منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 05 - 2013, 10:28 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

الأبرص والاتجاه إلى المسيح

الأبرص والاتجاه إلى المسيح
سمع الأبرص عن المسيح، وجازف بالمجيء إليه، والجموع الكثيرة تتبعه، ولكن لعله في تلك اللحظة كان ضيق النفس بوضعه وألمه، وعندما يمتليء الإنسان ألمًا أو تبعًا، فهو لا يعود يبالي بما يمكن أن يصنعه الناس معه من مضايقات أو منع أو طرد، وهذه إحدى بركات الألم إنه يوجهنا إلى الله. ويقربنا منه.
عاش في الهند طبيب اسمه بول براند، وقد كرس هذا الطبيب حياته لخدمة البرص، وقد فكر ذات مرة أن يجرب وضع عضلات سليمة مكان المتآكلة، فأرسل إلى إحدى المصحات، أن ترسل إليه مريضًا تمكن منه البرص، فإذا بشاب اسمه كرشنا ميرسي، كان معذبًا من آلام البرص، يعرض رغبته الكاملة في أن يجري عليه أبحاثه، وقال له: أفعل ما بدا لك لأن الحياة لم تعد ذات قيمة عندي، ونجح الطبيب مع الشاب نجاحًا عظيمًا وكان هذا كله بسبب عنصر المجازفة والمغامرة، من إنسان دفعته آلامه إلى أن يكون موضع التجربة والاختبار!!
كان القبطان العجوز يقود سفينة فيما عدد من الممثلين والممثلات نزلوا من ميناء في اسكتلندا، ولما جلسوا إلى المائدة، وقبل أن يقدم الطعام صفق القبطان وهو يقول: «أيتها السيدات وأيها السادة لنقدم الشكر لله وصلى!! وكان عمله هذا موضوع السخرية والضحك طوال مدة الطعام، قال أحدهم: لم أعرف أن قبطاننا قسيس، وقال آخرون شيئًا مثل هذا، على أنه بعد بضع ساعات قامت عاصفة شديدة جداً، لعبت بالسفينة كما تلعب الريح بالريشة الطائرة، والتمس الممثلون من زعيمهم أن يسأل القبطان عن العاصفة وهل هناك أمل في النجاة، وهل سيخرجون سالمين أم لا فقال له القبطان إن الأمر خطير!! وكان اضطراب الممثلين لا حد له، وعاد الزعيم إلى سطح المركب مرة أخرى (بعد أن أخبر زملاءه في الكبائن) وقال للقبطان إذا كان الأمر خطيراً كما تقول فإني أعبر عن أسفي وأسف زملائي لسخريتنا بصلاتك، ونرجو أن تصلي معنا، وكان وجه القبطان صارمًا وهو يقول: إني في الهدوء أصلي، وفي قلب العاصفة أؤدي واجبي!!
إن الآلام لم تولد الشجاعة فحسب في قلب الأبرص بل علمته الاتضاع والانسحاق، لقد جاء إلى السيد وقد خر على وجهه ساجدًا له، لقد سحقه الألم ومنعه عن الوقوف أو الركوع ووصل به إلى الانبطاح الكامل على وجهه، ونحن لا نعلم هل كان من الممكن أن يفعل ذلك لو لم يمتليء من المذلة التي جاءته من برصه!! إنه على أي حال أشبه بتلك القصة الرمزية التي تحدثنا عن عود من الغابكان في بستان جميل، وكانت المياه تنساب من تحته، وكان النسيم العليل يداعب أوراقه فتمتزج موسيقاه بشدو الأطيار وكان لذلك يستمتع بحياة سعيداً بهجة. على أنه في أحد الأيام العابسة شعر بألم حاد، إذ كانت سكين حادة تجتثه من أصوله، وأحس أنه يحمل من مكانه ويطرح إلى جانب الطريق، فظل في مكانه يندب حظه التعس، ويبكي بدموع من ذوب قلبه حتى جفت عيناه بل جف قلبه، وكأنه لم يكفه كل هذا فإذا بالسكين تعمل فيه مرة أخرى، ظلت تقطع منه أجزاء، وبعد ذلك جعلت تثقب ثقوبًا كثيرة فيه، وعندما انتهت العملية المؤلمة فيه، صاح العود: لقد انتهيت،على أن الرجل الذي مزقه هذا التمزيق الشنيع، وضعه في فمه وجعل يخرج منه ألحانًا شجية. هتف العود أو على الأصح هتف ما بقي منه: هل خرجت هذه الأنغام الجميلة مني أنا؟ وقال الرجل: نعم.. كانت هذه الموسيقى الشجية فيك، ولكن لم يكن في الإمكان أن تخرج منك إلا بعد أن مزقتك السكين وأطاحت بالكثير منك!! كان من المستحيل أن يشفي نعمان السرياني من برصه قبل أن تنتهي كبرياؤه، ولهذا لم يخرج له أليشع، وعاد هو إلى أليشع منحنيًا أمام عظمة الله، وجوده، وإحسانه.
وكان الأبرص أكثر من ذلك واثقًا في قدره المسيح، ومؤمنًا بسلطانه العظيم على مرضه، ... وفي الحقيقة إنه لا سبيل إلى الخلاص بدون إيمان، ... دخل الشاب غرفة العمليات، وقبل أن يعطي المخدر قال للطبيب إني خائف، فأرجعه الطبيب إلى غرفته، ودعا له براعيه، وظل الراعي يحدثه عن الله والثقة به، حتى استرد الشاب إيمانه، وبعد ذلك أجريت له العملية بنجاح. ومهما كان نوع الإيمان الذي في الرجل فإنه كان ولاشك إيمانًا ناقصًا إذ كان يؤمن بقدرة المسيح، ولكنه كان لا يعرف مدى رغبته وإرادته، لكن المسيح أكد له الأمرين القدرة والرغبة معًا، على ما سنرى، ونحن لا نتصور أن إنسانًا عاش في وسط الآلام يلاقي احتقار الناس في كل مكان دون أن يضعف إيمانه أو يتذبذب أو يرتد، ولكن المسيح في العادة لا يقصف القصبة المرضوضة، والفتيلة المدخنة لا يطفيها!! وكم جاءه الناس بإيمان ناقص. فصححه وكمله وهو لا يحتقر ضعفنا بل يسنده ويقويه!!
ومن واجبنا أن نتعلم منه كيف نترفق بضعفات الآخرين!! طلب أحد خدام الله من فتاة فقيرة صغيرة أن تصلي، وكانت الفتاة في ذلك تكاد تموت جوعًا، فقالت له الفتاة: إن معدتي تصرخ من الجوع ولأجل ذلك لا أستطيع أن أصلي، كان يجب أن يعطيها لتأكل حتى تستطيع الصلاة!
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع المسيح ومعجزة تطهير الأبرص
المسيح لمس الأبرص، فطهَّره من برصه
السامري الأبرص قدّر المسيح على شفائه
الأبرص وجواب المسيح له
عظة عن شفاء الأبرص: مرض الانسان وشفاء المسيح


الساعة الآن 06:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024