رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حمدين.. النسر الذى فاجأ الجميع تتلبسه روح عبدالناصر، تتجلى فيه، آسر قلوب الفلاحين والبسطاء هى كلمة مرور صباحى النافذة إليهم، يتحدث بخطابه، يلوّح مثله، انحناءاته وهمساته، يذوب فى جموعهم فلا تميزه عنهم، يغنون له: «إحنا الشعب اخترناك من قلب الشعب»، فيجيب: وأنا خادمكم.«سأدخل القصر الرئاسى وفى يدى أهالى الشهداء».. قالها قبل أيام من انطلاق أول انتخابات رئاسية عقب ثورة 25 يناير. بدا فى كلماته واثقاً وثابتاً رغم تراجع ترتيبه فى الكثير من استطلاعات الرأى التى أُجريت خلال الفترة الماضية، ومع صباح الأربعاء انطلقت عملية التصويت ليتوجه المصريون إلى صناديق الاقتراع؛ لكن «النسر» سابق منافسيه وحلق بعيدا فى الصفوف الأمامية، ليس إلى السماء كعادة الجوارح، ولكن ليحمى رؤوس البسطاء «واحد مننا». المرشح العاشر استطاع التواجد فى المربع الذهبى، رغم قلة دعايته الانتخابية وضعف الإمكانيات المادية لحملته، وعدم اتكائه على تنظيم قوى يقف فى ظهره ويدعمه، لكنه اعتمد على خطاب العدالة الاجتماعية وكرامة المواطن المصرى وملامسة الحس الوطنى لدى الجماهير، انطلاقاً من ثورتى «52 و25» اللتين ينتمى لهما حمدين صباحى، بوضوح دون مواربة.. ثورة العسكر وثورة الشباب التى طالبت بإنهاء حكم العسكر. «البساطة، القوة، الوضوح، والثورة».. مفاتيح قوة المرشح الرئاسى الذى تمكن من فرض نفسه بقوة فى الانتخابات حتى أصبح الحصان الأسود فى السباق على مقعد الرئيس. اتخذ حمدين صباحى موقعاً مميزاً فى المعركة الانتخابية بين المرشحين المحسوبين على النظام السابق، ومرشحى التيار الإسلامى؛ حتى صار خياراً مناسباً لدى كل من يرفض الطرفين.. فالتمسك بالثورة ومعاداة الفلول من جهة، والتمسك بمدنية الدولة ورفض إلباسها ثوباً دينياً من جهة أخرى، أهم ملامح المرشح الرئاسى الذى تمكن من مضاربة الكبار بشكل أزعج جميع المرشحين على مدار يومين متتاليين من التصويت. «نعم تمت إصابتى بفيروس (سى) لأنى كالملايين من فلاحى وبسطاء الشعب المصرى تعرضت للإصابة بمرض البلهارسيا وتلقيت العلاج وتم شفائى والحمد لله».. كانت إحدى العبارات التى حدّث بها صباحى الفقراء وأهالى القرى والنجوع والأرياف بشكل لامسهم بشدة، حتى قالوا إنه «واحد مننا». المرشح الناصرى قد لا يتمكن من مصاحبة أهالى الشهداء إلى القصر الرئاسى، كما تعهد، لكنه بكل تأكيد تمكن من تحقيق رقم صعب فى معركة الرئيس المنتظر؛ يضيف إلى رصيده كثيراً ويفتح له آفاقا جديدة فى سيناريوهات المستقبل، إن هو أحسن استغلال توهجه الحالى وبادر بإنشاء حزب سياسى قوى يفتح للمصريين طريقا ثالثا بين الإخوان المسلمين من جهة وفلول النظام البائد من جهة أخرى. الوطن |
|