منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 04 - 2013, 07:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

الكتبة
الكتبة
لعب الكتبة دوراً هاماً في تاريخ اليهودية. لقد أضاف الكتبة بصمة واضحة على المجموعات المختلفة التي تكونت في القرن الثاني قبل الميلاد: الصادقيون، الفريسيون، الأسينيون وجماعة قمران. ولكن بداية نشاط الكتبة تعود إلى فترة سابقة القدم. كان نقل وتعليم كلمة الله يقع على عاتق الكهنة أساساً. وكان عزرا الذي أعاد تنظيم وتقوية اليهودية بعد العودة من السبي كاهناً وكاتباً (عزر 7: 11) كان كاهناً بمولده وكاتباً لأنه مارس فن الكتابة وكان موظفاً لدى الملك. قاد عزرا بموافقة وتشجيع ملك فارس جماعة اليهود إلى ممارسة الشريعة وحفظ الوصايا وبذلك استحق وصف : كاتب متجر في الشريعة التي أعطاها الله لموسى (عزر 7: 6) إليه وإلى رجال المحفل الأعظم الذي أسسه . ينسب التقليد سلالة الكتبة التي لم تنقطع (مشنا، أبوت 1: 1) وينسب التقليد إلى رجال المحفل الأعظم تسليم الشريعة والربط بين الأنبياء والكتبة ولكن أول المعلومات الملموسة عن الكتبة تظهر ابتداء من القرن الثاني قبل الميلاد، وتخص رجلاً ذا اسم يوناني: أنتيجونوس الساخي (1بوت 1: 3) ومارس شمعون بن شتاي عمله أثناء حكم الكسندروس يانيوس وسالومي الكسندرا. وابتداءً من زمن المسيح والكنيسة الأولى يكثر عدد الكتبة البارزين والذين حفظت أسماؤهم وأعمالهم.
ويبدو أن تأسيس فئة الكتبة تم في إطار الاحتكاك بالهللينة لمقاومتها. لم يعد التعليم التقليدي للكهنة كامناً لصد التيار والتأثير الهلليني الشديد. لذلك لجأ هؤلاء إلى الاستعانة بأساليب وتراث اليونانيين لدراسة الكتب المقدسة وتفسيرها تفسيراً موضوعياً. وتعلم هؤلاء أيضاً أسلوب الحوار التعليمي القائم في أسئلة وأجوبة، أسئلة رداً على أسئلة إلى أن يصلوا إلى اتفاق عام، وكما كان اليونانيون يرجعون إلى المعلمين والفلاسفة ومدارسهم، حفظ اليهود مجموعة سماء اللامعين وأرجعوها إلى عزرا ورجال المحفل الأعظم.
عكف الكتبة على حفظ التقاليد وشرح استعمال الكتاب المقدس لذلك أطلقت عليهم ألقاب حكماء وعلماء الشريعة ومعلمين. ونظراً لأن شريعة الله تمتد إلى كل جوانب الحياة، فكان عليهم أن يحلوا بالإضافة إلى المسائل اللاهوتية المسائل القانونية مثلاً: ما هي حدود وراحة السبت والعمل المسموح؟ كيف يتم عقد زواج أو طلاق؟ كيف يتم شراء بيت أو حقل..إلخ وتمتع الكتبة بسمعة وبمكانة عالية لدى أفراد الشعب. لم يكن النسب أو المولد هما اللذان يدخلان الشخص في فئة الكتبة بل الاجتهاد والجد والثقافة والكفاءة. كانت الفئة تضع كهنة ورجال نبلاء وتجار وأناس من أصل بسيط للغاية. وأحياناً وثنيين اهتدوا إلى اليهودية كان الكاتب يصول نفسه بعمل ممارسة كما فعل بولس الرسول في صنع الخيام (1تس 2: 9؛ 1كور 4: 12).
وعلى من أراد الانضمام إلى فئة الكتبة أن يقوم بمسيرة طويلة ودراسة جادة عميقة. وحول كل كاتب مشهور كان يجتمع عدد من التلاميذ. وعندما كان تلميذ يريد الانضمام إلى كاتب ما، كان هذا يقوم باختبار قدراته قبل أن يقرر ضمه إلى مدرسته. وكان التلميذ يدخل في جماعة المعلم ويرافقه في كل مكان، ويلاحظ ويدرس طريقة حله للمسائل ويسأل المعلم ليتعلم منه. كان المعلم يلقي درسه جالساً (مت 5: 1) وكان التلميذ يجلس عند قدميه (رادع أع 22: 3) وكان عليه أن يألف كل الأساليب ليتعلم ويقدر غنى التقليد ويستعمله. وكان المدرس يقوم في تكرار وحفظ ما يعرضه المعلم. وكان التلميذ يسأل المعلم وهذا يجيب لكي يدفعه إلى التفكير الصحيح. أول إجابة للمعلم (لو 10: 25) كانت: ماذا تقرأ؟ ماذا تجد في الكتب؟ (لو10: 26) فيعرض التلميذ ما استطاع استنتاجه من الكتب (لو 10: 27) ويجيب المعلم : حسناً أجبت (لو 10: 28) ثم كان التلميذ يطرح سؤالاً مثيراً يرد عليه المعلم بتعاليم كافية، يختمها بسؤال يصل من خلاله التلميذ إلى الرد النهائي (لو 10: 37) ونستطيع أن نكتشف في خطب يسوع مدى التنوع في الأسلوب حسب الشخص الذي أمامه: التلاميذ أو الجموع. ولكن تصرفات يسوع مع تلاميذه تختلف عن تصرفات الكتبة مع تلاميذهم، لأن التلاميذ لم يطلبوا منه أن يقبلهم في مدرسته هو الذي طلب منهم أن يتبعوه ولأنه بعكس الكتبة يعلم بسلطة كبيرة (مر 1: 22، مت 7: 29).
وعندما يصل التلميذ إلى نهاية تعليمه بنجاح كان المعلم يعلنه كاتباً ويضع يده عليه ويرسمه وبذلك يدخل في السلسلة التي يرجعونها إلى موسى ويستطيع منذ اللحظة أن يجيب بنفسه على الأسئلة التي يطرحها الشعب ويعطي حكمه. وكان الناس ينادونه بلقب ربي (مت 23: 7) ويجيبونه باحترام المجمع (مر 12: 39). ويُحكى عن ربي ماثيرا القرن الثاني الميلادي أنه كان يزور إحدى الجماعات اليهودية في آسيا الصغرى في عيد بوريم الذي فيه يقرأ كتاب استير ولكن تلك الجماعة لم يكن لديها هذا الكتاب فجلس ربي ماثير وكتب الكتاب كله غيباً، ثم قرأه على الشعب (تلمود باب مجلوت 18ب) كانت هذه المعرفة تثير دهشة وتقدير الشعب.
وكان أكبر معلمين في وقت يسوع هما هلليل وشماهي. كان هلليل قد جاء إلى فلسطين من شتات بابل ولكي يعول نفسه كان يعمل حمالاً وفي أحد الأيام لم يكن قد حصل ما يدفعه لحضور الدرس فتسلق على السور وتابع الدرس من الشباك. ورآه زملاؤه وقدروا حبه للدرس. وكان هلليل ومدرسه في صراع مع شمعي ومدرسيه . فأراء هلليل لم تكن صارمة مثل أراء شمعي. فكان شمعي يسمح بالطلاق فقط إذا امتهنت المرأة التقاليد والشرف، بينما كان هلليل يسمح به لأي سبب لأنها مثلاً لا تجيد الطهي. المهم أن كتاب الطلاق يعطى بالطريقة التي تقتضيها الشريعة. واستطاع هلليل أن يثبت قاعدة وحلاً لمسألة ظلت حتى زمانه بلا حل: كانت الشريعة تأمر بتحرك كل الديون في السنة السبتية لذلك عندما تقترب السنة السبتية كان الجميع يمتنعون عن قرض المحتاجين فرأى هلليل أن الدائن يمكنه أن يحرر عقداً كتابة أمام قضاة مكان إقامته بأن هذا الدين غير خاضع بشريعة السنة السبتية كان هذا الحل نوعاً من التحاليل على الشريعة ولكنه في نفس الوقت كان يسمح بحفظ النظام الاقتصادي ومدح الجميع هلليل لهذا الحل.
خرج حملائيل من مدرسة هلليل الذي تمتعت آراؤه باحترام كبير في السنهدرين (أع 5: 34-39) وكان معلماً لبولس الرسول (أع 22: 3) ويكرم التقليد اليهودي معتبراً إياه أتقى المعلمين. وتعود إعادة تنظيم الجماعة اليهودية إلى ربي يوحنان بن زكاي. الذي كان رجلاً متواضعاً جداً. يقول عنه التقليد أنه طوال حياته لم يقل كلمة غير مفيدة لم يسر 4 خطوات دون التوراة والصلوات لم يصل أحد قبله إلى المدرسة لم ينم إطلاقاً فيها، ولم يخرج أحد بعده منها، لم يجده أحد جالساً متكاسلاً بل دائماً على عاكفاً على المدرس وكان يفتح باب مدرسته بنفسه لتلاميذه، لم يقل شيئاً لم يسمعه من معلمه ولم يقل أبداً حان وقت ترك المدرسة (تلمود باب سوكا 28أ) وعندما حاصر الرومان أورشليم استطاع الخروج منها حيث حمله اثنان من تلاميذه على أنه ميت استقبله وقبله الرومان وسمحوا له بتأسيس مدرسة في عنيا . ومن هذه المدرسة خرج تعليم الشريعة إلى كل المجامع وفيها اجتمع سنهدرين مكوناً فقط من الكتبة لدراسة كل المسائل المتعلقة بالجماعات اليهودية. لقد ساد الاتجاه الهلليلي بعد سقوط أورشليم وهو الذي اعاد تنظيم حياة اليهود وواصل تقليد الفريسيين وطوره.
ولكن أشهر الربيين في بداية القرن الثاني الميلادي هو أبي عقبة كان تلاميذه عديدين ودرس معهم تفسير الكتب المقدسة. لقد صار ربي عقبة بار كوكب في بداية ثورته على أنه ابن النجم. وبعد فشل الثورة قتل الرومان عقيباً مع كثيرين آخرين بالرغم من خطأه في تقدير بار كوكب إلا أن مكانته كانت كبيرة لدى اليهود اللاجئين . وبين الذين نقلهم الرومان أبي أشمعيل الذي كان يرأس مدرسة كبيرة والذي كان وضع أسساً وقواعد لتفسير الكتاب المقدس. فقد الكتبة الكثير في إطار ثورة بار كوكبا ولكن اليهودية استمرت بعد هذه الكارثة وتم جمع كل المواد الخاصة بالتقليد وترتيبها وصياغتها في المشنه. وقام بهذا العمل العظيم ربي يهودا (أو ربي فقط لشهرته) الذي انتهى في نهاية القرن الثاني الميلادي وهكذا، بالإضافة الكتب أصبح لدى الجماعة اليهودية تفسير الشريعة الذي نظم حياة الجماعة اليهودية.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تحذير من الكتبة
الكتبة
الكتبة والفِرِّيسِيِّينَ
الكتبة والأرملة
ما هو بر الكتبة والفريسيين؟


الساعة الآن 09:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024