقافة المسيحية، والأحاديث النقية، والسلوك المستقيم - هذهكلها ثمار الحياة المسيحية، «مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ» (مت 7: 16). لكنمهما كانت هذه الفضائل جوهرية فهي ليست إلا الثمار، وليست الشجرة نفسها.. هي نتيجةالحياة المسيحية لا علتها. وإن قال أحد إن له صورة التقوى ومظاهرها فهذا يعني أنهلم يختبر قوتها. إذن فما هو الفرق الجوهري بين أي بيت وبين البيت المسيحي؟ ماالذي يجعل البيت بيتاً مسيحياً؟ هنالك عوامل كثيرة، لكنها كلها من عمل الرب يسوعالمسيح.. هو وحده الذي يجعل البيت بيتاً مسيحياً. قد يكون الأب خبيراً ماهراً في الشؤون الزوجية وذلك بكثرة القراءة. . وربما تكون الزوجة قد حصلت على درجة عالية في الاقتصاد المنزلي . وقد يكون الاثنانمعاً مثقَّفين في العلوم النفسية للطفل. وقد يكون في بيتهما أحدث المخترعات لتوفيرالرفاهية. ومع كل هذا، فينبغي القول بأنهما إن أرادا بناء بيت مسيحي بدون المسيحفإنهما يضيعان وقتهما سدى .. لأن المسيح وحده هو الذي يجعل البيت مسيحياً. المنزلالجميل والأثاث الفاخر، ومستلزمات المطبخ الحديثة - حسن أن تتوفر هذه كلها، ومع ذلكفليس شئ منها جوهرياً لإيجاد بيت مسيحي. لكن الرب يسوع وحده هو الذي يستطيع. فالبيت المسيحي يمكنه أن يستغني عن أشياء كثيرة لكنه لن يستغني عنالمسيح. ولماذا نقول كل هذا؟ نقوله لأن البيت المسيحي يبدأ هنا.. فإن كنتأنت مسيحياً حقاً استطعت أن تفعل أشياء كثيرة لتجعل بيتك أكثر مسيحية. أما إن لم تكن مسيحياً حقاً فأمامكشيء واحد، هو أن تصبح مسيحياً بالروح والحق. فقبل أن يصير بيتك بيتاً مسيحياً يجب أنتكون أنت مسيحياً. قبل أن يعرف بيتك البركات التي لا يمنحها أحد سوى المسيح يجب أنتعرف أنت المسيح مانح هذه البركات. قبل أن يحل المسيح في بيتك يجب أن يحل في قلبك. قبل أن تصالح بيتك مع الله يجب أن تصطلح أنت معه. ألا يمكن أن يكون المخلِّص الآن واقفاً على باب الزوج والزوجة .. الأب والأمكليهما قائلاً: «هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌصَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي » ) رؤ3: 20) إذن فلماذا لا تبدأ من البداية؟ .. افتح الآن باب قلبك وباب بيتك،ودع المسيح يدخل. |
|