على أن الشاب - فوق هذا كله - كان متدينًا بحسب المفهوم الديني عند كافة الناس، إذ لم تكن أخلاقه نوعًا من الحياة الأدبية التي قد يتمسك بها البعض حتى ولو كان ملحدين أو وثنيين، انتصارًا للجانب الأدبي في الإنسان، لقد كانت الخلفية الحقيقية له، حرصه منذ صغره على حفظ الوصايا التي قال عنها ردًا على سؤال السيد : «لقد حفظتها منذ حداثتي (مز 10 : 20) ومن المؤكد أنه كان صادقًا ومخلصًا في تعبيره، ولا يبين من الكتاب أو من نظرة المسيح إليه، أنه تحدث بهذا القول مدعياً أو مختلفًا أو مختالاً أو معجبًا!! لقد كان الرجل صادقًا، صدق أي شاب نظيره يمتنع عن السرقة والزنا وما أشبه، مما يراه كسرا للوصية الإلهية، كما يفهم الإنسان هذا الكسر من التلوث المادي الفعلي على مفهوم الناس!! فإذا أضفنا إلى هذا كله أن الشاب ركض إلى المسيح بحثًا عن الحياة الأبدية التي كانولاشك مشغولاً بها، بحكم مركزه الديني إذ هو «رئيس» لقد كان يتطلع إلى ما وراء الحياة الحاضرة، راكضًا متوثبًا!!