رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحد السجود للصليب
“من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلّصها” “من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني”، من وراء هذه الكلمات يدعونا السيد إلى الحرية. الحرية من عبودية ذاتنا وأهوائنا وكبريائنا. على الإنسان أن يتعب جداً للحصول على الغنى الروحي، فالبعض يبتعد عن الزنى أو السرقة أو الجشع أو أي شيء سيء، فيظنون أنهم بذلك يرتاحون، ولكنهم لم يعالجوا أسباب الخطيئة فيبقى في داخلهم مثلاً الكبرياء الذي يخرج منه الكثير من الخطايا. شاهد أحد الإخوة المصلّين رؤية بأن قوة سماوية نقلته نحو السماء وشاهد أورشليم السماوية ببهائها الغير الموصوف، ولكن في الوقت ذاته شعر بعزة نفس وكبرياء بما شاهد فسقط في وادي شديد الظلام والسوء. المهم أن نذهب وراء الخطيئة إلى الأهواء لننزعها حتى نشفى.محاربة الذات كيف يمكن للواحد منا أن يحارب ذاته؟ الجواب سهل وواضح، يمكننا أن نحارب أنفسنا عندما نرفض طلباتها ورغباتها الصغيرة ثم الكبيرة. ينصح الآباء القديسون أن نبدأ بالأمور الصغيرة ولا نهملها، يقول القديس أفرام السرياني: “كيف يمكننا إطفاء النار الكبيرة ونحن لا نستطيع إطفاء الصغيرة؟، أتريد أن تتخلص من الأهواء الكبيرة؟ تعلّم أن تتغلب على الصغير منها”. أنواع البشر هناك ثلاثة أنواع من البشر: الجسدانيون، الذين يريدون أن يحيوا راضين ذواتهم ولو اضطرهم الأمر أن يؤذوا الآخرين، النفسانيون، الذين يريدون أن يحيوا من أجل ذواتهم ومن أجل الآخرين، الروحانيون، الذين يريدون أن يعيشوا كما يشاء الله ولو كان هذا متعباً. الفئة الأولى هي أدنى من مستوى الإنسان الطبيعي، أما الفئة الثانية فتشمل الناس العاديون، أما الفئة الثالثة فتشمل الناس الفوق الطبيعة، أي حياتهم من حياة المسيح الممتلئة صلباناً وأتعاباً. صليب المسيح الصليب هو رأس الحكمة البشرية من لله، التي تخلص العالم من اليأس والجهل والتمزّق والخصام. عندما أرتفع السيد على الصليب صلب خطايانا وأصنامنا، شفانا من ضعفنا ومن أهوائنا، أنار ظلمتنا، علّمنا رفض الخطيئة الذي به سنسلك طريق الحرية. كلام السيد اليوم ليس إلا دعوة شخصية، لنفكر بها ولنرفع صليبنا مرتلين: “صليبك يا سيد، أعطى الحياة والقيامة لشعبك”. أما الرافضين لرفع الصليب فلن يستطيعوا الهرب من عبودية الأهواء والفساد الجسدي. “لان من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياةً أبديةً” (غلا8:6)، “لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون” (رو13:8). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يا رب أنت وحدك تستحق السجود فساعدنا على السجود لك |
أحد السجود للصليب الكريم المقدس |
قلة المحبين للصليب |
كل رشمة للصليب |
صور للصليب |