الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 25 : 23 ـ 26 : 1 ـ 6 ) يوم الخميس
وفي الغَدِ أقبل أغريباسُ وبَرنيكي باحتفالٍ عظيمٍ، ودخلا دار الاستِماع مع قواد الألوف وأعيان المدينةِ، فأمرَ فستُوسُ فأُحضر بولس. فقالَ فستُوسُ: " أيُّها المَلِكُ أغريباسُ والرِّجالُ الحاضرُونَ معنا أجمعين، أنتُم تنظُرُونَ هذا الذي توسَّل إليَّ مِن جهتهِ كُلُّ جُمهُور اليهُود في أُورُشليمَ وهُنا، صارخينَ أنَّهُ لا يَنبغي أن يعيشَ بَعدُ. أمَّا أنا فلمَّا وجدتُ أنَّهُ لمْ يَفعل شيئاً يستحقُّ الموت، وهو قد رفعَ دَعواهُ إلى أغسطُس، قضيتُ بأن أُرسلهُ. وليسَ لي شيءٌ يَقينٌ مِن جهتهِ لأكتُب إلى السَّيِّدِ. فلهذا أحضرتهُ أمامكُم، وخصوصاً أمامك أيُّها المَلِكُ أغريباسُ، حتى إذا فحصتهُ أمامك يكُون لي شيءٌ لأكتُبه. لأنِّي أرَى مِن الجهل أن أبعثَ أسيراً ولا أُبين الدَّعاوي التي عليهِ ".
فقالَ أغريباسُ لبولُسَ: " مأذُونٌ لكَ أن تتكلَّمَ عن نفسكَ ". فحينئذٍ بسطَ بولسُ يدهُ وطفقَ يحتجُّ: إنِّي أحسِبُ نَفْسِي سَعِيداً أيُّها المَلِكُ أغريباسُ، إذ أنا مُزمعٌ أن أحتجُّ اليوم لديكَ عن كُلِّ ما يشكُوني بهِ اليهُودُ. لا سِيَّما وأنتَ عالمٌ بجميع العَوائدِ والمسائل التي بينَ اليهُود. لذلكَ أطلبُ إليكَ أن تَسمعني بطُول الأناة. إنَّ سيرتي مُنذُ صباي التي مِن البدء كانت لي بين أُمَّتي بأُورُشليمَ يَعرفُها جميعُ اليهُود، وهُم يعرفونني مِن قبل، لو أرادُوا أن يشهدُوا، أنِّي قد عِشتُ فرِّيسياً على مذهَب ديننا الأقوم. والآن أنا واقفٌ أُحاكمُ على رجاء الوعدِ الذي صارَ مِن اللَّـهِ لآبائنا.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )