رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
واما الايمان فهو الثقة بما يرجى والايقان بامور لا ترى.عب 1:11 " الحياة المسيحية - الإيمان سهل جداً" يعتقد الكثيرون أن الإيمان صعب، والواقع أن صعوبته هي في بساطته. ظن نعمان السرياني أن الإغتسال في الأردن أمر عسير بالنسبة لسهولته. ولو طلب منه عمل عظيم وشاق، لما تردد، بل لقام به بسرور. هكذا يظن الناس أن الخلاص ينبغي أن يكون نتيجة عمل أو شعور غير عادي، شيء بخلاف المعتاد، أمر صعب. ولكن أفكار الله ليست كأفكارنا، وطرقه ليست مثل طرقنا، ولكي يتمكن أبسط الناس وأجهلهم من أن يخلص، جعل الله طريق الخلاص سهلاً للغاية، في سهولة الألف باء. ولا يوجد في الخلاص ما يدعو لحيرة أي إنسان، مع أن كل إنسان يتوقع أنه سيحتار فيه. وقد أنعقد لسان الكثيرين من الدهشة حينما وجدوه سهلاً بهذا المقدار. مدرس مدرسة أحد أراد أن يوضح للتلاميذ معنى الإيمان. لكن التلاميذ لم يفهموا قصده. فأخرج ساعته من جيبه، وقال لأحد التلاميذ: سأعطيك ساعتي، فهل تأخذها؟؟. وأخذ التلميذ يفكر فيما قصده المدرس من كلامه، ولم يجب بشيء. ووجه المدرس السؤال لتلميذ آخر قائلاً، ها هي الساعة... خذها. لكن الولد بكل تواضع وأدب، أجاب كلا، أشكرك يا سيدي. ووجه المدرس نفس السؤال لتلاميذ آخرين، وتلقى نفس الإجابة. وأخيراً تقدم تلميذ صغير، ولم يكن حكيماً أو مفكراً كباقي التلاميذ، لكنه كان أكثر إيماناً، تقدم إلى المدرس بكل بساطة، وتناول منه الساعة قائلاً أشكرك يا سيدي...!! واندهش التلاميذ حين رأوا زميلهم يأخذ الساعة التي عرضت عليهم ورفضوها. وسأل أحدهم المدرس هل يأخذ الساعة لنفسه ؟؟... ألا يردها ثانية؟؟ أجاب المدرس طبعاً، يحتفظ بها لأنها أصبحت ملكه. لقد أعطيتها له وهو قبلها... وليس من المعقول أن أمنح شيئاً ثم أسترده ثانية. لقد قدمت لكم الساعة، لكن أحداً منكم لم يتقدم لأخذها. قال الولد: آه..لو كنت أعرف أنك تعني ما تقول، لكنت أخذتها. كان يظن أنها مجرد تمثيلية ليس إلا. لقد ندم جميع التلاميذ على الفرصة الذهبية التي ضاعت، وقال كل منهم ما كنت أظن أن المدرس يعني ما يقول... لكني فكرت... كان لكل منهم نظريته فيما عدا الولد الصغير الذي صدق ما قيل له وأخذ الساعة. أتمنى من كل قلبي أن أكون مثل هذا الولد الصغير، وأن أصدق كل ما يقوله الله حرفياً، وآخذ ما يضعه أمامي عالماً أنني لن أكون مخطئاً في قبولي كل البركات والمواعيد الواردة في الكتاب المقدس. وما أسعدنا إن كنا نثق دون أن نتساءل. لكن، أسفاً، لأننا لا نصدق، إنما نفكر ونشك. حين يرفع الله إبن محبته أمام الخاطئ، ينبغي على الخاطئ أن يقبله بدون تردد. إن كنت تقبله، فسيكون من نصيبك، ولا يمكن لأي شيء أن يفصله عنك. هيا إفرط يدك وخذه الآن..!! حين يؤمن طالب الخلاص بحرفية ما جاء في الكتاب المقدس، ويثق أن يسوع يقبل كل من يأتي إليه بالإيمان، تزول عنه كل صعوبة من جهة الخلاص كما يزول ضباب الصباح أمام الشمس المشرقة. إن التغيير الذي يحدث في القلب نتيجة قبوله حقائق الإنجيل ينعكس على الوجه فيضيء بلمعان سماوي. وكثيراً ما سمعت النفوس التي استنارت حديثاً وهي تردد القول... إن الطريق واضح للغاية... كيف لم أتبينه من قبل؟؟... الآن أفهم كل ما قرأته في الكتاب وكان غامضاً ومبهماً في نظري.. لقد اتضح أمامي كل شيء في لحظة.. ويقيناً أن الحق كان ولا يزال واضحاً، ولكن طالب الخلاص كان يتوقع علامات معينة، وأموراً غريبة، فلم يتنبه للشيء القريب منه. أحياناً يبحث الإنسان عن نظارته بينما تكون على جبهته، وهكذا الحال مع الكثيرين الذين لا يرون الخلاص رغم أنه قريب منهم. الرب يسوع المسيح أمامنا، وما علينا إلا أن ننظر إليه ونحيا. لقد سر الله بأن يجعل ضروريات الحياة في متناول اليد. فتناول الطعام مثلاً في منتهى السهولة حتى إن الإنسان الأعمى يستطيع أن يجد السبيل إلى فمه. وكذلك الشرب حتى أن الطفل الصغير يعرف كيف يشرب دون أن يعلمه أحد. في حديقة الملجأ الذي أعمل فيه توجد حنفية يذهب إليها الأولاد لكي يرووا عطشهم حين يستبد بهم الظمأ. ومع أننا لم نعلمهم شيئاً عن فائدتها أو كيفية استعمالها، لكنهم يذهبون إليها من تلقاء أنفسهم، ولا يوجد بينهم من يجهل كيف يشرب من الحنفية. الإيمان في الأمور الروحية، يشبه الأكل والشرب في الأمور الزمنية. فعن طريق يد الإيمان نستطيع أن نأكل الطعام الروحي، ونشرب من الينبوع الحي، فتدب فينا الحياة الروحية. يا من تريدون أن تؤمنوا، وتظنون أنكم لا تستطيعون، ألا ترون أنه كما يشرب الإنسان دون مجهود، ويأكل من غير عناء، هكذا يمكننا أن نقبل الرب يسوع - خبز الحياة وماء الحياة - دون أن نبذل أي مجهود؟؟ الإيمان سهل جداً، لدرجة أنني كلما أحاول أن أشرحه، أخشى أنه يفقد بساطته. لما نشر توماس سكوت مذكراته عن كتاب (سياحة المسيحي)، ليوحنا بنيان، سأل أحد الأخوة عما إذا كان يفهم الكتاب، أجاب (نعم يا سيدي، إنني أفهم كتاب يوحنا بنيان جيداً، لكنني لست أفهم مذكراتك التي كتبتها عنه..!!. وهكذا الأمر معي، إن أخشى ما أخشاه أن يتعقد موضوع الخلاص أمام القارئ بسبب شرحي الكثير له. لكنني سأصلي إلى الله ليوضح طريق الخلاص لكم ثق بيسوع فتنال الخلاص والحياة الأبدية. لا داعي للفلسفة. لا تجلس وتفكر كثيراً وتتعب عقلك. صدق الرب يسوع كما تصدق والدك وصديقك الذي تثق فيه. ثق به كما تثق بالبنك الذي تضع فيه أموالك، وكما تثق بالطبيب الذي يعتني بصحتك. لا تنظر للإيمان كأنه عمل صعب فهو في غاية السهولة. إنه الثقة الكاملة في شخص إبن الله الحي وفي عمله وقوته وإستحقاقاته. يظن البعض أن هذه الثقة مجرد خيال وخرافة بالنسبة لبساطتها. لكن هذه الحقائق التي كان من الصعب علينا أن نصدقها يوماً ما، أصبحت حقائق مؤكدة يصعب علينا أن نشك في صحتها. إن كل شيء واضح للذي يؤمن ويدرك، فهل هو واضح بالنسبة لك؟؟ ليعطك الرب فهماً في كل شيء. أحبك أشكرك أحبك يسوع المسيح يحبكم حميعاً بيدو |
|