رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يذكرنا و لا ينسانا من كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث ولأن الله يعرف أضرار النسيان، ويريد إنقاذنا، لذلك وضع أشياء عديدة، بها نصحو ونفيق. فما هي هذه الأمور، التي يعالج الله بها نسياننا...؟ كان الله قد وضع في داخلنا الضمير لكي يذكرنا بطريق البر. إنه يسمي الشريعة الطبيعية، التي بها كتب الله شريعته على قلوبنا. فيوسف الصديق مثلًا، حينما قال: "كيف أفعل هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله!" (تك39: 9) لم تكن أمام يوسف وصية مكتوبة، وإنما كانت في داخله الشريعة غير المكتوبة، الشريعة الطبيعية التي تذكره بأن هذه خطية... ولما بدأ البشر ينسون الشريعة الطبيعية، أعطاهم الله على يد موسى النبي أول شريعة مكتوبة. وأمرنا الله أن نضع هذه الشريعة أمامنا في كل حين، حتى لا ننسي.. فقال: "لتكن هذه الكلمات التى أنا أوصيك بها اليوم على قبلك. وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم. واربطها علامة على يدك. ولتكن عصائب بين عينيك. وأكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك" (تث6: 6 – 9). كل ذلك لكي لا ننسى الوصية وأمرنا أن نلهج بها نهارًا وليلًا. وهكذا قال داود النبي: "لو لم تكن شريعتك هي تلاوتي، لهلكت حينئذ في مذلتي" (مز119. وقل عن الرجل البار في المزمور الأول: "في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا فيكون كشجرة مغروسة على مجاري المياه" (مز1: 2، 3). وقال الرب ليشوع بن نون: " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك. بل تلهج فيه نهارًا وليلًا، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه" ( يش1: 8). ولما رأي الله أن أسفار الشريعة الخمسة قد كثرت على الناس، ساعدهم على تذكرها بأن لخصها لهم في سفر واحد هو سفر التثنية، أو تثنية الاشتراع. وسفر التثنية هذا، كان يأخذه كل ملك، تدون له نسخة لكي يقرأها باستمرار حتى لا ينسي ويخطئ. وهذه الوصايا كانت توزع للقراءة على الناس في الهيكل والمجامع على مدار السنة حتى لا ينسوها. ومازالت الوصايا موزعة علينا نسمعها في الكنائس في كل قداس وكل صلاة طقسية، حتى لا ننسي. ففي كل قداس نستمع إلى قراءات من الإنجيل ومن الرسائل ومن المزامير وفي الصوم الكبير وفي أسبوع البصخة تتلي علينا فصول من العهد القديم. . وفي ليلة سبت النور (ابو غالمسيس) يقرأ سفر الرؤيا وكل تسابيح وصلوات الأنبياء. كل ذلك لكي لا ننسي. ولكي لا ينسى البشر أرسل الله لهم الأنبياء والرسل. بل أرسل لهم الروح القدس قائلًا: "يذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14: 26). ولنفس الغرض أرسل الله الرعاة والوعاظ والمعلمين وكل رتب الكهنوت، لكي يذكروا الناس بكلمة الله حتى لا ينسوها. وسماهم" خدام الكلمة" وقال القديس بولس الرسول عن ذلك: "كأن الله يعظ بنا" (2كو5: 20). وما أجمل قول مار أوغريس: كل فكر يحاربك، ضع أمامك وصية، حينئذ يضعف وتنتصر عليه. إنك بهذا تأخذ قوة من الوصية، وتأخذ معرفة واستناره، فتميز فكر المحاربة وتطرده. وهذه القديس بولس الرسول يعزينا قائلًا: " كلمة الله حية وفعالة، وأمضي من كل سيف ذي حدين" (عب4: 12). ولكي لا ننسي أعطانا الرب وسيلة أخرى هي المواسم والأعياد. فمثلًا لكي لا ننسي صلبه من أجلنا، مع ما يقدمه هذا الصلب من مشاعر مقدسة... وضعت لنا الكنيسة أسبوع الآلام كتذكار سنوي. ووضعت لنا صوم الأربعاء والجمعة كتذكار أسبوعي لنا صلاة الساعة السادسة من النهار كتذكار يومي. كل ذلك حتى لا ننسي الدم الطاهر الذي سفك لأجلنا، فنستحي من الخطية. ولذلك فإن الذي لا يصوم، يمكن أن ينسي. أو الذي يصوم بغير فهم ولا عمق، يمكن أن ينسي. والذي لا يصلي صلوات الساعات، يمكن أن ينسي. وهكذا ما أسهل أن يسقط من لا يمارس هذه الوسائط الروحية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لن ينسانا الله |
هل ينسانا الله يوما |
الروح المعزي يذكرنا يذكرنا بكل تعاليم السيد المسيح |
الله يذكرنا و لا ينسانا |
الله لا ينسانا |