رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
فَٱسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلَهِكَ كل يوم "الموت ومكان الأموات" ٤ - مصير الأموات يتساءل كثيرون: أين ذهبت نفوس الأموات، الذي توفّوا قبل تجسّد المسيح؟ وإلى أي حال صارت بعد مجيئه الأول؟ وما هي أوضاعها بانتظار مجيئه الثاني المجيد والدينونة الأخيرة؟ هذه أسئلة مهمة، وأنا أجيب عليها بما يلي: 1- في العهد القديم أطلق اسم «شيول» على مكان جميع الأموات السعداء المطوبين. أما الكلمة المرادفة في العهد الجديد فهي الكلمة اليونانية «هاديس» وحين دعي صموئيل النبي من العالم الآخر، قال للملك شاول بن قيس: «غَداً أَنْتَ وَبَنُوكَ تَكُونُونَ مَعِي (في شيول)» (١ صموئيل ٢٨: ١٩) أما سفر الجامعة فيضيف: «أَنَّ حَادِثَةً وَاحِدَةً لِلْجَمِيعِ... وَبَعْدَ ذٰلِكَ يَذْهَبُونَ إِلَى ٱلأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ مَنْ يُسْتَثْنَى؟» (جامعة ٩: ٣ و٤). 2- إلا أن اليهود يميزون بين مكانين في شيول: أحدهما معد للأموات الكفرة، حيث يعذبون منذ الموت. والآخر معد للسعداء واسمه الفردوس، وحضن إبراهيم. والمسيح نفسه استعمل هاتين الكلمتين في إعلاناته، وبذلك ثبت هذا التعليم. 3- تخبرنا كلمة الله أن الأنفس لا تتلاشى في مكان الأموات. صحيح أن في سفر الجامعة عبارات تبدو وكأنها تؤيد نظرية الفناء، إذ تقول: «لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي ٱلْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ... يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ ٱلتُّرَابِ، وَإِلَى ٱلتُّرَابِ» (جامعة ٣: ١٩ و٢٠). ولكن سفر الجامعة هنا، نظر إلى ناحية الجسد في الإنسان. لأن جسد الإنسان يموت كما يموت جسد البهيمة. إلا أن الإنسان، يتميز بكونه مخلوقاً على صورة الله، والله جعل فيه نفساً ناطقة خالدة، تقدر أن تعرف الله والأمور الروحية، وتشتاق إلى الخلاص والأبدية. وفي سفر الجامعة نفسه عبارات تؤكد عدم فناء النفس البشرية، كقوله: «فَيَرْجِعُ ٱلتُّرَابُ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمَا كَانَ، وَتَرْجِعُ ٱلرُّوحُ إِلَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي أَعْطَاهَا» (جامعة ١٢: ٧) وهذا يعني أن نفس الإنسان ليس كالبهيمة، لأن النفس البشرية، لا بد من بقائها ورجوعها إلى الله بعد انحلال الجسد. وأيضاً نصوص العهد الجديد، تؤيد فكرة خلود النفس البشرية بعد الموت، حيث تبقى في مكان الأموات. فموسى وإيليا الغائبان عن هذه الأرض منذ زمن بعيد، ظهرا مع المسيح على جبل التجلي (متّى ١٧: ٣). وفي حجته التي أبداها المسيح في حواره مع الفريسيين والصدوقيين، استشهد بقول الله لموسى: «أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ: أَنَا إِلٰهُ إِبْراهِيمَ وَإِلٰهُ إِسْحاقَ وَإِلٰهُ يَعْقُوبَ. لَيْسَ ٱللّٰهُ إِلٰهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلٰهُ أَحْيَاءٍ» (متّى ٢٢: ٣١ و٣٢). وتعلّمنا الأسفار المقدسة، أن غير المؤمنين أيضاً لا تفنى نفوسهم، وأنهم يحتفظون بشخصياتهم من مكان الأموات. ويتخاطبون في ذلك المكان. ففي قصة لعازر والغني الرديء، أعطى الرب يسوع تفصيلاً واضحاً لما يجري بعد الموت. والمسلّم به أن القصة حدثت فعلاً وليست هي فقط مثلاً تعليمياً، كما يزعم بعض قاصري النظر، لأن المسكين كان يحمل اسماً خاصاً به، وهذا لم يسبق أن ورد في أمثال يسوع الأخرى. وعلى أي حال، فالرأي السائد حول هذه النقطة هو أن يسوع بيّن بكل وضوح: أولاً: أن الاشرار يذهبون بعد الموت إلى العذاب (لوقا ١٦: ٢٣ و٢٤). ثانياً: أنهم يبقون في كامل وعيهم (لوقا ١٦: ٢٣ و٢٤). ثالثاً: تبقى لهم الذاكرة (لوقا ١٦: ٢٥ - ٢٧). رابعاً: لا يستطيع أحد أن يخفّف العذاب عنهم (لوقا ١٦: ٢٦). خامساً: أنهم مسؤولون عن عدم سماعهم تحذير الكتاب المقدس في الوقت المناسب (لوقا ١٦: ٢٧ - ٣١). شكراً لك...وغداً سيكون الحديث عن نوم الموت والبقايا تتبعها لأن للحديث بقية... وكلام كثير أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح ينبوع الحياة يحبكم جميعاً بيدو... |
|