الطلاق والزواج الثاني
مقدمة:
عندما نتحدث عن الطلاق والزواج فإننا نتحدث عن كلمتين متنافرتين لا يجمع بينهما إلا سقوط الإنسان تحت الخطية, لأنه من البدء لم يكن هكذا.
وإن حدث الطلاق في حياة الشريكين يكون هو النهاية المأساوية وغير المرجوة ولا المتوقعة لخطة الله.
(فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ وَلاَ يَغْدُرْ أَحَدٌ بِامْرَأَةِ شَبَابِهِ. لأَنَّهُ يَكْرَهُ الطَّلاَق قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيل وَأَنْ يُغَطِّيَ أَحَدٌ الظُّلْمَ بِثَوْبِهِ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ لِئَلاَّ تَغْدُرُوا.) ملاخي 2: 15-16.
فالطلاق هو مكرهة الرب, وغدرٌ وظلمٌ. وموافقتنا عليه يعني موافقتنا على زواج ثانٍ. فإن كان الطلاق غدرٌ وظلمٌ, ألا تعني موافقتنا عليه بإعطاء الرجل كتاب طلاقٍ أننا نشترك في غدره وظلمه. وهل الزواج الثاني لشخص يوصف بالغدر والظلم يكون زواجا مباركا, أم يكون زواج ظلم ومكرهة للرب.
والسؤال الأصعب لو وافقنا على الزواج الثاني ثم تكررت الأسباب التي أدت للطلاق الأول, فهل نسمح بالطلاق الثاني, وبالتالي بالزواج الثالث... وعند أي زواج ينبغي أن نتوقف!
في العهد الجديد يُشبَّه الزواج البشري بعلاقة الكنيسة بالمسيح, ولو قلنا إن المسيح يريد أن يتعامل مع عروسه كما نريد نحن أن نتعامل مع زوجاتنا, فهل نتجرأ ونقول إن المسيح سيطلّق, أو قد طلق الكنيسة وسيتزوج بغيرها, ثم سيطلق الأخيرة ويتزوج بغيرها!!
هل هذا هو فكر الله من نحو الزواج؟ هل أسس الله العائلة لتُهدم, أم أسسها لتدوم, أم أننا نخجل من أنفسنا ونقول (فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ) مرقس10: 9.
بعد هذه المقدمة البسيطة دعونا ندرس الطلاق والزواج الثاني في العهدين بصورة مختصرة.
تعاريف:
الزواج: هو رباط روحي مقدس بين رجل واحد وامرأة واحدة, فيه كل منهما يكمّل الآخر ليصيرا جسدا واحداً, وهو لا ينفصم إلا بموت احد الطرفين, وسيُبطل في العالم الآتي بعد القيامة.
الطلاق: هو التحلل من قيد الزواج بفك الرابط الروحي قبل موت احد الطرفين, وهو عمل غادر يبغضه الله.