الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية
المزمور الأول هو مزمور تعليميّ أنشده أحد معلمي الحكمة الذي يعتبر وحي الله ينبوع نعمة للمؤمنين. مزمور يعتبره المفسّرون والآباء مدخلاً إلى المزامير ويتناول النقاط التالية:
1- بداية البشرى الحسنة التي تدعو الناس أن يعيشوا السعادة الكاملة مع الرب.
2- التأكيد على حقيقة أزلية وهي نجاح البار في طريقه وفشل وهلاك المنافق.
1- 3: مصير البار كمصير شجرة تعيش قرب المياه فتبقى خضراء أبداً.
4- 6: مصير المنافقين إلى الهلاك في الحياة ويوم الدين.
1 – طوبي للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطأة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس:
vطوبى:
يستخدم المرنم كلمة "طوبى" كأروع افتتاحية لكتاب المزامير. التطويب يعني السعادة الكاملة أو الهناء الذي لا يعكر صفوه أي كدر.وهي هدف كل نفس عاقلة حية، وحيث أن الرغبة في السعادة والبحث عنها، هي رغبة الإنسان العميقة، لذلك لن يجد سعادته الكاملة إلا من خلال مسيرة مع الله. يؤكد القديس أغسطينوس هذا المعنى بقوله "خلقتنا يا الله وقلوبنا مضطربة إلى أن تستريح فيك". وقد استخدم الرب يسوع نفسة كلمة "طوبى" كثيراً في بشارته وهي تتكرر كثيراً في الكتاب لمقدس بعهديه وأشهرها في الموعظة على الجبل أو ما يسميه المفسرون " انجيل التطويبات" حيث طور الرب يسوع وعدل موازين ومقاييس وشرائع العهد القديم ليصل بها إلى كمال الكمال.
vللرجل :
لماذا اختار المرنم الرجل وحده ليطوبه؟ وهل يمنع هذا الطوبى عن المرأة ؟ الرجل هنا يعني الشخص البشري وليس فيه استبعاد للمرأة على الإطلاق، لأن فضيلة الرجل والمرأة واحدة، فلكل منهما كرامة كاملة. نرى ذلك في سفر التكوين: "خلق الله الإنسان، خلقه على صورة الله. رجلاً وامرأة خلقهما" (تك 1: 27)، وبما أن طبيعتهما واحدة فهما متعادلين متساويين تماماً في الثواب والعقاب. فالمرنم يعني الحديث عن الإنسان ككل رجلا كان أم إمرأة. على كل حال، فليس هذا التقسيم الجنسي هو الذي يسلكه كتاب المزامير، لكنه يقدم تقسيماً آخر، أكثر أهمية وموضوعية، حيث يبدأ المزمور الأول في تقسيم سوف يتبعه إلى نهاية السفر، إذ يقسم البشر بين معسكرين: الأبرار والأشرار وهناك صراع قائم وتشاور وتآمر من قبل الأشرارعلى الإبرار وحرب مستعرة.