العجـوز السجيـن
في وسط حر الظهيرة الشديد دخل عجوز سكير إلي حانة في فندق بإحدى جزر البحر الجنوبي . و بدأ يسأل رجال الحانة ليشتري كأس خمر , فرفض الجميع , أخيرا من باب السخرية , قال له شاب بحار : ( أبيعك كأس خمر أيها العجوز إن عدت إلي المائدة , و انحنيت بيديك و ركبتيك علي الأرض , و مشيت كالكلب نحو البار , و عويت و طلبت أن تشرب
و تحت ضغط الرغبة في السُكر قَبل الشيخ أن يقوم بهذا الدور الهزلي وسط سخرية الحاضرين , فانحط بإنسانيته ليمارس تحركات و صوت حيوان من أجل كأس خمر
لعلها صورة مؤلمة للإنسان متي استعبدته شهوة.
† تكررت القصة مع الفنان الشهير ( فان جوخ ) و لكن بصورة أخري حيث تعلق بإحدى فتيات الملاهي , سحرته بجمالها حتى ذاب كيانه في فتنتها الطاغية , فأسرف في عواطفه و ماله حتى قطع احدي أذنيه ليهديها إليها كطلبها ,
ثم دخل مستشفي الأمراض العقلية …
لتنتهي حياته بالانتحار عام 1890 .
هذه حالات تبدو مجسمة و فريدة و لكنها تصور لنا بؤس الإنسان حين تسحبه شهوة الجسد أو تذله محبة الأرضيات فيفقد كرامته و نموه و أحيانا حيــــاتـه
يؤكد لنا السيد المسيح أن من يرتبط بالفكر الجسداني يصير بكل حياته جسديا .
أما المولود من الروح , و يرتبط بقلبه و فكره بالروحيات فيصير إنسانا روحيا ( يو3 : 6 ).
انه يحمل جسدا لا يختلف عن أجساد بقية البشرية , له غرائزه الطبيعية و احتياجاته و اشتياقه لكنه إذ قبل الولادة الجديدة في مياه المعمودية و تجاوب مع الروح القدس الساكن فيه يصير كأنه كله روح , يتناغم الجسد مع النفس , ليتجاوب الإنسان كله مع الرأس يسوع المسيح يحمل فكر المسيح و أحاسيسه هذا هو الإنسان الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه يتجدد يوما فيوما.