r " وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات . فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً فى السماوات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً فى السماوات "( مت 19:16 ) .
أعطيك مفاتيح :
aحامل المفاتيح كان من أهم الوظائف التى يمكن للخادم بالمنزل أن يشغلها ( مر32:13-34 ) . وكان يتولى هذا المنصب فى البلاط الملكى مسئول رفيع المقام ( أش 20:22-22 ) وأيضاً فى بيت الرب ( الهيكل ) . وتشير المفاتيح هنا إلى سلطة السماح بالدخول إلى الملكوت ( مت 13:23 ) بناء على المعرفة الحقة ليسوع ( 16:16 ) . ولقد كان لمجتمع قمران مسئولون منوط بهم إتخاذ قرار الدخول إلى عضوية الجماعة . وكان القرار يتخذ بناء على مدى قبول المرشح لقيود وقواعد حياة هذه الجماعة . العديد من اليهود يشعرون بأن المحكمة العليا تعمل بسلطان من محكمة الله المنعقدة فى السماء ، وهو ما يكسب أحكامها وقراراتها الشرعية ، أيضاً كان " الربط " و " الحل" ( 18:18 ) هى تعبيرات تستخدم بانتظام للتعبير عن سلطان الربيين التشريعى فى تفسير التوراه ( المنع والمنح ) وبالتالى يمكن التطبيق على المواقف القضائية أيضاً . ( م 22 )
m التعبير " أعطيك مفاتيح " مأخوذ عن عادة لليهود ، فإذا نبغ أحد رجالهم فى العلم أعطوه مفتاح خزانة الكتب فى الهيكل ولوح كتابة تصريحاً له ليعلم ويفسر الكتب المقدسة فاستعار المسيح المفاتيح إشارة إلى أن بطرس سيكون من أعظم المعلمين الذين يُهتدى بهم وكان المفتاح عند اليونان علامة الرتبة الكهنوتية ، فكان الكاهن يعلق مفتاحاً على كتفه . وإعطاء الإنسان المفتاح علامة على أن المعطى يثق فى الشخص الذى أعطاه هذا المفتاح وقد ورد فى (أش 22:22) " وأجعل مفتاح بيت داود على كتفه فيفتح وليس من يغلق ، ويغلق وليس من يفتح " . (م 25)
yاصطلاح اليهود فى استعمالهم لكلمة : " المفاتيح " كما جاء فى كُتبهم يبين له أنهم كانوا يستعملونها كعلامة أو " إشارة " لمن ينال درجة الإفتاء وبموجب ذلك كان يحق له أن يصدر فتاوى وتفاسير . فقبول المسيح لبطرس : " أعطيك مفاتيح ملكوت السموات " كان محولاً فكره عما استعمله شعبه اليهودى إلى ما خوله هو إياه ، بأن له حق الإفتاء والتعليم فى ملكوته مكافأة لإيمانه وإشباعاً لبصيرته الروحية غير أن الفادى لم يخول بطرس وحده هذا الإمتياز بل أشرك معه سائر الحواريين . ( م 26 )
z ليس عفوياً أن يعطى المسيح مفاتيح ملكوت السماوات لبطرس ليربط ويحل ، بل على أساس الإيمان الذى أرسى قواعده ، فهذا الإيمان إن شبهناه بالمفتاح يصبح كل مفتاح ينطبق على هذا المفتاح بمواصفات الإيمان الذى فيه ، إذا دخل " الكالون " وانطبقت المواصفات إنفتح " الكالون " من ذاته وبالتالى إنفتح الباب السماوى الذى للملكوت . فبطرس لا يفتح بإرادته ولا يغلق بإرادته ولكن بمقتضى إيمان كل إنسان طالب الملكوت فطالما انطبق إيمانه على إيمان بطرس الذى أصبح إيمان الكنيسة ينفتح له باب الملكوت . والذى إيمانه لا يطابق إيمان الكنيسة الذى هو " يسوع المسيح ابن الله " لا ينفتح له الملكوت ، مهما كانت مشيئة الناس .
r وهكذا نرى مشيئة المسيح فى تعيين بطرس الصخرة التى يبنى عليها كنيسته وفى إعطائه مفاتيح ملكوت السموات ، وكانت مشيئته فى ذلك هى مشيئة الآب .
o فإذا تمسكت كنيسة روما بتبعيتها للقديس بطرس وأعطت لنفسها الحق الذى أُعطى للقديس بطرس فنعم ما عملت . ولكن هذا حق كل كنيسة قامت وتقوم على إيمان ق . بطرس . إيمان أن " يسوع المسيح هو ابن الله " فكما أن الصخرة التى بنى عليها المسيح صخرة واحدة فالكنيسة التى بناها المسيح على هذه الصخرة كنيسة واحدة ، لأن الإيمان والعقيدة واحدة إيمان يسوع المسيح ابن الله . ( م 19