رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حوارمع الملك داود ..
اليوم سأحاور نبى عظيم جدا .. ألفَ و لحن لنا أعظم المزامير بالوحى إلهى .. سيباركنا بكلامه فى شرح موقف هام : س : أبى العظيم داود النبى .. هل تتفضل و تشرح لنا أكثر فأكثر عما حدث حينما استرجعت التابوت ؟ داود : انت تعلم اننى ملكت على يهوذا و اسرائيل معا ،و أردت أن استرجع التابوت لكى يفهم الاسرائيلون أن الفضل لله فى النصرة فى الحروب بعدما سرقوه الفلسطينيون و أصبح محفوظا لدى أبيناداب اللاوى . س : و ماذا فعلت ؟ داود : أردت أن أحضر تابوت العهد بجانبى فى مدينة داود ، جمعت 30000 فرد و لكن ليس للحرب بل لتكوين موكب من اللاويين و الكهنة المسبحين و ذلك لنقل التابوت ، و لكن حدث أمر أحزننا ألا و هو موت عُزة ، فاضطربت و خفت لئلا يكون الرب غير راضى لنقل التابوت لكنى فرحت عندما أخبرنى عوبيد آدوم الجتى أن الرب بارك بيته عندما كان التابوت موضوع عنده عندما انتظرنا ثلاثة أشهر بدون تقدم لمدينة داود ، فى المرة الاولى و قبل أن نتوقف و قبل موت عُزة كنت فقط مهتم بالموكبو تنظيماته أما فى المرة الثانية لتحرك الموكب فأنا بنفسى شاركت فى العبادة. س : شاركت فى العبادة ؟؟؟؟ كيف و انت الملك ؟ داود : فرحى العظيم لرجوع التابوت و حضور الله بجانب شعبه هذا كان أعظم فرح لهذا خلعت الجبة (الرداء) الملوكى و أرتديت الأفود الذى يلبسه أى لاوى (شماس) و سبحت معهم و مشيت بنفس خطواتهم و تحركاتهم . س : يقولون أنك كنت ترقص ؟؟ داود : نعم لكن ليس بالرقص العالمى الآن و ليس رقصا بانفعالية و عشوائية لكنه كان عبارة عن حركات منظومة موضوعة للاحتفال و النصرة معروفة لدى اللاويين . س : إذا انت لم تخترع حركات جديدة أو لم تكن انت الوحيد الذى ترقص بمثل هذه التحركات ؟ داود : لا يا عزيزى .. لم أقم بأى حركات عشوائية لكنى قمت بما يقوموا به من حركات فى العبادة المنظومة و ما اجعلنى اسلك هذا هو شعورى بمدى صغرى أمام التابوت العظيم حتى و إن كنت الملك فرأيت أنه لابد أن أشارك الشعب فى الاحتفال المنتظم فأنا ما أنا، و إلا لكان انتقدنى الكهنة و اللاويين أيضا لما فعلته … ألم تتسائل لماذا ميكال فقط هى التى انتهرتنى ؟!!! . س : هذا صحيح فعلا و أنا أبحث عن هذا المعنى وجدت فى التفسيرات الشرقية و الغربية اجماع الكل بخصوص هذا الشأن فيشرح مفسر يدعى Barnes : “Danced – The Hebrew word is found only here and in 2 Samuel 6:16. It means “to dance in a circle” الكلمة العبرية لرقص ، وجدت فى موضعين فقط فى صموئيل (6: 14 – 6: 16) و تعنى الرقص فى حلقة مما يشير إلى أنها كانت منتظمة و غير عشوائية . و أيضا طبقا لما قاله أحد المفسرين يدعى Wesley : “Danced – To express his thankfulness to God by his outward carriage, according to the manner of those times. Linen ephod – The usual habit of the priests and Levites, in their sacred ministrations yet sometimes worn by others, as it was by the young child Samuel; and so David, who laid by his royal robes, and put on this robe to declare, that although he was king of Israel, yet he willingly owned himself to be the Lord’s minister and servant”. مفاد الكلام : الرقص كان ليعبر عن شكره تبعا لقواعدهم فى ذلك الحين ، و يشرح الأفود أنه عادة ما يلبسه الكهنة و اللاويون ( الصدرة أو التونية ) و قد خلع داود الرداء الملكى ليعلن أنه خادم الرب باتضاعه . س : و لماذا ركز الكتاب المقدس عليك انت وحدك دون الباقى فى عرضه لهذا الأمر ؟ داود : هل تشرح لى لماذا تركزون انتم مع قداسة البابا و هو وسط لفيف من الآباء الأساقفة و كلكم تجرون نحوه لتأخذوا بركته دون الآخرين ، هكذا كان الوضع فالكتاب حينما شرح ، تعرض لموقف الملك ، و أحب أن أضيف أن كلمة ” رقص ” المنصوص عليها فى السفر هى الكلمة اليونانى ” أورخومينون ” و تعنى الرقص فى دائرة منتظمة . س : نعم حتى نتعلم منك التواضع ، فحتى و انت ملك عظيم كبير مهوب إذ بك تخلع سترتك الملوكية و ترتدى الأفود لتشارك الجميع التسبيح ، لكن لماذا احتقرتك ميكال و كأنك انت الوحيد الذى رقصت و كأنك ابتدعت نوع جديد من العبادة ؟ داود : للأسف ميكال احتقرتنى ليس لأننى كنت أسبح الرب أو أعبده أو أرقص له ، لكنها كانت بسبب كبريائها و عدم حبها لله ترى كيف و أننى الملك أنزل إلى مرتبة اللاويين و كأننى قد جلبت لها العار بفعلتى هذه .. و ليس لأنى رقصت أمام الرب لكن لأننى خلعت الرداء الملوكى و تنازلت عن وضعى كملك امام الرب ، لم يكن يفرق معها التسبيح و العبادة ولا حتى مشاركتى مع اللاويين .. هذا كل ما فى الأمر ، و أكرر لم يكن احتقار ميكال لى بسبب عبادتى لكن بسبب خلعى للبس الملوكى و نزولى مع العامة و اللاويين و مشاركتهم و إلا كما قلت لك لكان انتقدنى اللاويين و الكهنة على ما فعلت … أتعلم أيضا … لو أنهم دوما يعتمدون على أننى رقصت إذا فالرقص مباح و قبله الله إذا حينما يفسر دوما إننى كنت شبه عريانا و أنا أرقص .. لماذا لا يقلدون تلك أيضا ؟؟! غريب و عجيب من يستند على حادثة واحدة فى الكتاب المقدس و يعتبرها قاعدة . سأعطيك مثلا : فى أسرة أحد الوزراء غير المسيحيين المتشددين .. كان الأب الوزير مريضا ، فذهب لأطباء كثيرون و لم يفلح العلاج ، فنصحوه بأن يذهب للدير الفلانى حيث أجساد القديسين ، فذهب خلسة بالفعل و يا للمفاجأة فقد حدثت له معجزة فرجع فرحا و كل من يراه يضحك فى وجهه و يريه مكان المرض و كيف أنه نال بركة الشفاء فرأته عائلته و هو يفعل هكذا لكن للأسف لم يفرحوا بالمعجزة التى حدثت له و لكنهم لاموه فكيف لوزير أن يفعل هكذا و يمرح و يضحك و يبتسم للجميع …. فهمت يا صديقى ؟ لم تكن مضايقة ميكال إلا لسبب أن كبرياءها إنتُزع منها . س : فعلا أنا استنتج الآن نقطة هامة ، فمن غير الطبيعى انك انت الوحيد من كنت ترقص فى هذه المسافة الكبيرة من القرية إلى المدينة .. إلا و إذا كانت هذه حركات منتظمة بدون عشوائية مع خورس كبير ، لكن هناك عبارة ” يرقص بكل قوته ” هل كنت ترقص بهذا المنهج الإنفعالى؟ داود : لا يا عزيزى ، و لكنى كنت أشعر بهيبة التابوت و كنت متحمسا نشيطا و غيران لرجوعه مرنما و متحركا كما يرنم و يتحرك الخورس ، و شعرت كم أنا قليل أمام الرب. س : و لكن ما معنى ” يطفر” هذه ؟ داود : يطفر هذه نفس الكلمة العبرية ” بوزاز ” و يوازيها فى اليونانى”σκιρτάω سكيرتاو “و هى نفس التعبير الذى ورد عن يوحنا المعمدان حينما ارتكض فى بطن أمه ، و هى المسافة المقطوعة بوثبة . و لعل هنا ربط الآباء بين رقصى ساجدا و بين ارتكاض يوحنا فى بطن أمه إذ أننا نحن الإثنان فرحنا جدا بقدوم المخلص أنا فرحت لقدوم التابوت و حلول الله فى وسطنا كما ان يوحنا المعمدان ارتكض فرحا ساجدا للمخلص ربنا يسوع المسيح. س : و لكن هل هذا الرقص يقبل أن يستخدم الآن فى الليتورجيا و العبادة ؟ كانت تلك الرقصات رقصات احتفالية ، عند النصرة ، أو عند الفرح و كانت بترتيب معين لكنها لم تكن فى صميم العبادة اليهودية و الليتورجية و نتيجة لهذا المسيحيون الأوائل لم يستخدموا الرقص إطلاقا فى عباداتهم و لا ليتورجياتهم … و أرجوك يا صديقى أن تبلغ كل الأحباء هذه الرسالة الخاصة : أرجوكم كفى تعليق كل أهواءكم و أفكاركم الخبيثة على شماعة داود رقص .. فمن يحب أن يرقص فى فرح بشكل غير مسيحى يقول داود رقص ، و من يحب أن يدخل الرقص فى عبادة الكنيسة يقول داود رقص .. و كل من يحب أن يرقص مرحا يقول داود رقص … هذا غير صحيح . س: ماذا يمكننا أن نتعلم من هذا الموقف ننفذه الآن فى كنائسنا يا أبينا داود ؟ أولا : اظهر احتراما لله فى العبادة فلم أكن أفعل إطلاقا فى هذا الموقف ما هو غير لائقو اظهر احتراما لائقا للعبادة الليتورجية ثانيا : حينما نزعت عنى ردائى الملكى ، فنزعته كإشارة لخلع كل ما هو أرضى و الالتصاق بكل ما هو سماى ، فافعلوا هكذا حينما تصلون و تعبدون الله فى القداسات و التسبحة ثالثا : كما اتضعت أمام الله اتضعوا أنتم أيضا س : شكرا يا معلمنا داود النبى على توضيحك ، و لنا حوار آخر عن فكرة الرقص نفسه فى العهد القديم ، و هل امتد طول العهد القديم أم ماذا و نحن كأبناء العهد الجديد كيف نعمل بالآيات المنصوص عليها فى المزامير .. المراجع : تفسير سفر صموئيل الثانى – القمص داود لمعى تفسير سفر صموئيل الثانى – القمص تادرس يعقوب ملطى WWW.biblos.com تفسير سفر صموئيل الثانى – القس أنطونيوس فهمى تفسير سفر صموئيل الثانى – كنيسة مارمرقس مصر الجديدة BARNES Notes & commentary on the Old Testament John Wesley’s Explanatory Notes Keil and DelitzschBiblical Commentary on the Old Testament الكتاب المقدس اليونانى النسخة العبرى لصفر صموئيل |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شعر داود أن الله مخلصه فمسيحه المقصود به داود الملك |
داود الملك وهو الملك المحبوب لشعب الله، والمرنم الحلو |
داود الملك |
داود الملك |
حوارمع الانبا سرابيون - عرس قانا الجليل |