رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المزمور السابع: القاضي العادل تقديم المزمور يكثر التساؤل بين المفسرين عن من هو كوش ابن بنيامين هذا، وما هي الكلمات التي دفعت داود لكي ينشد هذا النشيد وما هي ظروف اللقاء؟ ونحن لا نعرف عن كوش شيئاً فلم يذكر عنه أي شيء في أي موضع آخر من الكتاب المقدس. وسواء كانت كلمات كوش سبب تعزية أو الم فيكفينا أنها كانت سبباً مباشراً لأن يخرج الروح القدس عن فم داود هذه الصلاة الرائعة التي تظل على مر العصور أفصح وأعمق تعبير لكل إنسان بار يضطهد ويعاني ظلماً. لنتعرف على الأحداث التي واكبت ولادة هذا المزمور العذب الجميل.سنحاول في سطور قليلة استقراء حياة داود من أسفار: صموئيل الأول: من الفصل 15-31 صموئيل الثاني: من الفصل 1- 23 الملوك الأول: الفصل 1-2 أخبار الأيام الأول من 11- 29 كان أبيشالوم ابن داود قد دنّس شبابه بحياة الخلاعة والتهور والانسياق وراء غروره وشهوات نفسه ومستشاريه حتى خالف وصايا الله وخرج عن طاعة والده الملك الممسوح. بل وسارت به الأمور لدرجة التمرّد على أبيه وتجرّيده من ملكه، وطرده من قصره ومدينته الحصينة، والاستيلاء على عرشه، ومطاردته بالجيوش لقتله والتخلص منه دون مراعاة لحقوق الدم والتربية، أو حفظ لجميل العناية والرعاية والحب والتسامح والغفران الذي عامله به داود أباه طوال مشوار حياته المضطربة منذ قتل أخاه أمنون (2 صمو 13: 1-33)، وبرغم كل شيء غفر له داود جريمته، وظل يحبه ويفضله عن الجميع، وحين مات شر ميتة بكاه لدرجة انقلب فرح انتصاره وعودته إلى قصره إلى مناحة عظيمة، وظل النهار كله ينعاه وهو يردد " يا ابني أبيشالوم يا ابني أبيشالوم، ليتني مت بدلاً منك يا أبيشالوم ابني " ( 2 صم 19:2) هذا لأن قلب داود الطاهر لا يعرف الحقد والانتقام فليس غريباً أن نسمع كلام الرب " فتشت قلب داود عبدي فوجده مثل قلبي" ما أعظمها من شهادة... وسواء كانت كلمات كوش سبب تعزية عظيمة كما يقول البعض أو ألم شديد كما يقول آخرون فيكفينا أنها كانت سبباً مباشراً لأن يسكب الروح القدس في فم داود هذه الصلاة الرائعة التي تظل على مر العصور أفصح وأعمق تعبير لنفس كل إنسان بار مضطهد ظلماً. وللمفسرين موقفين متناقضين: - منهم من يقول بأن كوش شتم داود وسبه وعيّره ورفض مساعدته وجرّحه، فبكى داود وأنشد هذا المزمور، المليء بالأشجان حتى أن المزمور في العبرية يدعى" شجايون". - وآخرون يؤكدون أن كوش بالرغم أنه كان من سبط بنيامين، أقوى الأسباط شكيمة وأكثرها نزعة إلى الاستقلال عن المملكة والتمرد على الحكم المركزي للملك، إلا أنه عندما علم بوجود داود قرب قريته أثناء فراره، خرج للقائه؛ ولم يكن الرجل غنياً ليقدم الزاد والطعام لداود ورجاله المخلصين القليلين، لكنه قدم له دعمه الروحي والمعنوي إذ انخرط في بكاء شديد، رثاء لحال ملكه المحبوب، فكانت دموعه خير عزاء لداود وعلامة لرضا الرب عنه. لأنه في الوقت الذي كان الجيش فيه خضعاً لسيطرة أبيشالوم والمدن تفتح له أبوابها، سدت الطرق في وجه داود وتخلى عنه مؤيدوه إلا نفر قليل، وكوش البنياميني، ذاك الإنسان البار الصالح ظهر كصديق أمين لداود رغم تبدّل موقف كثير من الأصدقاء. مزّق ثيابه حزناً وتغطّى بالرماد وبكى بمرارة على ضيق الملك حين رآه هكذا طريداً شارداً هارباً إلى البرية. وإذ لم يستطع أن يقدّم له شيئًا ذا قيمة مادية، قدّم له مرساته ودموعه كتعبير عن الحزن اللوعة على البار المضطهد. فهو لم يحبّ داود لقدرته وجبروته، بل أحبه لفضيلته ونقاوة قلبه، لهذا احتفظ له بأمانة لا تتزعزع رغم تبدّل الحال...كانت تلك المرثاة المصحوبة بدموع مخلصة خير تعزية وأنبل مساعدة جعلت النبي يصرخ نحو الله طالباً أن يتجلى حتى يتمجد أمام الجميع. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المزمور الثَّانِي والثمانون الله القاضي العادل |
المزمور الثَّامِنُ والخمسون الله القاضي العادل |
المسيح هو القاضي العادل ( إش 11: 4 ) |
معك في أتون الظلم فهو القاضي العادل |
القاضى العادل |