رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
توقّعات الأهل غير الواقعية... قد تؤدي إلى الفشل المدرسي ديانا حدّارة «ماما نلت علامة جيدة! . لمَ لم تنل درجة ممتاز!» نزل جواب الأم كما الصاعقة على هاني الذي كان سعيدًا بعلامته». ماذا عليه أن يفعل لينال رضى والديه. يبدو أن بعض الأهل غير راضين عن نتائج أبنائهم المدرسية وإن كانت جيّدة وهم يطلبون منهم المزيد ويتوقعون التفوّق، فيظنون أنهم بذلك يحفزون أبناءهم على التفوّق فيما هم يحبطون عزيمتهم ويقللون ثقتهم بأنفسهم. وبالتالي تؤدي توقّعاتهم المبالغ فيها إلى فشل التلميذ المدرسي الذي قد ينتج عنه أيضًا فشل اجتماعي. «لها» التقت الإختصاصية في التقويم التربوي لما بنداق التي تحدّثت عن توقعات الأهل المبالغ فيها وأثرها السلبي على التلميذ. - ما هي الأسباب التي تجعل الأهل يبالغون في توقعاتهم في نجاح ابنائهم المدرسي؟ كثر هم الأهل الذين يضعون نموذجًا مثاليًا يرغبون في أن يكون ابنهم على صورته. وهذه رغبة مشروعة، ولكن المبالغة في محاولة تحقيقها غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية سلبية، لأنهم يطلبون من طفلهم وبطريقة غير واعية إنجاز ما لم يستطعوا هم أنفسهم القيام به حين كانوا في سنه، فكل واحد من الوالدين يُسقط رغباته الخاصه عليه وبالتالي يطالبه بتحقيق آماله الخاصة التي أحبطت. والتفوّق في المدرسة هو ربما أحد الإنجازات التي لم يحققها الأهل، أو العكس قد يكون الوالدان يتوقّعان من طفلهما أن يكون على صورتهما إذا كان أحدهما متفوّقًا في دراسته عندما كان في سن ابنه، غير مكترث في لا وعيه أن لكل إنسان قدرات محددة. وبذلك تنشأ علاقة متوترة بين الأهل الذين يفرطون في توقّعاتهم والطفل الذي لا يفهم متطلبات أهله الكثيرة. - كيف تؤثر توقعات الأهل المرتفعة جدًا في الطفل؟ يتوقّع العديد من الاهل أن يكون أداء أبنائهم الأكاديمي ممتازًا، لذا يطالبونهم بإنجاز فروضهم المدرسية على أكمل وجه والحصول على درجات مرتفعة. هذه التوقعات المرتفعة جداً وغير الواقعية في كثير من الأحيان، ينتج عنها ضغط هائل يؤثر سلبًا في حالة التلميذ النفسية، إذ يعزّز لديه الخوف من الفشل وعدم ثقة بالنفس وضعفا في الدافعية. وعندما يستعمل الوالدان أساليب سلطوية قاسية، نرى أن التلميذ يسعى لإرضاء والديه من خلال بذل قصارى جهده، ولكن عندما يواجه بعدم التقدير وطلب المزيد يشعر بأنه لا يستطيع ان يكون قادرًا على الدوام على إرضاء والديه مهما فعل، لذا يتوقف عن المحاولة وينتابه شعور بالفشل والذنب. فيميل الى الانتقام من والديه ومعاقبتهما بأن يتصرّف بعكس توقّعاتهما بسبب موقفهما. وفي أغلب الحالات نراه في حالة من الاستسلام والعجز والتهرب. - ما هي السلوكيات التي يتبعها الأهل وتضعف شخصية ابنهم؟ أثبتت الدراسات أن 90 % من شخصية الطفل تتشكل في السنوات السبع الأولى، وهي أهم سنوات في عمر الإنسان. أما المرحلة العمرية من 7 إلى 18 سنة، ففيها تتشكل 10 % من شخصية الإنسان. ويمكن إعادة تشكيل شخصية الابن عن طريق الحوار والإقناع والتفاهم، ويمكن تعديل بعض الخصائص القابلة للتعديل. ولهذا نشدد على المراحل الأولى من عمر الطفل إذ أنها الأساس في تشكيل شخصيته التي سترافقه عمره كله. أما السلوكيات التي يجب على الأهل تجنّبها فهي الإفراط في التدليل، وبهذا يأخذ الأهل على عاتقهم كل العمل وتحمل المسؤولية وبالتالي لا يسمحون للطفل باختبار الشعور بالمسؤولية أو العمل المتعلق بها، وبهذا لا يكتسب هذا السلوك، وظهور الغرور والتكبّر بسبب تلبية كل طلباته مما يجعله متمردًا وغير إجتماعي. الإفراط في القسوة والضرب مما يولد شعورًا بالخوف الدائم لدى الطفل، ويصبح مترددًا وإنطوائيًا. الإفراط في الحماية وذلك لخوف الأهل من أن يصاب الولد بأذى وبهذا يصبح إنطوائيًا ومترددًا وغير مستقل، وغير قادر على حل مشاكله والإهتمام بأموره الشخصية ومعالجتها. - كيف يمكن الأهل التعامل مع الفشل المدرسي؟ إذا كان الأهل قد قاموا بدورهم الصحيح في تعليم ابنهم أو ابنتهم في سنوات التعليم الأساسية، ومن بعدها اكتفوا بالمتابعة والمراقبة، وجاءت نتائج التحصيل الأكاديمي للتلميذ متدنية، عليهم أن يلجأوا إلى الإختصاصيين لتحديد سبب التأخر في التحصيل الأكاديمي. فإذا تبيّن وجود صعوبة تعلمية على الأهل تحديد سقف لأداء التلميذ يستطيع الوصول إليه ولا يكون تعجيزيًا. وعليهم البحث عن بعض الإيجابيات حتى ولو كانت بسيطة، وتوجيه ابنهم بطريقة إيحائية غير مباشرة بأنه يستطيع النجاح إذا بذل بعض الجهد والتزم ببعض الإرشادات، مما يمنحه الثقة بنفسه وقدراته في إمكان تجاوز الفشل. ولا بد من الإشارة إلى أنه من الضروري احترام الطفل وعدم إذلاله والتشهير به، وعدم مقارنة أدائه بأداء أخوته ورفاقه، بل مناقشته بهدوء للتقرب منه، ووضع خطة ومساعدته على التزامها، وتشجيعه بإستمرار. فهذا يجنب التلميذ مشاكل نفسية غالبًا ما ترافق صعاب التعلم ومنها ضعف الثقة بالنفس، وتشويه صورة ذاته، والإنعزالية، والقلق، والإكتئاب. - ما هي المؤشرات التي يمكن الأهل ملاحظتها في حال وجود صعوبة تعلمية لدى ولدهم؟ إن أهم المؤشرات يمكن تلخيصها بالتالي، ولكن ليس بالضروري وجود جميع المؤشرات لدى الطفل. قلة الإنتباه والتركيز. الفشل في الربط بين المصدر وما يسمعه مما يجعله عاجزًا عن إعطاء الإستجابة المناسبة. تبديل مواقع الحروف والأرقام. اضطراب الإدراك البصري. الفشل في تحديد الفكرة الرئيسة أو تسلسل الأحداث أو الحقائق الأساسيّة. نقص مهارات التّفاعل الإجتماعي مع الآخرين. قصور في إدراك الإتجاهات والأماكن ومواقعها وعلاقتها بالنّسبة إلى غيرها. مستوى تفكير الولد يكون أقل من سنّه اما ينتج في كثير من الحالات عن تدنّي الخبرات الحسيّة. سيطرة التَّمثيل الحسّي العملي على تفكير الولد. زيادة الطّاقة وسيطرتها بدرجة كبيرة على أداء الولد وحركته. صعوبة في تكيّف الولد مع العالم المحيط به. عدم القدرة على تصنيف الأشياء أو فهم لغة الحساب والمنطق الرياضي. تكرار الفشل في المهمات الدّراسيّة فضلاً عن الصّعاب اللّغوية. - كيف يمكن الأهل مساعدة ابنهم في نجاحه المدرسي؟ للأهل دور كبير في نجاح ابنهم المدرسي كما نجاحه في حياته الإجتماعية والعملية في المستقبل. ويتحقق ذلك من خلال الآتي: تنمية شخصيَّة التلميذ بأبعادها الجسديَّة والنفسيَّة والسلوكية والعقليَّة والاجتماعيَّة، ليصبح قادراً على مواجهة تحديات الحياة بثقةٍ وحكمةٍ ومرونةٍ ووعي ومسؤولية. وذلك من خلال الرعاية الجسدية والوقاية الصحية وتوفير السلامة البيئية، والإشباع العاطفي من خلال إظهار الحب، والثقة والإحترام والتعامل بعدل، وتوفير المناخ الثقافي من خلال تشجيع القراءة والألعاب التربوية والنشاطات الهادفة، والتربية العلائقية الإجتماعية من خلال تشجيعه على بناء علاقات سليمة مع أقرانه وتعريفه على الآداب الإجتماعية. التحصيل المعرفي بمختلف مجالاته العلميَّة والأدبيَّة والفنيَّة والرياضيَّة، ليحقق الولد النَّجاح في المراحل الدراسيَّة المتدرجة، إضافةً إلى مستقبل ينسجم مع رغباته واهتماماته وطموحاته وميوله. وذلك من خلال توفير المرافقة الجيدة، والمشاركة البناءة، والتشجيع المستمر، والتحفيز الإيجابي. ومهما كان أداء الولد الأكاديمي يجب أن ينال ما ذكرناه، وإذا كان يعاني صعوبة تعلّمية يجب أن يناله وبصورة واضحة وفي بعض الحالات بنوعية أفضل وكمية أكبر. - ما هي الخطوات التي يجب القيام بها في حال تراجع أداء التلميذ المدرسي؟ يجب التمييز بين التراجع المفاجئ في أداء التلميذ الأكاديمي و أدائه الضعيف مقارنة بالمستوى الأكاديمي الذي هو فيه. فالتراجع المدرسي المفاجئ يكون في كثير من الأحيان سببه مشكلة يواجهها التلميذ إما في المدرسة مثلا تغيير الصف أو صعوبة في التواصل مع اساتذته الجدد، أو حدث طرأ على محيطه العائلي، مثلاً قدوم أخ جديد، أو حدوث مشكلات قوية بين الوالدين أو حصول وفاة... هذه الأسباب وغيرها تؤثر في أداء التلميذ الأكاديمي. أما في حالة الأداء الضعيف الذي هو دون المستوى الأكاديمي فعلى الأهل قبل لوم ابنهم القيام بالخطوات الآتية: أولاً: التأكد من الحالة الجسدية من خلال التوجه إلى إختصاصيّ في طب الأطفال للتأكد من الصّحّة العامّة للطّفل، والإفادة بأية مشكلات طبيّة، وإلى إختصاصيّ سمع (أو أنف، أذن، حنجرة) لتحديد أي مشكلات في السّمع، وإختصاصيّ طب عيون لتحديد أي مشكلات في البصر. ثانيًا: التأكد من الحالة الأكاديمية من خلال التوجّه إلى إختصاصيّ في التقييم التربوي (الأكاديمي) أو النفسي للتشخيص الصحيح للصعوبة. وفي بعض الحالات إلى إختصاصيّ اضطرابات كلام ولغة (تقويم النطق) لتحديد قدرة الطّفل على الإستيعاب والتّعبير اللّغوي، وإختصاصي علاج نفسي حركي لتحديد قدرة الطفل على الحركة وكل ما يتعلق بالمهارات المتعلقة بالزمان والمكان. ثالثًا: وفي بعض الحالات التأكد من الحالة النفسية من خلال التوجه إلى اختصاصيّ علاج نفسي أو نفسي تربوي. |
|