06 - 05 - 2013, 08:39 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
القيامة هي قيامتنا
الاحد 05 مايو 2013
نيافة الأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية وتوا بعها
قيامة السيد المسيح له المجد من بين الأموات هي محور عقيدتنا وإيماننا المسيحي, بل ومحتوي كرازة الرسل بالإنجيل, أي بشارة مفرحة لكل المسكونة بما تحقق لها من خلاص بموت الرب وقيامته واهبا الحياة الجديدة.
ولقد عاشت الكنيسة المقدسة خبرة هذه الحقيقة وعبرت عنها في كل ممارستها وليتورجياتها, وترك لنا آباؤها المعلمون القديسون نصوصا وكتابات كثيرة يشرحون فيها أبعاد هذا الواقع الجديد للقيامة المجيدة, ومن بين هؤلاء القديسين البابا أثناسيوس الرسولي في القرن الرابع الميلادي فلقد ترك لنا هذا الأب والمعلم حامي الإيمان الأرثوذكسي تراثا غنيا بالتعاليم اللاهوتية والتي مازالت تبهر كل من يتعمق فيها وينهل منها ويتمسك بها, إذ أنها ليست نتيجة لنظريات أو انعكاس لمفاهيم عقلية بل هي ثمرة استنارة النفس بالروح القدس واستجابة لعمله داخل القلب, لهذا جاءت هذه التعاليم. لتدافع عن ألوهية الابن المتجسد ولتثبت حقيقة قيامته لا بأدلة وحجج مقنعة فقط لكن أيضا من واقع ما أتمه المسيح الرب القائم في حياة كل من يؤمن به.
فلقد أحدث موت. المسيح علي الصليب بالجسد وقيامته في اليوم الثالث غالبا ومنتصرا علي الفساد, تغييرا في حياتنا.. هو الشاهد الفعلي لحقيقة قيامة المسيح وانتصاره علي الموت يقول القديس أثناسيوس الرسولي وإن كان الموت مرعبا وقويا فيما سبق والآن بعد مجئ المخلص وموت جسده وقيامته فإن الموت يحتقر من المسيحيين فلابد؟ أن يكون واضحا أن المسيح نفسه الذي صعد علي عود الصليب هو الذي أباد الموت وغلبه, نعم كان لابد أن يقوم هذا الجسد المتحد باللاهوت.. وما كان ممكنا أن يستمر في الموت, وما كان ممكنا أن ينتصر الموت عليه.. بل أنه بموته داس الموت وهكذا قضي علي سلطان الموت.. ويقول القديس بولس الرسول الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.. لأنه كما أن في آدم يموت الجميع هكذا أيضا سيحيا الجميع كل واحد في رتبته.. المسيح باكورة ثم الذين في المسيح في مجيئه 1كو15:20:23.
ويتكلم عن أهمية قيامة المسيح فيقول إن لم يكن المسيح قد قام, فباطل إيمانكم.. أنتم بعد في خطاياكم.. إذن الذين رقدوا في المسيح أيضا قد هلكوا ويستطرد إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح.. فأننا أشقي جميع الناس.
* كان لابد أن يقوم المسيح لكي يؤسس المسيحية.. ولكي يمكث مع التلاميذ أربعين يوما يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله ويضع لهم قواعد الإيمان.. ويسلمهم الأسرار والطقوس وينفخ في وجوههم قائلا: اقبلوا الروح القدس.. من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ومن أمسكتموها عليهم أمسكت.. ثم يعدهم بحلول الروح القدس عليهم لكي ينالوا قوة ويكونوا له شهودا في أورشليم وكل اليهودية وإلي أقصي الأرض ثم بعد ذلك يعهد إليهم بالكرازة اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع اما أوصيتكم به.. وها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر متي 28.
وأخيرا فإن القديس أثناسيوس الرسولي الذي عاش واختبر معني قيامة مسيحه وعلم بها يضع أمامنا ما يعمله الرب القائم من الأموات في نفس كل من يؤمن به فيقول إن المخلص كان يتمم كل يوم أعمالا متعددة جاذبا البشر إلي التقوي ومقنعا إياهم بحياة الفضيلة ومعلما إياهم عن الخلود وباعثا فيهم حب السماويات كاشفا لهم الآب ومانحا لهم القوي لمواجهة الموت وهم يرنمون ويسبحون في غير خوف قائلين بالموت داس الموت ونردد في نصرة القيامة.
إخرستوس آنيستي.. أليثوس آنيستي
|