منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 04 - 2013, 06:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,972

القديسين تقلا وسلوان

القديسين تقلا وسلوان

في الكنيسة أزهار كثيرة هي القديسون، هم أصبحوا قديسين لأنهم استطاعوا معرفة الله، الذي لا يستطيع أن يعرف الله لا يمكن أن يعرف القداسة، لكن كيف أستطيع أن أعرف؟ يُجيب القديس سلوان، الذي نعيد له هذا اليوم، مصلياً: "أعطني يا رب أن أعرفك بنعمة الروح القدس"، إذاً الإنسان المسيحي الذي يريد أن يعرف الله لا يمكن أن يعرفه إلا بنعمة الروح القدس، هدف حياة الإنسان على الأرض هي القداسة للوصول إلى العيش مع المسيح، إذاً حتى نعرف الله علينا أن نعرف الروح القدوس.
معرفة الروح القدس ليست بالأمر السهل، فكثيرون منا يبحثون عنه بالعقل فيقولون: أريد أن أعرف الله، لماذا ثالوث؟ لماذا بطبيعتين؟ كيف ولد من عذراء؟… في أغلب الأحيان تكون هذه الأمور فوق قدرة الإنسان على الإدراك الكامل، وعندما يدرك العقل هذه الأمور بطريقته الخاصة يصبح مهرطقاً، لأنه لا يوجد أمر عقلاني يَصِف كيفية ولادة إله – إنسان من امرأة عذراء لكن بالقدرة الإلهية يستطيع، فالغير المستطاع عند الإنسان مستطاع عند الله، فالله الخالق كل شيء من العدم يستطيع أن يفعل الكثير أو المستحيل، إذاً معرفة الله بالعقل غير ممكنة.

لكن أين يمكن أن أعرف الله؟ يركّز القديس سلوان على القلب، لأنه المكان الحقيقي لمعرفة الله حيث الحب، فيقول إن لم يعرف الإنسان الحب الحقيقي الذي يعطي كل شيء ولا يطلب لنفسه أي شيء فلا يمكنه معرفة الله، نحن مثلاً ونحو أولادنا ألا نحب أن نعطيهم كل شيء من جهد وتعب ومال وكل شيء، وبمقدار هذا العطاء والتضحية يكون مقدار الحب لهذا الولد، وبمقدار ما تعطي وتضحي سيكون هناك حب في قلبك، لكن إن بدأت تطلب كرامات أو أي أمر مادي أو كلام إطراء أو هذا وذاك.. فأنت بدأت تزرع في قلبك شيء غير الحب أي الهوى كحب التملك وحب الذات… الخ، فلا يمكن أن يسكن مع الحب الصافي النقي أي هوى من هذه الأهواء، الحب هو كل شيء في هذه الدنيا، فإذا كُنا لم نعرف بعد شكل الحب الحقيقي فيجب علينا أن نبحث عنه، لكن أين أستطيع البحث عنه؟، أستطيع البحث عنه عند مصدر الحب أي الله، الله هو مصدر هذا العطاء الصافي أي الحب الكبير النقي، فعاطي هذا الحب يأتي ليسكن فيك فيدفئ قلبك بسبب هذه السكنى، كيف أبحث عن الحب؟ أنا أحب الله وأحب الآخر، كيف يكون حب الله؟ أن أخاف منه.. أكيد لا.. نحن لا نخاف الله، الذي يخاف الله يكون على خطأ، نحن نحب الله ونخاف من الخطيئة، نخاف أن نبتعد عن الله لأن الخطيئة ستبعدنا عن الله، وهذا نوع الخوف الذي يجب أن نحتفظ فيه بداخلنا، والخوف بسبب الخطيئة يكون سبباً أن لا أعرف الله، بالتالي كيف يمكن أن أخاف الله الذي يخلصني، الذي يعطيني السلام، الهدوء، الفرح، القداسة،… إذاً لا داعي للخوف من الله، فالله كلّه حب فلا يمكن أن أخافه إنما المطلوب أن يكون لدي مخافة الله وليس الخوف منه، تلك المخافة التي تأتي من الاحترام لقدرته التي لا يمكن للإنسان أن يدركها ومن الإحترام الواجب تقديمه نحو الخالق، وتأتي أيضاً من تأكد الإنسان أن الله هو المبتغى الأول والأخير للحياة، أما خوف الله هو أمر لا نعرفه في المسيحية.

نعود لموضوع الحب، فحب الله والآخر لا يمكن أن يكون نقي بدون نعمة الروح القدس، لكن أين الروح القدس في حياتنا؟ تركّز الكنيسة مرددةً باستمرار قائلة أننا إن لم نصلي أو نصوم أو نقرأ الكتاب المقدس أو نعمل أعمال صالحة لن ينهض الروح فينا، كلُّنا معمدون وبالمعمودية نلنا نعمة الروح القدس، لكن هل يفعل فينا أم هو مستكين؟، نحن إن أحببنا شخص ما ولم نعد نتكلم معه يوم، يومين، شهر، شهرين، سنة وأكثر هل تبقى محبتنا نحوه كبيرة؟ نحن نحبه بالهواء بدون أمرٍ ملموس، لكن أكيد قلبي لن يشتعل بحبه، والأمر ذاته مع الله، فإذا لا أتكلم معه في الصلاة وقراءة الكتاب المقدس ومحبة الآخرين والأعمال الصالحة ليوم ويومين وأكثر كيف سيشتعل هذا القلب حباً لله، كيف ستفعل نعمة الروح القدس فينا؟
ترتبط الأمور ببعضها البعض، أنت تصلي للتكلم مع الله، أنت تتناول جسد ودم المسيح كي تتحد معه، هذا التواصل المهم والأساسي مع الله هو الذي يُشعل الحبَّ في قلبك وهو مرتبط بأنك إذا صلّيت فلن تطلب إلا القداسة، كثيرٌ منا يطلب التوفيق في بعض الأمور والصحة وأمور الحياة ولكن بذلك يكون قد أخطأ في طريقة حبه لله وحصرها في طلب الأمور الدنيوية فقط، الحب الحقيقي لله هو طلب القرب منه، عندما تصبح قريب من الله يعطيك من فيضه كل خير.
يعلمنا القديس سلوان، من خلال حياته على الأرض، لأنها كانت مليئة بالجهادات والتعب الروحي من صلاة وركعات وصوم وتواضع والهدف أن يعرف الله ويقتني الروح القدس، هو استطاع بمحبته لله الكاملة الغير ناقصة أن يقتني نعمة الروح القدس ويصبح قديساً من قديسي الكنيسة، ونحن في جهادنا على هذه الأرض إن فعلنا كل شيء بدون اقتناء الروح القدس فستذهب حياتنا هباء بلا النتيجة المرجوة أي القداسة.
أشدد عليكم جميعاً أن نتعلم من القديس سلوان السعي الدائم لإقتناء الروح القدس لأننا بدون نعمة الروح القدس نحن لا شيء، أشدد عليكم أن تصلّوا، أشدد عليكم بأنه كلما كثرت خطاياكم أن تعترفوا بها، أشدد عليكم أن تتناولوا متحدين بجسد المسيح ودمه باستمرار، أشدد عليكم أن تصوموا، لماذا؟ هل يُشبعنا هذا العالم؟ لأن كل هذا العالم لا يساوي قشة في قلب إنسانٍ محب، إنما الشبع الحقيقي هو حب الله إن نحن أحببنا بالشكل الصحيح فإننا ننال كل خير وكل صلاح وكل قداسة وهذا الحب يشتعل بمعرفة الله بنعمة الروح القدس بالصلاة والصوم والسهر.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تساعية القديسة تقلا
القديسة تقلا وديرها
صور جديدة للقديسة تقلا
القديسة تقلا
القديسة تقلا


الساعة الآن 03:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024