منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 05 - 2013, 10:38 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

إرميا ومن هو !! ؟
إرميا ومن هو !! ؟
وقد تباينت أفكار الشراح حول معنى الاسم ، فبينما يراه جيروم « مرفوع الـــرب » وجسينيس « معين الرب » يعتقد جنجستنبرج أن الاسم يعنى « اللّه يرمى » ، أو الذى أخرجه إلى الممالك والشعوب ، وقذف به ليقلع ويهدم ويهلك وينقض ويبنى ويغرس ، ويوجـد من اعتقـــــــد أن المعنى « اللّه يؤسس » .. وعلى أية حال ، فإن هذا الأفكار جميعاً تحدثنا عن ذلك الإنسان الذى صوره اللّه من بطن أمه ، وأخرجه من الرحم ، وأقامه : « مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض ، لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض . فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأنى أنا معك يقول الرب لأنقذك » " إر 1 : 17 - 19 " أو كما وصفه ماكرتنى : « إن الأمم تنجب أبطالها فى بداءة أو نهاية تاريخها ، أى فى مخاض الولادة أو غصص الموت ، وكان إرميا هو نبى إسرائيل ، لما دنت شمس أورشليم للغروب . فنراه واقفاً كعمود من فولاذ، فى وسط الدخان والظلام ، والحريق والدمار الذى ألم بها » ... وكان إرميا بن حلقيا الكاهن ، والذى يعتقد كثيرون أنه كان الكاهن العظيم فى أيام يوشيا الملك ، والذى وجد سفر الشريعة فى بيت الرب ، وإن كان آخرون يعتقدون بأن حلقيا أبا إرميا لم يكن رئيس الكهنة ، بل كان واحداً منهم فقط ، وأنه غير حلقيا رئيس الكهنة العظيم،... وعلى أية حال ، فإن إرميا كان من الكهنة الذين ولدوا فى عناثوث الواقعة فى سبط بنيامين ، والتى كانت تبعد ثلاثة أميال إلى الشمال الشرقى من أورشليم !! .. وكان يتنقل بين المدينتين ، وإن كان قد قضى الشطر الأكبر من حياته فى أورشليم !! ..
ولعلنا لا نستطيع أن نفهم الرجل حق الفهم ، قبل أن نعرف العصر الذى عاش فيه ... كان عصره من أقسى العصور ، وأكثرها ازدحاماً بالصراع ، إذ كانت هناك ثلاث ممالك تتنازع السلطة العالمية ، ونعنى بها آشور ، ومصر ، وبابل . وقد ظلت لآشور السيادة قرابة قرنين من الزمان وكان لها القدح المعلى فى أيام إشعياء فى القرن الثامن قبل الميلاد ، وكان آشور بنيبال بن أسرحدون وحفيد سنحاريب آخر الملوك العظماء فى تلك الدولة القديمة ، وقد حكم أسرحدون - خلال حكم منسى - اثنى عشر عاماً بيد قوية ، وقد غزا مصر فيها مرتين ، كما استطاع أن يقضى على المقاومة الآتية من الشعوب الغربية ، ولكنه عجز عن السيطرة على صخرة صيداء ، وقد كانت حياة ابنه آشور بنيبال حافلة بالحروب ، وهو الذى أخذ منسى إلى بابل وأطلق سراحه بعد ذلك،.. على أن مصر وبابل أخذتا بععد ذلك فى النهوض ، وابتدأ الضعف يخيم على آشور، والأرجح أن أرميا أضحى نبياً للّه فى سنة وفاة آشور بنيبال ، الذى أعقبه ملك ضعيف غير معروف ، ومن ثم أخذت بابل الدولة الفتية طريقها لا إلى التخلص من آشور فحسب ، بل إلى السيطرة والقوة ، .. وقد تحالفت مصر مع آشور ضد بابل حتى سقطت نينوى فى عام 612 ق. م ، وانتهت الدولة الأشورية تماماً فى عام 506 ق.م. بظهور نبوخذ ناصر فى الميدان ، وقد أخطأ يوشيا كما علمنا فى تصديه لفرعون نخو ملك مصر عندما ذهب للحرب فى مجدو ، وسقط يوشيا قتيلا فى المعركة ، وتولى ابنه يهوحاز الملك ، ولكن فرعون أسره وأخذه إلى مصر وملك أخاه يهوياقيم أحد عشر عاماً اتسمت بالأنانية والظلم والقسوة ، وكانت النتيجة أن نبوخذ ناصر ملك بابل جاء واستعبد الشعب استعباداً مريراً ، ودمر أورشليم والهيكل تدميراً رهيباً !! ..
ومن المعتقد أن إرميا صار نبياً ، وهو ما يزال غضاً صغيراً ، وفى الغالب ، فى العشرين من عمره وكان ذلك فى السنة الثالثة عشرة من حكم يوشيا أو عام 626 ق.م.، أو ما يقرب من خمس سنوات ، قبل اكتشاف سفر الشريعة وقيام يوشيا بإصلاحه العظيم ، وقد استمرت نبوته أكثر من أربعين عاماً ، وشاهد بعينيه تحقيق الكثير من نبواته ، إذ رأى خراب أورشليم ، وقد كان بداخلها وهى محاصرة ، وعندما دمرت عام 586 ق.م. ، وكانت معاملة نبوخذ ناصر لأرميا طيبة ، إذ سمح له بالبقاء فى المدينة المخربة ، مع المندوب الملكى جدليا المعين من قبل بابل . لكن الأحداث تتابعت بعد ذلك إذ قتل جدليا ، ... ومن الغريب أن الهاربين من المدينة إلى مصر ، رغم ارتدادهم عن اللّه ، كانوا فى حاجة إلى من يرشدهم إلى الحقيقة والمصير ، ولذا أمسكوا بإرميا وأجبروه على الذهاب معهم إلى مصر رغم عدم رغبته ، وفى مصر كانت آخر نبواته فى تحفنحيس ، ويقول التقليد إن اليهود هناك أيضاً لم يطيعوا صوت اللّه فيه ، ورجموه ، فمات فى مصر !! ..
عاش إرميا طوال حياته ، وهو أشبه الكل بالجندى الذى يعيش فى أتون المعركة وقعقعة السلاح فيها ، ... والجندى فى العادة ليست له الفرصة الهادئة المريحة ، التى يسكن فيها إلى بيت وولد ، ثم أمر الرب إرميا أن يعيش أعزب دون زوج أو ولد : « ثم صار إلى كلام الرب قائلا : لا تتخذ لنفسك امرأة ولا يكن لك بنون ولا بنات فى هذا الموضع ، لأنه هكذا قال الرب عن البنين وعن البنات المولودين فى هذا الموضع وعن أمهاتهم اللواتى ولدنهم وعن آبائهم الذين ولدوهم فى هذه الأرض ، ميتات أمراض يموتون . لا يندبون ولا يدفنون بل يكونون دمنة على وجه الأرض وبالسيف والجوع يفنون وتكون جثثهم أكلا لطيور السماء ولوحوش الأرض . لأنه هكذا قال الرب : لا تدخل بيت النوح ولا تمضى للندب ولا تعزهم لأنى نزعت سلامى من هذا الشعب يقول الرب الإحسان والمراحم . فيموت الكبار والصغار فى هذه الأرض . لا يدفنون ولا يندبونهم ولا يخمشون أنفسهم ولا يجعلون قرعة من أجلهم ... ها أنذا مبطل من هذا الموضع أمام أعينكم وفى أيامكم صوت الطرب وصوت الفرح ، صوت العريس وصوت العروس » " إر 16 : 1 - 9 "... وكان إرميا هنا أشبه بالرسول بولس الذى عاش حياته أعزب ، ولم يكن له متسع ، فى زمن الضيق والتعب والاضطهاد أن يتزوج . ... بل إن الرسول أوصى : « فأظن أن هذا حسن لسبب الضيق الحاضر ، أنه حسن للإنسان أن يكون هكذا ، أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال . أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة » "1 كو 7 : 27 : 28 " ..
كان إرميا - فى حد ذاته - رمزاً ومثالا الكلام الذي ينادى به ، وكان من أكثر الأنبياء الذين صوروا الحياة فى صور عملية رمزية ، فالعلاقة بين اللّه وإسرائيل أشبه بالمنطقة التى يتمنطق بها الرجل ، وستبقى المنطقة سليمة وجميلة ، طالما هى على الحقوين ، .. لكن يطلب إليه أن يذهب بهذه المنطقة إلى نهر الفرات ويطمرها هناك ثم يرجع ليأخذها . وإذا بها قد فسدت لا تصلح لشئ ، ... ولعلنا نلاحظ أن هذه المنطقة كما صورها فى الأصحاح الثالث عشر ، كانت جديدة ولكنها لم تغسل ، .. وكانت بهذا المعنى كإسرائيل الذى تميز على الشوب بالعلاقة التى تربطه باللّه ، ... ولكنه رفض أن يغتسل وفى عقاب اللّه له على خطاياه ، لم يرعو أو يتعظ من هذا العقاب ، ففسد ، ولم تكن النتائج التى جاءت من السبى - وكان يمكن أن تقوده إلى حياة أفضل - إلا مخيبة للأمل ، ... وعلى الإنسان دائماً أن يلتصق بالرب ويبقى نظيفاً ، ... وقد أعطى إرميا صورة أخرى عندما ذهب إلى الفخارى فى الأصحاح الثامن عشر ليتخذ عظته مما يفعله الرجل وهو على الدولاب ، فإذا فسد الطين ، فإنه يمكن تشكيل الوعاء من جديد ، ... ولكن لا يمكن إصلاح الوعاء ، إذا اجتاز فى النار ، فإن الإبريق من الفخار لا مجال لإصلاحه إذا تحطم ، بل لا مكان له إلا الطرح فى وادى ابن هنوم ، أمام شيوخ الشعب ، وشيوخ الكهنة ، الأمر الذي يرمز إلى أمة إسرائيل ، وقد ضاع الرجاء فيها ، ولا يمكن إلا أن تكون بقايا من الخزف فى وادى ابن هنوم ، والذى أضحى رمزاً لجهنم ، مكان العذاب الأبدى ، حيث كان ترمى النفايات جميعها خارج مدينة أورشليم ، وكان مباءة للديان والجراثيم ، يجمع بين الظلمة الدائمة ، والنار التى لا تطفأ ، ومن ثم قيل : « حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ » " مر 9 : 44 " . ولا يمكن أن ننسى الخمر التى قدمها إرميا فى بيت الرب للركابيين ، الذين رفضوا شربها بناء على وصية قديمة من أبيهم يوناداب بن ركاب ، وجعلهم اللّه مثلا أمام الشعب ، مما عرضنا له بافاضه عندما تحدثنا عن شخصية يازنيا بن إرميا كبير بيت الركابيين أيام إرميا ... وما أكثر ما رؤى إرميا يتجول فى شوارع أورشليم يحمل نيراً على كتفه ، نير الثور ، الذى سيصل إليه إسرائيل فى بعده عن اللّه ، ... وفى مصر ، فى أخريات حياته ، أخذ حجارة كبيرة وطمرها فى الملاط فى الملبن الذى فى تحفنحيس رمزاً لاختفاء مصر فى مواجهة بابل القوة الصاعــــدة ، والتى لا جـــــدوى من مقاومتها ولا أمل فى الانتصار عليها !! ..
ولعل العصر الذى عاش فيه ، والظروف التى أحاطت به، يمكن أن تعطينا الصورة الصحيحة للرجل ، الذي صوره كثيرون بأنه نبى الدموع ، وآخرون نبى الفشل ، وغيرهم نبى الأحزان ، .. أو نبى التناقض ، أو فى الصورة الأدق والأصح « النبى الممزق » إذ أن الصراع الذى أحاط به ، وبعصره ، إنعكس فى أعماق نفسه صرعاً رهيباً مهولا !! .. فإذا أضفنا إلى ذلك أن الإنسان كلما ازداد عظمة ، ازداد اتساعاً ، ويعتقد هيجل الفيلسوف الألمانى أن حياة العظماء تمتلئ فى العادة بالتناقضات ، وقد كان إرميا من هذا النوع ، فقد جمع ، على أعظم صورة
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إرميا النبي |اختفي إرميا وكاتبه وستر الرب عليهما
إرميا النبي | قد شبَّه إرميا كلمة الله بالنار والمطرقة
قائمة تاريخية بعصر إرميا في سفر إرميا النبي في الكتاب المقدس
عاصر إرميا ثلاثة أحداث خطيرة في سفر إرميا النبي في الكتاب المقدس
في سفر إرميا، يُطالعنا الإصحاح الأول ع١-٣ بشخصية إرميا


الساعة الآن 05:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024