رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السبب الذي مات لاجله يسوع دون سواه قبل ان تخلق الكائنات وقبل ان تتعين الازمان علم الله بسابق ان الانسان سيخطئ ويعمل الشر علي الارض . وبما ان اجرة الخطية الموت وكان الله من فرط رحمته لا يشاء ان يهلك الانسان الذي هو مزمع ان يخلقه . دبر امر خلاصه قبل ان يظهر في عالم الوجود . ولما كان ذلك الخلاص لا يتم الا بواسطة بار قدوس لا عيب فيه ولا يوجد في فمه غش . خارج عن الجنس البشري متنزه عن الخطية . وبما ان هذا الامر لا يقدر ان يقوم به ملاك او رئيس ملائكة او نبي او قديس . لان طبيعة الملائكة غير طبيعة البشر . والانبياء والقديسون فمولودون بالخطية الجدية التي عمت جميع النوع الانساني ولم يستثن منها احد كقول بولس الرسول ( من اجل ذلك كأنما بأنسان واحد دخلت الخطية الي العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الي جميع الناس اذ أخطأ الجميع كما هو مكتوب انه ليس بار ولا واحد . ليس من يطلب الله . الجميع زاغوا وفسدوا معا . ليس من يعمل صلاحا ولا واحد وبما انه لا يقدر المذنب ان يخلص مذنباً مثله كما وان المحتاج لا يسد عوز من يشبهه في الاحتياج رأي الله ان لا يتم هذا الفداء الا بالا قنوم الثاني الذي بواسطته قد صورت الخليقة كما شهد بذلك معلمنا يوحنا الانجيلى ( كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان فوجب بمن اوجد الموجودات ان يكون به الخلاص دون سواه ) ( فأرسل الله ابنه مولوداً من امراة مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التنبي ) فلبس صورة الانسان التي كانت قد أفسدتها الخطية ليجددها مرة ثانية ويعيد لها مجدها الاول وكان ذلك باجماع الثلاثة الاقانيم علي خلاص الانسان. فالاب قد استوفي عدله منه والابن قد قدم عنه الوفاء. والروح القدس غفر له خطاياه. فهذا السبب الذي جعل الله يتخذ صورة عبد وجسد انسان خاطئ ليدين الخطية في الجسد . وكان الله قادراً ان يخلص الانسان بكلمة كما خلق العالم بكلمة . ولكن بما انه عادل رأي ان لا تحصل مغفرة الا بسفك دم فلذا لزم هذا التجسد العجيب الذي هو فوق الطبيعة وذلك تنفيذاً للعدل الالهي ( ان النفس التي تخطئ هي تموت ) وعلية فقد اقتضت رحمة الله ان تقوم بعمل التكفير عن الانسان المذنب . وبذلك يكون الله عادلا ورحيما في ان واحد فالعدل قد استوفي حقة بموت الابن علي خشبة الصليب . والرحمة قد توسطت في صنع الخلاص فصار عدل الله ورحمته متساويين اذ كل منهما قد استوفي حقة حتي لا يكون بينهما تفاوت . |
|