26 - 03 - 2013, 03:29 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الفرح فى الرب
بقلم: الأب بيشوي - كندا
"أفرحوا فى الرب كل حين، وأقول أيضاً أفرحوا" ( في 4/4 )
ما أعظم حياة الفرح، فهى تعبر عن حضور الله الدائم، فقد كانت بشارة الملاك للرعاة بشارة فرح، وفى قيامة الرب فرح التلاميذ. وفرح داود النبى وشعبه أمــام تابوت العهد. فالفرح يعطى حياة للأخرين، والأبتسامة الخارجية تعبر عن السلام الداخلى وبالرغم من ذلك نجد كثيرين يتقدمون لسر التناول، ولهم خدمة فى الكنيسة ولكن لا يعيشون الفرح بل دائماً نراهم بوجه عابس، شاحب، حتى فى وسط الصــلاة وكأن إبليس نزع من حياتهم فرح الرب؛ ونتيجة ضغوط الحياة المتعددة فقد بعض المسيحيين حياة الفرح، بالرغم من أن إلهنا إله فرح وحب، فحضوره يعطى فرح وثقة ومعنى للحياة ورجاء ثابت، ولنا أمثلة عظيمة لمن عاشوا حياة الفرح الداخلى وعَبروا عنه خارجياً نتيجة لحضور الرب فى حياتهم.
أولاً: داود النبي
فى العهد القديم كان تابوت العهد يمثل حضور الله وسط شعبه وكان يشمل لوحى الشريعة، وقسط المن وعصا هارون وكان موجوداً فى جبال يهوذا وفى زمن داود النبى نقل من جبال يهوذا الى أورشليم حيث هيكل الرب، ويذكر الكتاب أثناء مسيرة الشعب الإسرائيلى بقيادة داود كانوا يرقصون أمام التابوت "وكان داود وجميع بنى إسرائيل يرقصون بكل قواهم وينشدون على أنغام القيثارات والرباب والدفوف والجنوك والصنوج" ( 2 صم 5/6 )؛ وكان داود بكل قوته امام الرب وهو مئتزر بأفود من كتان، وأصعد داود وجميع بيت إسرائيل تابوت العهد بالهتاف وصوت البوق ( 2 صم 6/14-15 ).
ثانياً: اليصابات وتابوت العهد الجديد
عند زيارة مريم العذراء لإليصابات، هتفت اليصابات امام تابوت العهد الجديد قائلة: "مباركة انت فى النساء ومبارك ابنك ثمرة بطنك، من انا حتى تجىء إلى أم ربى" ( لو 1/43 ).
ورقص الجنين فى أحشاء اليصابات عندما دخلت مريم حاملة فى أحشائها مسيح الرب "ما أن سمعت سلامك حتى تحرك الجنين من الفرح فى بطنى ( لو 1/44 ).
ثالثاً: التلاميذ الرسل
التلاميذ مجتمعون معاً، خوفاً من اليهود فى ذعر ورعب والأبواب مغلقة، وفى جـو من الحزن والكآبة، وعـدم الطمأنينة، وذلك بعد أحداث الجمعة الحزينة؛ ولكن عندما ظهر الرب لهم منحهم سلامه". ففرح التلاميذ عندما أبصروا الرب" فتحول حزنهم الى فرح وشكهم الى ثقة، وخوفهم الى طمأنينة وسلام، ويأسهم الى رجاء. لأن الرب القائم حاضر فى وسطهم. وهذا ما حدث مع توما الرسول عندما رأى شخص الرب ولمس حضوره بطريقة شخصية حدث تغيير فى حياتة من الشك للأيمان فقد صرخ قائلا "ربى وإلهـى".
حضور الرب دائماً يعطى فرح وسلام ورسالة ويبدد الشك. واليوم الرب حاضراً فى كنيسته كما كان فى الماضى فهو أمس واليوم والى الأبد، فهو حاضر من خلال كلمته واسراره وخدَامه.
ولكن لماذا يعيش بعض المؤمنين حياة حزن وليست فرح، حياة قلق وانقسام قلب وتشتت، حتى أن هذا الداء أصاب بعض خدام الرب وكأنهم موظفون وليسوا خدام، يعيشون بدون فرح فى الخدمة بالرغم من أن القديس بولس كان يعانى من ضغوط كثيرة فى الخدمة.
الآم، أضطهاد، أصوام، عدم تقدير أحد لخدمته أحيانا، لكنه كان فرحاً دائماً.
عزيزى، الفرح هو عطية إلهية عظيمة، العائق الوحيد له هو الخطيئة بكل معناها، فعندما تسود على الانسان، تنزع فرحه وسلامه وتجعله مشتتاً، حتى خادم الرب أيضاً، فلا فرح له فى خدمته وعبادته.
أما الذى يغلب إبليس ويتمتع بحضور الرب فى حياتة يكون دائما فرحاً مبتسما حتى فى عبادته وصلاته يتهلل، وإذا رنم يصفق مع جاعة المؤمنين لأن الله حاضر فى حياتة فلا شىء يمنعه من الفرح، فقد رقص داود أمام تابوت عهد الله، ونحن يجب أن نعبر عن فرحنا فى عبادة الله بهدوء حتى لا نعثر أحدا، وأن نعيش فرحنا بحضور الرب ليس فقط فى الكنيسة إنما خارجـها، من خلال روح الحب، والأنطلاقة، وروح الأبتسامة فى مقابلة الأخرين والتعامل معهم وخدمتهم، وكذلك فى أعمالنا اليومية فنكون سبباً لتمجيد أسم الله .
وأنت كمسيحى يجب أن تفرح لأنه دُعى عليك أسم المسيح، فأنت تابع لملك الملوك ورب الأرباب، خالق وضابط الكل، الألف والياء، البداية والنهاية، أنت ممسوك بيده القوية، ومحمول على الأذرع الأبدية، فأنت فى خطة إلهك وفاديك منذ الاذل، إن نسيت الأم رضيعها لا ينساك. إسمك مرسوم على كفه، ومكتوب فى سفر الحيـاة. لماذا لا تفرح وإلهك قد سبق وأعد كل شىء لخلاصك.
هل إختبرت حياة الفرح فى العبادة والتسبيح، مجرد ذكر إسم يسوع يسبب فرح وسرور.
هل إختبرت حياة الفرح بعد إعتراف وتوبة وغفران خطاياك؟ إنها لحظة فرح وحب وتجديد عندما يرفع الأب الكاهن يده قائلا " لتكن محلولا من كل خطاياك...".
عزيزى إن أردت أن تعيش حياة الفرح بحضور الرب بالرغم من كل الضغوط المحيطة بك، كن شجاعا، القى كل ما ينزع فرحك عنك من إنشغال وهموم وخلافه تحت قدمى المصلوب، وحالا ستشعر بعطية فرح المخلص وقوته.
الأب بيشوي
|