رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حقوق الإنسان...
وتعرفون الحق والحق يحرركم. يو 8: 32 في حفل أقامه ملجأ للأيتام، طلبت المشرفة من طفلة موهوبة في الغناء والموسيقى، أن تغني وترقص أمام الضيوف لأنهم سيتبرعون للملجأ بمبالغ كبيرة. لكن الطفلة رفضت الإستجابة لرجاء المشرفة وأحرجتها أمام الضيوف. فما كان من المشرفة إلا أن إتجهت إليها صارخة في وجهها بغضب وإحتقار قائلة: أنت يتيمة، وهؤلاء الناس هم الذين يطعمونك. وفي اليوم التالي وجدوا الطفلة منتحرة في حجرتها. إن الجملة التي نطقت بها المشرفة قصدت فيها احتقار هذه الطفلة وتساوي هذه الكلمة كلمة (رقا)، المذكورة في الكتاب المقدس وتساوي أيضاً كلمة (نيجرو) والتي يطلقها البيض في أمريكا على الزنوج، إحتقاراً للونهم وجنسهم. ولقد تعرض السيد المسيح لهذه القضية عندما قال: (قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل. ومن قتل يكون مستوجب الحكم. وأما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم. ومن قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع. ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم. فإن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك، فاترك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً إصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك). ان قضية حقوق الإنسان من القضايا الخطيرة والملحة في حياتنا المعاصرة. وأستطيع أن أقول إن هذه القضية لم تحسم بعد، لا في الدول المتقدمة ولا النامية. فالعالم مليء بالتفرقة العنصرية، وحتى بعد أن خرجت وثيقة حقوق الإنسان من الأمم المتحدة تنادي بحق الإنسان في أسلوب حياته... ما زال هناك بشر يرزحون تحت نير بشر آخرين، بسبب لونهم أو دينهم أو جنسهم. المسيح هنا يتحدث عن القتل ويقول سمعتم أنه قيل إن من أبسط حقوق الإنسان أن لا يقتله أحد لأي سبب من الأسباب. وإذا قتل، فإن قاتله يكون مستوجب الحكم. لكنه يضيف قائلاً أن القتل ليس هو العدوان الوحيد على حق الإنسان في الحياة. فهناك أنواع وأشكال أخرى للعدوان: فالذي يغضب على إنسان آخر باطلاً، والذي يحتقر أخيه الإنسان بسبب جنسه أو لونه، والذي يسفه أفكار الآخرين ومعتقداتهم إنما هو في الحقيقة يمارس، ما هو أفظع من القتل. ويقدم المسيح ثلاث درجات للعدوان على حقوق الإنسان: أولاً- العدوان على إنسانية الإنسان: وهذا ما يسميه المسيح هنا (بالغضب الباطل). فكلمة باطل هنا لا تعني الغضب من إنسان بدون وجه حق فقط، لكنها تعني أيضاً الغضب من شخص ما والتفكير في الإنتقام منه وإحتقاره داخلياً، دون إعلان هذا الغضب والإنتقام له أو لغيره. والصورة هنا لإنسان يجلس غاضباً يخطط لنفسه كيف ينتقم من أخيه الإنسان الذي غضب منه. إنه يضع خطة لإحراجه وجعله في موقف لا يحسد عليه. إنه نوع من عدم قبول الآخر ووضع خطة لقتله، سواء من الناحية الأدبية أو النفسية أو المادية. ثانيا- العدوان على كرامة الإنسان: يقول المسيح : (ومن قال لأخيه رقا)، وكلمة رقا التي يستخدمها المسيح هنا لا يوجد لها مثيل في أي لغة حية. فهي كلمة توحي بمعنى الإحتقار للشخص الآخر. فعندما تتحدث إلى إنسان ما باحتقار وغطرسة بسبب جنسه أو لونه أو دينه، فأنت تعتدي على حق من أهم حقوقه. ثالثا - العدوان على كيان الإنسان ووجوده: (ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم). وكلمة أحمق تعني طفل غير مميز أو مجنون مثلاً؛ أي إنسان غير قادر على تحمل المسئولية وتمييز الأمور؛ إنه إنسان لا فائدة من وجوده. وعندما تصف إنسان بالحمق، فهذا تحطيم لكيانه النفسي والإجتماعي. يقول المسيح إن اعتديت على إنسانية الإنسان فهذا أمر سيء، إن حقرته فهذا أسوأ، أما إن حطمت كيانه معنوياً وإجتماعياً فهذا أسوأ بكثير جداً. فإذا عاملت شخصاً بجفاء، وظهر هذا في تصرفاتك من نحوه، فأنت تستوجب المحاكمة. وإن إعتديت على كرامته فأنت تستوجب محاكمة دينية وهي أصعب من المحاكمة المدنية. أما إذا إعتديت على كيانه ووجوده، فأنت تستحق الهلاك الأبدي. بمعنى أن الله لا يقبل عبادة إنسان هضم حقاً من حقوق أخيه في الإنسانية. ويقول المسيح في هذا: (فإن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك). ولقد عبر المسيح عن هذا بوضوح: إن طريقنا لا بد أن يمر عبر علاقتنا بعضنا ببعض، وإحترامنا لحقوق بعضنا البعض. فالعبادة التي تقدمها لله لا تقبل كعبادة في حد ذاتها، لكنها تقبل كتعبير كامل عن الإنسان؛ إنها توضح فكره وقلبه وإتجاهه أمام الله. وعلى الإنسان أن يقدم لله فكراً وقلباً وإتجاهاً طاهراً ونقياً من نحو أخيه الإنسان، لكي يقبله الله. يقول السيد المسيح: (إذهب أولاً إصطلح مع أخيك). وهذه رسالة المسيح للحضارة والإنسانية والمجتمع. إنه يقول لكل من يتبعه أن يذهب ويبذل جهداً ليقيم صلحاً مع الإنسان، وعندما يحسم الأمر في داخل الإنسان، سيكون هذا من أكبر عوامل نضوج الحياة الإنسانية، والحفاظ على حقوق الإنسان. ان قيمة الإنسان في نظر المؤمنين بالله، تأتي من كونه خليقة الله ومركز اهتمامه وعنايته. يقول المسيح علينا أن نحترم إنسانية الإنسان ونحرص عليها، لا لشيء إلا لأنه إنسان. يقول المسيح: (وكما تريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوا هكذا أنتم). إن المؤمن الحقيقي لا ينتظر ما يفعله الناس، ولكن هو يفعل بالناس للناس. فتصرفاته لا تكون مجرد ردود أفعال بل فعل إيجابي واع ومستمر. فإحترامي لحقوق الإنسان لا تقف عند الإمتناع عن إيذائه أو تجريحه إو إهانته. ولا تقف عند إعطائه حرية العبادة وإحترام الإله الذي يعبده وإحترام أسلوبه في التعبير عن ذاته، بل أيضاً تتخطى ذلك إلى تقديم المعونة له والحب والتحرك بوعي وحساسية في وسط الطوائف المختلفة والأعراق المتباينة.. فهذا هو الحفاظ على حق الإنسان بإيجابية ووعي. إن عدم إحترامنا لحقوق الآخرين، سوف ينزع منا الإحساس بالأمن والسلام. لذلك فإحترامي لحقوق الإنسان هو في الحقيقة إحترام لذاتي كإنسان وحفاظاً على سلامتي وكياني... وعدم إحترامي لحقوق الغير يساوي فقداني للأمن والسلام والطمأنينة. يقول المسيح (يسلمك الخصم إلى القاضي ويسلمك القاضي إلى الشرطى فتلقى في السجن. الحق أقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الأخير). أشكرك أحبك كثيراً يسوع يحبك...هو ينتظرك |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السيسي مصر تحترم حقوق الإنسان.. |
«الخارجية» لـ«مجلس حقوق الإنسان» |
محلب لوفد حقوق الإنسان |
تعليق السعودية علي تقرير حقوق الإنسان في مصر |
فين حقوق الإنسان |