27 - 04 - 2013, 06:57 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين ( 9 : 11 ـ 28 ) يوم الاحد
فلمَّا جاءَ المسيح رئيسَ كهنةٍ للخيراتِ الكائنة، بالخباءِ الأعظمِ والأكمَلِ، الغير المصنوع بيدٍ، أي الذي ليسَ هو مِنْ هذه الخَلِيقَةِ، وليس بِدَمِ تُيوسٍ وعجولٍ، بَلْ بِدَمِهِ الخصيص، دَخَلَ دُفعَةً واحدةً إلى المقادس، فَوَجَدَ فِدَاءً أبدِيَّاً. لأنَّهُ إنْ كانَ دَمُ التيُّوس والعجول ورمَادُ العِجلَةِ إذا ما نَضحَ على المُتنجّسِينَ، يُقَدِّسُهُمْ لتطَهِير الجَسَدِ. فَكَمْ أحرى أنْ يكون دَم المسيح، هذا الذي مِنْ جهة الرُّوح القُدُس قَدَّم ذاتَهُ للَّه نَقيّاً، ليُطهِّر نيَّتكُمْ مِنَ الأعمال الميِّتةِ لكي تعبدوا اللَّه الحيّ الحقيقيّ.
ولأجل هذا فهو واسطة عهد جديد، حتى إذ كان موت لفداء معاصي العهد الأول، حظى المدعوون بوعد الميراث الأبديِّ. لأنَّهُ حيث يُوجد عهد بوصيَّة، فالضرورة داعية إلى حلول الموت بالموصي، لأنَّ الوصيَّة ثابتة على الأموات، إذ لا قوَّةَ لها ما دَامَ الذي قرَّرها حيَّاً. مِنْ أجل هذا ولا الأول لم يُطهَّر بغير دَمٍ. ولمَّا خاطب موسى كل الشَّعب بجميع الوصايا بحسب النَّاموس، أخذ دَمَ العُجولِ والتُّيوسِ، مَعَ مَاءٍ، وصوفاً قِرْمِزِيّاً وزوفاً، فنضحه على المُصحف نَفْسَهُ وعلى كافة الشعبِ، قائلاً: " هذا هو دَمُ العهد الذي أوصاكم اللَّه بِه ". كذلك أيضاً القُبَّة وجميع آنِيَةِ الخِدمَةِ نضحها هكذا بِالدَّمِ. وبالاقتراب تَتَطهَّر جميعها بِالدَّمِ كالنَّاموس، وبغير سفك دَمٍ لم تكن مغفرة!.
فالضرورة داعية إلى أن تَتَطهَّر أمثلة الأشياء التي في السَّمَوات بهذه الأمور، فأمَّا السَّماويَّات، فبضحايا أجل من هذه قـدراً. لأنَّ المسيح لمْ يَدخُلْ إلى المقادس المصنوعة بالأيادي التي هيَ أشباه المقادس الحقيقية، بل إلى السَّماء نفسها ليظهر الآن أمام اللَّه عنَّا، ليس ليُقرِّب ذاتَهُ مرات كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة إلى المقادس في كُلِّ سنةِ بدم ليس هو له، وإلاَّ فقد كان ينبغي له أنْ يتألم مراراً كثيرة منذ إنشاء العالم، ولكنه الآن قد ظهر مَرَّةً واحدة عِندَ انقضاءِ الدُّهورِ لِيُبطل الخطيَّة بتضحيَّتهُ نفسه، وكما أنه موضوع للنَّاس أنْ يَموتوا مَرَّةً ثُمَّ بعد ذلِكَ الدَّينونَةُ، هكذا المسيح هو أيضاً، قرَّب ذاتَهُ مَرَّةً لكي يَرفع خطايا كثيرين، وأمَّا المَرَّة الثانية فسيظهر بغير خطيَّة خلاصاً للذين ينتظرونَهُ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
|