رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حوار مسلسل في قانون الإيمان ( 13 ) السبت 27 ابريل 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني - كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة 62-تقول المسيحية بنزول الله لخلاص الإنسان...ألم تكن هناك بدائل أخري لهذا الخلاص يقدمها الله القادر علي كل شئ؟ نعم,كان هناك بديلان آخريان,ولكنهما مرفوضان من أساسهما لأسباب سوف تتضح حالا: *البديل الأول المرفوض(المسامحة) هو أن يسامح الله آدم وحواء لأنه إله كله محبة,وبالتالي ينتهي الأمر تماما.ولكن إذا سامح الله آدم بسبب محبته اللانهائية.فأين عدله اللانهائي الذي حكم بالموت؟ولابد من تنفيذ هذا الحكم العادل,إن الله لا انفصال في صفاته,فكما أنه رحيم فهو عادل بمعني أن رحمة الله مملوءة عدلا.وعدل الله مملوء رحمة. وحتي إذا افترضنا جدلا إمكانية ذلك فإن الغفران شئ ولكن تطهير وتجديد الطبيعة البشرية التي فسدت شئ آخر وأهم. إنه من السهل أن تدفع عن السارق المبلغ الذي سرقه ولكن الأهم أن تتغير طبيعته فلايعود للسرقة. *البديل الثاني المرفوض(الإفناء): وهو أن يفني الله آدم وحواء ويخلق آدم جديدا وحواء جديدة وتنتهي المشكلة...! لأن موت الإنسان ضد رحمة الله,لأنه خير له لو لم يخلقه...وضد ذكاء الله لأنه لم يستطع أن يحل المشكلة...وضد قوة الله لأنه لم يستطع حماية الإنسان...وضد حكمة الله لأنه لماذا خلقه...وضد كرامة الله لأنه خلق علي صورة الله ومثاله... إنها نظرة شيطانية لا تليق بقدرة الله غير المحدودة ولا بمجده ولا بكرامته كخالق. ثم يجب ألا ننسي أن فرصة سقوط آدم الجديد وحواء الجديدة ممكنة وقائمة ومستمرة لأن الظروف هي هي,والأمر قابل للتكرار....لذلك كان الحل الوحيد هو التجسد والفداء ليتحقق الغفران وتتجدد الطبيعة البشرية. 63-معني ذلك أن:التجسد حدث بقصد تحقيق:الفداء؟ تماما...لأننا كما رأيناه هو الحل الوحيد لفداء الإنسان وإنقاذه من تبعات سقطهآدم أبوه الأول...يأخذ الله صورة الإنسان حتي تتحقق فيه مواصفات الفادي التي تحدثنا عنها توا. فالتجسد حدث لإتمام الفداء وللإعلان عن اللهالله لم يره أحد قط.الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر(يوحنا1:18)ولكي يعطينا حياة أفضل. بعبارة أخري: كان التجسد هو وسيلة الله ليتحد بالإنسانالساقطحتي تسري في الإنسان حياة الله وتتجدد طبيعته التي سقطت. 64-أرجو...تعريف:التجسد الإلهيبالتحديد؟ إنه مبادرة مجانية من الله نحو الإنسان الذي ابتعد عنه ورفضه باختياره. فالإنسان لا يستطيع من تلقاء نفسه أن يعرف الله.والله لكماله لايريد أن يبقي مجهولا من الإنسان صنعة يديه.وبما أنه لايعرف الله سوي الله,إذن لايمكن أن يعرف الإنسان الله إلا بواسطة الله. لذلك كان من البديهي أن يتنازل الله ويتخذ شكل إنسان لكي يسهل أمام الإنسان سبيل الالتقاء به ومعرفته. فجاء الله في صورة السيد المسيح الذي أخذ جسدا من العذراء واتحد فيه كل ما لله(اللاهوت) بكل ما للإنسان (الناسوت) وصار هذا الاتحاد أكبر وأقوي تعبير عن محبة الله للإنسان. ولذا يقول القديس أثناسيوس: يتوق المحب أن يتشبه بالمحبوب,أن يكون واحدا مع المحبوب.لقد أحب الله الإنسان في هوانه أحب أن يكون واحدا معه.وهذا هو التجسد. 65-وكيف حدث التجسد؟ في ملء الزمان حل الكلمة الذاتي في بطن السيدة العذراء مريم.وبالروح القدس الذي حل عليها كون منها جسد المخلص...فكان طاهرا من الخطية الجدية لأنه بدون زرع بشر وبالتالي خاليا من الفساد الوراثي...وفي اللحظة التي هيأ فيها مبدأ الناسوت اتحد اللاهوت به.فلم تكن هناك لحظة من الزمان كان فيها ناسوت المسيح خلوا من لاهوته,ولذلك لايجوز أن نفصل ناسوت السيد المسيح عن لاهوته لأنه متحد به منذ ابتداء التجسد...وبالمثل لايجوز أن نفصل المسيح إلي طبيعتين,طبيعة ناسوتية وطبيعة لاهوتية. ومن هنا جاء التعبير الإيماني الأرثوذكسي عن المسيح: طبيعة واحدة لابن الله الكلمة المتجسد. 66-كيف كان السيد المسيح في السماء وعلي الأرض في آن واحد؟هل خلا كرسي عظمته في السماء أثناء تجسده علي الأرض؟ إن السيد المسيح كائن بلاهوته منذ الأزل بمعني أنه يملأ بوجوده السماوات والأرض قبل أن يتجسد,بل ويفيض عليه وعندما تجسد كان ولم يزل يملأ السماوات والأرض من وجوده,يدير حركة الكون ويدبر شئون الأحياء في كل الوجود. وعن هذه الحقيقة الإلهية يقول الرب يسوع نفسه: وليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء(يوحنا3:13). ومثل المسيح في كيانه المحسوس علي الأرض مثل المصباح المتوهج بالنور...فعلي الرغم من أن له جسما,لكن النور ينفذ منه من خلال الجسم الزجاجي وينتشر في المحيط الخارجي في جميع الجهات. وقصة العليقة التي رآها موسي النبي تشتعل بالنار وصوت الله يكلمه منها هي مثال لذلك,فإن ظهور الله وتجليه بصورة محسوسة منظورة في مكان مالا يبطل وجوده في السماء في نفس الوقت. هكذا كان المسيح له المجد بتجسده كائنا علي الأرض,وهو بلاهوته كائن في السماء في الوقت الذي كان علي الأرض وفي كل مكان. |
|