رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إله العهد القديم... الاثنين 15 ابريل 2013 القمص داود لمعي كاهن كنيسة مارمرقس كليوباترا بمصر الجديدة هل إله العهد القديم إله دموى؟ هذا السؤال غير دقيق.. لأن العهد القديم فى محتواه يمتلئ بآلاف الأحداث التي تؤكد صفات الله الرحوم طويل الروح محب البشر الذى لا يشاء لأحد أن يهلك. فهناك فى العهد القديم.. قصة يونان وكيف يقبل الله توبة شعب وثنى فاسد ويرفع عنه حكم الفناء... ونرى كيف يشفع أبونا إبراهيم لخلاص سدوم وعمورة أو موسى النبى لخلاص شعبه وكيف يقبل الله الوساطة ويتنازل حتى يصل إلى.. "لا أهلك من أجل العشرة" (تك 18: 32). أما عن حروب العهد القديم... فلابد أن نذكر أن الله عادل ويكره الشر... وهو ديان يتأنى طويلاً ولكن يأتى ميعاد الدينونة... ويكون لها أشكال مختلفة مثل.. * الطوفان كان شكلاً من أشكال الدينونة وقت نوح.. وكان نهاية للعالم الشرير. * النار والكبريت على سدوم وعمورة كان شكلاً آخر من الدينونة... وكانت نهاية لبلاد الشر والفساد. * حروب الإبادة للشعوب الوثنية هى شكل ثالث من أشكال الدينونة... وتكررن أيام موسى ويشوع والقضاة. ويتضح من الكتاب المقدس أن الله يترك الشعوب فى شرها لعدة أجيال حتى يتفاقم الشر تماماً ويستوفوا فرص التوبة. ثم تأتى النهاية بغير توقع ولا إنتظار- وهذا ما سيحدث فى نهاية الأيام أيضاً- كما قال السيد المسيح "لأنه كما كانوا فى الأيام التى قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون إلى اليوم الذى دخل فيه نوح الفلك، ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع كذلك يكون أيضاً مجئ ابن الإنسان" (مت 24: 38- 39). إذاً ليست حروب الإبادة فى العهد القديم هى قسوة من الله ولكنها دينونة للأشرار، كما ستكون جهنم فى النهاية ليست قسوة من الله لكنه عدل الله الديان. وهنا نذكر ما قاله الله لأبينا إبراهيم "وفى الجيل الرابع يرجعون إلى ههنا لأن ذنب الأموريين ليس إلى الأن كاملاً" (تك 15: 16) أى أن ساعتهم لم تأت بعد ولم يكتمل شرهم. كذلك قيل فى التوراة... * "بكل هذه لا تتنجسوا لأنه بكل هذه قد تنجس الشعوب الذين أنا طاردهم من أمامكم. فتنجست الأرض. فاجتزى ذنبها منها فتقذف الأرض سكانها" (لا 18: 24- 25). * "لأن جميع هذه الرجاسات قد عملها أهل الأرض الذين قبلكم فتنجست الأرض. فلا تقذفكم الأرض بتنجيسكم إياها كما قذفت الشعوب التى قبلكم. بل كل من عمل شيئاً من جميع هذه الرجاسات تقطع الأنفس التى تعملها من شعبها" (لا 18: 27- 29). * "وأما مدن هؤلاء الشعوب التى يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما. بل تحرمها تحريماً الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك. لكى لا يعلموكم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التى عملوا لآلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم" (تث 20: 16- 18). * فالحروب كانت وسيلة لإيقاف الشر المتفشى فى العالم إلى مجئ المسيح المخلص... |
|