رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التضرع
التضرع في الكنيسة ليس استعطاف بل صلاة من المخلوق للخالق، يتم بحالات كثيرة متعددة ومختلفة باختلاف حاجته، الهدف منه السؤال عن شيء مادي كان أم روحي، هو يربط المحتاج بالمعطي، المحتاجين روحياً هم كثر أما المعطي فهو واحد، السيد المسيح. المجاهدون الذي تطهّروا وتقدّسوا سبقونا إلى ملكوت السموات، هم يعيشون بقرب الله ويتنعمون بالرؤية الإلهية والفرح الأبدي، يعرفون آلامنا ويفهمون جهادنا وحتى ضعفاتنا، نسألهم أن يصلوا معنا للخالق، هم ليسوا وسطاء لنا عند الله بل صلاتهم وصلاتنا هي الواسطة التي تدفع الله أن يستجيب لما نسأل، نحن وهم نشكل جسد الكنيسة التي رأسها المسيح، وما داموا سبقونا إلى الحضرة إلهية فنحن بحاجة لمساعدتهم لينيروا لنا الطريق الذي سلكوه هم قبلنا، الذي به وصلوا إلى القداسة وأصبحوا يعاينوا مجد الله كل لحظة. يحرّف البعض معنى التضرّع إلى عبادة، متناسياً أن العبادة هي لله وحده وليس للأشخاص أو الأماكن، فينجرفوا وراء عواطف أساسها أحاسيس غير منضبطة، ويمكن أن يكون للشيطان دور في تحركها وتوجهها حتى يضلنا عن العبادة الصحيحة لله. هناك أمثلة كثيرة لما أقول من تصرفات خارجة عن إطار التقليد الأرثوذكسي وخاصة ما يتعلق في هذه الأيام بصلاة التضرع إلى والدة الإله أي ما يسمى الباراكليسي، فالكثير منا يتوجه إلى والدة الإله ليكرمها، لأنها ولدت الإله مخلصنا، إلا أنه، مع الوقت، يتناسى المسيح مبقياً ذهنه وعقله مع والدة الإله، فيفرغ الليتورجية من المسيح محولاً إياها إلى عبادة والدية، لعله يتم بشكل غير مقصود، ولكن النتيجة تكون بأن ينسى السيد ويبقى ذهنه محصوراً في شخص العذراء، علمنا أباء الكنيسة أن حضور والدة الإله يكون بحضور المسيح، لذلك ركز الكتاب المقدّس على الأحداث المتعلقة بوالدة الإله لطالما مرتبطة بالمسيح، وكذلك في الأيقونات المقدسة فتصوّر والدة الإله حاملة المسيح ومشيرة إليه، يبقى التضرع للقديس لأنه نال كرامة من الله، ولكي يشاركنا الصلاة للخالق حتى يتحقق طلبنا من التضرع. الله كرم العذراء مريم ونقلها إلى السماء هذه الكرامة التي خصصها بها تجعل تضرعها أمامه مستجاب في كل حين فلنصلي لها لتشاركنا تضرعنا حتى يستجيب الله لنا فيحمينا من قوى الشرير ويخلصنا. |
|