رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بينما كان أحد رجال الأعمال، مسافـرا في القطار، جلس بجانبه شاب، لـم يـزد عـن السابعة عشـر مـن عمره. كانت تبدو على الشاب، علامات القلق والتوتر، فلم يتكلم مع أحد، بـل كان ملصقا وجهه، بإهتمام على النافذة، وكأنه ينتظر أن يرى أحدا من الخارج لكن من يستطيع رؤية أي شيء، وسط ذلك الظلام الحالك. مضت الحـال هكذا معظـم الليل ، واخيـرا انقطـع الصمـت ، عندما سـأل الشاب ، رجل الأعمال الجالـس مقابله ، عـن الساعة... وإن كانوا قد اقتربوا من محطة Smithville. أجابه رجل الأعمال عن سؤاله، ثم أردف قائلا، لا أعتقد بأن القطار يقف في Smithville، لإنها مجرد ضيعة صغيرة. أجابه الشاب، لقد وعدني المسؤول في القطار، بإن يقف ليتسنى لي النزول إن أردت ذلك، لأنني كنت أعيش هناك قبلا. عاد الصمت مرة أخرى، لكن ما أن بدأ الحديث من جديد، حتى أخبر ذلك الشاب قصة حياته. فقال: منذ أربعة أعـوام، كنت أعيش مـع عائلتي فـي Smithville، إلـى أن جـاء يـوم، حين أرتكبت أمرا رديا جدا، ضاق بي الأمر من أجله، فقررت بعده ترك المنزل. فـلـم أودع أحدا، بـل غادرة البيت فجـأة، وهـا قد أصبح لـي أربعـة سنين أعانـي مـن الوحدة، وأنتقل من مكان إلى مكان، حيث أعمل بضعة شهور هنا، وبضعة شهور هناك. سأل رجل الأعمال ذلك الشاب: وهل ينتظر أحد عودتك؟ أجابه لست أعلم؟ لقد أرسلت رسالة الى والدي منذ بضعة أسابيع، مخبرا إياهم، بإنني سأمر في هذا اليوم في القطار، وبحيث أن منزلنا ليس بعيدا عن سكة الحديد، طلبت منهم أن يعطوني علامة. فإن كانوا يريدون مسامحتي، ويقبلونني من جديد في البيت، فما عليهم إلا أن يضعوا منديلا أبيض مقابل بيتنا. وإلا، فلن أعود إلى الأبد... حال وصول رسالة هذا الشاب إلى أهله، لم يعد لذلك الأب والأم، أي مقـدرة علـى الإنتظـارر، فلقد أشتاقـوا لـه جـدا، وطالمـا إنتظـروا إبنهم ليعـود إلـى البيت، أخذت تلك الأم كل مـا عندها مـن شراشف بيضاء معلقت إياها على سطح البيت، ثم قال الأب فـي نفسه، لعـل إبني لـم ينتبه إلـى تلك الشـراشف وسـط الليل، فأخذ يلـف الأشجار التي أمام البيت، بكل ما وجد عنده من أقمصة بيضاء. ازدادت ضـربــات قـلـب ذلك الـشـاب، عندمـا إقـتـرب منـه المـسـؤول عـن القطـار، معلنا بـإن Smithville أصبحت على بعد 5 دقائق فقط، وعليه أن يخبره بأسـرع وقت ممكـن، ليتسنى له إيقاف القطار. أخذ ذلك الشاب يحدق بإجتهاد مـن النافذة، وأخذ بمساعدته ذلك الـرجل أيضا. وكان الصمت يسـود، والدقائق تمـر وكأنها ساعـات... وبعدها، لمـح الإثنان معا شجرة عليها منديـلا أبيض، لكـن لـم يكن قد اقتربوا بعد من البيت، ثم رأوا شجرة ثانية، وأخيرا... إذ بهم يرون البيت، والأشجار، وكل ما قرب البيت، جميعها، ملفوفة بشراشف بيضاء. إن محبة ذلك الأب لإبنه، دفعته بأن يعلق كل ما كان لديه من أقمشة بيضاء، معلنا بذلك رغبته في المصالحة، وفي رجوع إبنه لديه. صديقي... إن الله بين محبته لنا إذ ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. لم يعلق الله أقمشة بيضاء، لكنه من أجل خطاياي وخطاياك أنت، علَّق إبنه على الصليب إن الإنسان لم يصالح الله لكن الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم. إن الله يريد مصالحتك، وأعد كل شيء هل ترغب في المصالحة؟ الآن تصالح مع خالقك الذي يحبك، انه في انتظارك |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الثور في الأنجيل |
صورة مدهشة من قرب الحوت الأبيض والذي يسمى أيضاً باسم الدلفين الأبيض لشبهه الشديد بالدلفين |
المنديل الأبيض |
قصة المنديل الأبيض |
مرض تكون اكياس المبيض أو مرض تحوصل المبيض |