13 - 04 - 2013, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 31 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تأمل في سفر المزامير : انتصار الملك بقدرة راكب الكاروب
خامساً: خاتمة المزمور:
مفتاح هذا المزمور هو كلمة "برّ"، التي تأتي كمحور للمزمور. إنها نشيد برائة داود؛ لكن داود لم يكن يدافع عن بره الذاتي، إنما عن نعمة الله العاملة في حياته. أما ربنا يسوع المسيح فقد صارع ضد الشر حتى سفك دمه على الصليب لكي يهبنا بره، مصارعاً ضد الأعداء الشرسين كاموت والشياطين والعالم الشرير والخطية (رومية 7: 24-25؛ 1كولوسي 15: 20-28). معركتنا من أجل البر ليست ضد البشر، وإنما ضد أجناد الشر الروحيين في السماويات (أفسس 6: 12).هذه هي تسبحتنا، إذ نعرف أننا في المسيح نستطيع أن نعبر من الموت إلى شركة الأمجاد السماوية. ثانياً يرتبط "بر" المسيحي جوهرياً بمدى اتحاده وعمق علاقته الشخصية بالله هذا الذي يُحبه بكونه "قوته" بكل ما لكلمة الحب من معنى؛ إنه يسندنه، ويمنحه الشجاعة والنجاح والاستقرار. (تكوين 49: 24)؛ فالله للمؤمن ملجأ وصخرة ومخلص. ملجأ (في العبرية: حصن)، و"منقذ" تعني من يحمل بعيداً سالماً أو يقدم مجالا للهروب. بذا يستطيع المسيحي أن يهمس أو يهتف أو يصرخ بثقة الأبناء قائلاً: "نعم، أعنِّي كي أحبك؛ فأنت هو إلهي، حاميَّ؛ أنت حصني المنيع؛ أنت رجائي الذي لا يخيب وسط الضيقات... أما النقطة الثالثة التي يؤكّد عليها هذا المزمور فهي أن كل معركة روحية تدور في العالم لأجل العدالة،، حتى تلك التي تدور في ساحة ضميرنا، تمس تأسيس ملكوت الله الأبدي. لنصل إلى اكتشاف أن الخلاص الحقيقي لا يتحقق بهلاك العدو المباشر (شاول ورجاله) بل بهلاك إبليس وجنوده، من خلال نصر المسيح عبر موته وقيامته ومجده حتى أنه يُمكن اعتبار هذا المزمور نشيد عسكري خاص بالسيد المسيح ملك الملوك، الذي يحارب ليقيم طريقه بأسلحة الحب والإيمان، إلى أن يأتي في ملكوته. وكأنه في المسيح يسوع تنشد الكنيسة هذا المزمور كتسبيح نصر ملوكي روحي... حقاً لقد أقامنا الله ملوكاً روحيين (رؤيا 1: 6). وأخيراً إذ نقرأ في هذا المزمور صوراً تعبّر عن الأخطار المحدقة بالمرنم، ونسمع صلاته وصراخه إلى الرب ليستجيب دعاؤه وينجيه من الخطر المحدق به، نشعر أن أعماله الصالحة درع له، وأن إيمانه بالله القدير صخرة له وملجأ، مما يجعله يشعر أن الله يحارب عنه ويعضده، نعرف حينئذ أن حبه العميق له واتحاده به هو ما يجعل الله حاضراً يسمع صلاته كما كان حاضراً على جبل سيناء وسط البروق والرعود، ووقت الطوفان مع نوح البار. فهو الذي يحفظ أحبّاءه، ويهتمّ بالبائسين، ويخفض عيون المتكبّرين. يتذكّر المؤمنون داود عندما يصلّون هذا المزمور، ويتطلّعون إلى داود الجديد الملك المنتظر. ويصلّونه متطلّعين إلى يسوع ابن داود (متى 1: 1) الذي مجّده الرب بسبب أمانته (فليبي 2: 8) وأعطاه النصر على القوّات والسلاطين (كولوسي 2: 15) أي الموت والجحيم، وأخضع كل شيء تحت قدميه (أفسس 1: 21)، وجعله رئيساً لكنيسته (1 كورنثوس 12: 13)، وقلّده سلطانا ملكياً مطلقاً كما يقول سفر الرؤيا: "يخرج من فمه سيف مسنون ليضرب به الأمم، فيرعاهم بعصا من حديد. وكان مكتوباً على ردائه: ملك الملوك وربّ الأرباب" (رؤيا 19: 15- 16). |
||||
|