رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المزمور الرابع عشر عالم فاسد همسات الروح تأمل في سفر المزامير أولاً: تقديم المزمور: يتصور المرنّم العالم وقد انقسم إلى فريقين من الناس: جماعة الجهلاءوهم الأغلبية الساحقة [1-3]، وجماعة الأبرار أو شعب الله المتألم وهم البقية الباقية. يشكو المرنّم من اضطهاد الأشرار للأبرار، بينما يرقب الله ذلك من السماء صامتاً، لكنه يُعبّر عن رجاء عظيم أنه سيأتي من هيكله ليعاقب الأشرار ويثبّت المؤمنين ويركز المزمور بشدّة على قدرة إله إسرائيل "يهوه" على عقاب الكافرين "الجهّال" وخلاص البائسين، لذلك يُعتبر المزمور تنبيه ثلاثي الأبعاد فهو: 1. يحذّر البقية الباقية من شعب الله من السقوط في ظلمة اليأس. 2. يهدّد الشعوب الوثنيّة من البغي لا سيما على البريء والمسكين لأن الله سعود ليفتقد شعبه ويرد سبيه. 3. ينبّه بني شعبه المستهترين المتحالفين مع المستعمر. مع انقسام مملكة داود، وتراخي أركانها، واختلاط شعب الله بمن حوله من شعوب وحضارات وديانات، عاش الكثير من بني إسرائيل عيشة وثنية كالبشريّة في عهد نوح (تكوين 6: 3). حقاً لم ينكروا وجود الله، ولكنهم رفضوا عهده وتخلّوا عن وصاياه، وقالوا: "لا يأتي الربّ بخير ولا بشرّ" (صفنيا 1: 12). حتى لنستطيع القول، أنهم تعاملوا مع الله وكأنه غير موجود، أو كأنه كائن ضعيف، فاستندوا إلى آلهة أخرى ومارسوا عبادتها وطقوسها النجسة. وقد نبههم الأنبياء إلى خطورة هذا الخلط بين القداسة والنجاسة فلم يرتدعوا، وحاولوا ايقاظهم من غفلتهم فلم يفيقوا، واستمروا يصرخون فيهم أنه ليس من شركة بين إيمان اليهود وإيمان الوثنيين، بين أبناء شعب الله، وابناء بابل، فحاربهم هؤلاء وقتلوهم. بل تمادوا في غيّهم فأهملوا الشريعة وداسوا الناموس وسحقوا الفقير، "أكلوا لحم إخوتهم وبني شعبهم، وسلخوا جلودهم عنهم، وهشّموا عظامهم كما في القدر وكاللحم في وسط المقلى" (ميخا 3: 3). لذلك أدانهم الله وعاقبهم، فأسلمهم إلى أيدي أعداء لا يرحمون، ليسقطوا في فخ نصبوه ويشربوا كأساً جرّعوه. سلّط عليهم "مملكة بابل" أمّة غريبة عاتية قاسية باغية، سخّرها كالعصا في يده تعاقب الظالمين الضالين الفاسدين من بني شعبه. والبابليّون هم أهل المملكة البابلية التي نشأت على أرض ما بين النهرين، العراق حالياً، وكانت مملكة قوية، امتدت حدودها لتشمل بلاداً كثيرة حولها، وقد أعطاهم الله هذه القوة ليستخدمهم في تأديب الأمم والشعوب، لاسيما شعبه. ففي الوقت الذي تخلى فيه الله عن شعبه الذي خان عهده ورذل شريعته، وأهمل عبادته وتطاول على اسمه القدوس فأنكر وجوده نفسه؛ عضد ملك البابليين وسمح لجيوشه بالدخول إلى مدن إسرائيل وتحطيم قصور الحكام الفاسدين والاستيلاء على أموالهم، التي سبق أن سلبوها من البؤساء والمساكين، فكما كانوا يفعلون مع إخوتهم البائسين فيسوقون أولادهم عبيداً ويستاقون نسائهم أسرى شهواتهم المنحرفة، هكذا سمح الرب لرجال بابل بسبي نساء شعب إسرائيل وسوق من بقي حياًّ من رجال إسرائيل وشبّانها سيراً على الأقدام إلى بابل وأعناقهم مربوطة في الأغلال، واستمروا هناك في تعذيبهم وإذلالهم، حتى صرخوا إلى الرب إلههم، فوعدهم الله بالخلاص، إن هم تابوا ورجعوا عن شرورهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عالم فاسد |
الشباب فى عالم فاسد |
الشباب في عالم فاسد |
المؤمن في عالم فاسد المزمور الثالث والخمسون |
المؤمن في عالم فاسد المزمور الرابع عشر |