رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الجندي - يا أمي ويا أبي، أنا عائد توّاً من الميدان إلى البيت، ولكن لي طلب أسألكم أن تُلبُّوه. لديَّ صديق عزيز أريده أن يأتي معي إلى البيت. - بالتأكيد، نحن نحب استقباله. - هناك أمرٌ ما لابد من معرفته وهو أنه أُصيب بشدة في القتال. فقد داس على لغم أرضي وفَقَدَ ذراعه وساقه. إنه ليس لديه أي مكان آخر للذهاب إليه، وأريد له أن يأتي ليعيش معنا. وبعد تردُّد أجاب الأب: - إنه لأمرٌ مؤسف سماع ذلك، يا بُنيَّ. ربما يمكننا مساعدته في إيجاد مكان آخر يعيش فيه. - لا، يـا أمي ويـا أبي، أنا أريد له أن يعيش معنا. - يا ابني أنت لا تعرف ما تطلبه. شخصٌ مثل هذا وبهذه الإعاقة سيكون سبب عبء رهيب علينا. لدينا حياتنا الخاصة للعيش بهناء، ونحن لا يمكن أن نسمح لشيء من هذا القبيل أن يتداخل في حياتنا. أعتقد أن عليك أن تأتي إلى البيت وتنسى هذا الرجل. ولابد أنه سوف يجد وسيلة للعيش من تلقاء نفسه. وعند هذه الكلمة، أغلق الابن سمَّاعة الهاتف، ولم يسمع الوالدان شيئاً من ابنهما أكثر من هذا. إلا أنهما وبعد بضعة أيام، تلقَّيا اتصالاً هاتفياً من مركز الشرطة في سان فرانسيسكو: لقد توفِّي ابنكما بعد سقوطه من فوق مبنى. واعتقاد الشرطة أن ذلك كان بمثابة انتحار. وسافر الأبوان المنكوبان المكلومان بالطائرة إلى سان فرانسيسكو، ونُقلا بمعرفة الشرطة إلى مشرحة المدينة للتعرُّف على جثة ابنهما. وتعرَّفا على ابنهما. ولكن يا للرعب! فقد اكتشفا ويا للحزن، ما لم يَقُل لهما أحد من قبل، أن ابنهما بذراع واحد وساق واحدة! * ربما خجل الابن أن يَصدم أباه وأُمه بحقيقة ما حدث له، فذَكَرَ ما حدث له بهذه الصورة. * الأب والأم في هذه القصة هما مثل الكثيرين منا. فمن السهل علينا أن نحب مَنْ هم حسان المظهر أو مُمتعون في علاقتهم معنا ليكونوا معنا ويحيطوا بنا، ولكننا لا نحب الناس الذين قد يُسبِّبون إزعاجاً لنا أو نشعر تجاههم بعدم الارتياح. أما الناس ذوو الصحة الجيدة أو الوسامة والملابس النظيفة فلن نبقى بعيداً عنهم. أما نحن، فالحمد لله، ليس هناك مَن يعاملوننا بهذه الطريقة! * ولكن ما يزال هناك شخص يحبنا الحب غير المشروط، ويُرحِّب بنا في الأسرة الكبيرة أي الكنيسة إلى الأبد، بغض النظر عن كيف أفسدنا حياتنا بالأنانية وباحتقارنا لمَن نظن أنهم أدنى منا! * وهذه الليلة، وقبل أن تدسَّ نفسك تحت الغطاء لتستدفئ، قف وارفع صلاة إلى الله أن يُعطيك قوة أنت في احتياج إليها لكي تقبل الناس كما هم، وأن يُعيننا جميعاً لنكون أكثر تفهُّماً لأولئك الذين يختلفون عنا أو قد يُثيرون اشمئزازنا!! +++ + «مَن أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً، ومَن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبداً، كما أنَّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (مت 20: 26-28). + «بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم» (مت 25: 40). + «احملوا بعضكم أثقال بعض، وهكذا تمِّموا ناموس المسيح» (غل 6: 2). + «فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفاتٍ، ولُطفاً، وتواضعاً، ووداعة، وطول أناة، محتملين بعضكم بعضاً، ومُسامحين بعضكم بعضاً إنْ كان لأحدٍ على أحد شكوى...» (كو 3: 13،12). +++ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بيجول الجندي |
«الجندى البطل» أنقذ «فندق العريش» من كارثة «الجندى البطل» أنقذ «فندق العريش» من كارثة النسخة الورق |
ابو فام الجندي |
أبي فام الجندي |
الشهيد سنا الجندي |