رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلموا على أَمبلياس حبيبي في الرب (رو16: 8) كلمة « حبيبي » تدل على عواطف الرسول بولس القوية من نحو أمبلياس وعلى علاقة حُبية خاصة به .. صحيح أن جميع المؤمنين أحباء: (يو15: 13؛ أف5: 1)، وصحيح أن جميع المؤمنين يجب أن يحبوا بعضهم البعض « من قلب طاهر بشدة »، ولكن صحيح أيضاً أن هناك محبة خاصة وشركة خاصة للبعض. فمن الإثنى عشر رسولاً نقرأ عن « بطرس ويعقوب ويوحنا » أكثر مما نقرأ عن التسعة الباقين. ومن بين هؤلاء الثلاثة قد امتاز واحد « كالتلميذ الذي كان يسوع يحبه » وهو الذي كان متكئاً على صدر يسوع عند العشاء الأخير. ولا ريب أن جميع المؤمنين لهم نفس مكان القُرب إذ صاروا « قريبين بدم المسيح » (أف2: 13)، إلا أنه لا يزال بين المؤمنين الآن كما كان بين جماعة الرسل قديماً مَنْ يتمتعون بما تنطوي عليه العبارة « متكئاً في حضن يسوع » بحيث يمكنهم أن يعرفوا أسرار قلبه. فمن حيث المقام، جميع المؤمنين سواء، ولكن من حيث الحالة الروحية، يختلف الواحد عن الآخر اختلافاً بيّناً. فليكن شوق قلوبنا جميعاً أن تتناسب حالتنا الروحية مع مقامنا. وليتنا نسعى بكل جدّ لكي نحيا حياة أقرب إلى الله ونحصل على شركة أعمق مع المسيح. واسم « أمبلياس » يعني « متسع » أو « موسَّع ». وفي 2كورنثوس6: 11 نجد قلب الرسول متسع بالمحبة للكورنثيين رغماً عما حدث منهم من إنكار لرسوليته (2كو10) ومن ضعف محبتهم له (2كو12: 15) ولهذا فهو يقول لهم « فمنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون. قلبنا متسع. لستم مُتضيقين فينا بل مُتضيقين في أحشائكم. فجزاء لذلك أقول كما لأولادي كونوا أنتم أيضاً متسعين » (2كو6: 11-13). لقد أخرجنا الرب إلى رحب لا حصر فيه (أي36: 16) فليته يهبنا الثبات بتوسيع خطوات تقدمنا الروحي فلا تتقلقل أقدامنا (2صم22: 37) وبتوسيع تخومنا الروحية (1أخ4: 10) فنحبه ونحب كل إخوتنا مهما كانت حالتهم « برحبة قلب » (1مل4: 29) ونحتمل ضعفاتهم (رو15: 1). كما ليتنا ننمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح (2بط3: 18). |