رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عجيب هو المسيح له المجد! فحقاً ما قيل عن إسمه، أنه عجيباً .. مشيراً .. إلهاً .. قديراً .. أباً أبدياً .. رئيس السلام. ولكن أكثر ما يثير تعجبي، هو سلطانه. أنني أتحدث بفكر الدارس للكتاب المُقدس، وأنا أحسب نفسي تلميذاً بليداً في هذا المضمار. ففي كل المعجزات التي قام بعملها السيد له المجد، أقف مبهوراً، متعلثماً، أمام سلطانه، وأتساءل في حيرة حقيقية : ماذا يريد أولئك الذين ينكرون لاهوته؟! أنه هنا يأمر الأرواح أن تخرج! .. وهنا يغفر الخطايا! .. وهنا يشفي الأمراض دون صلاة! .. وهنا يهب البصر! .. وهنا يجعل الطعام يتكاثر! وطالما أن طبيعة الطعام لا تتكاثر، فإذاً قد أوجد الطعام من العدم! أي: خلق الطعام! .. أما هنا .. فيقيم الأموات! وإقامة الأموات صنعها كثير من الأنبياء والرُسل، ولكن تبقى طريقة معجزات السيد في إقامة الأموات، فريده، حصريه له هو فقط، فهو يأمر الميت أن يقوم، فلا يصلي! ولا يتضرع! ولا يستخدم أسماء آلهه، أو أنبياء .. فقط يقول : لعازر، هلم خارجاً .. فيخرج لعازر! وصدقاً عبّر بعض الدارسين للكتاب المقدس عن هذا الامر بقولهم : لو لم يقل المسيح بالاسم "لعازر هلم خارجاً" لقام الأموات جميعاً! أنهم يتحدثون عن سلطانه، وقوة لاهوته! عجيب حقاً هذا السيد! إنه يأمر! .. لا يطلب .. لا يترجى .. لا يتضرع .. فقط بكلمة منه .. كُن .. فيكون ما يريد! أي إنسان هذا؟! .. أنه لسان حال التلاميذ عندما قالوا: أي إنسان هذا! فإن الرياح والبحر جميعا تطيعه! يأمر، فيطاع، الكل يطيعه، الجماد، الحيوان، الإنسان، الأرواح الفائقة، بل حتى ما هو غير مُصنف في التصنيفات السابقة، كالمرض، والموت، الكل يخضع له! لم أجد عبر التاريخ كله، معجزة واحدة حقيقية، تمت بالمشيئة الذاتيه لشخص، بل صار المسيح هو أساس كل طلبة، ومصدر كل أمر خارق! إن أردت أن تؤمن بالمسيح حقاً ولم تجد ما يريح عقلك للإيمان به، وإن تخبطت في تيه الجهل، أو أعُميت بصيرتك في فهم المكتوب، إتبع فقط قول المسيح "ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في وأنا فيه. ولكني ينبغي أن أشير إلى أمر هام للغاية، ما بُني على المادي، هو مادي، فالاعمال تُمجد إسم الله، وتُظهر قُبساً من شعاع لاهوته، ولكنها لا تقيم علاقة حية واعية معه، فالأعمال التي أنا أعملها، تبين لك جزء من اركان شخصيتي، ولكن لا تُظهر لك كل جوانبها، فينبغي أن تكون لك علاقة حية معي، كي تتبين كل جوانب شخصيتي، وعلى القياس أعمال الله، وطبيعته، بشكل نسبي. سيظل السيد فريداً من نوعه، وحيد الجنس حقاً كما قيل عنه، وسيظل إلى الأبد يثير الدهشة، والحيرة، والخشوع، في كل عمل عمله ويعمله، وفي كل قول يقوله. |
|