رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا إيماني.. حوار مسلسل في قانون الإيمان (8) 41- وإذا كنا نؤمن بأن المسيح هو: ابن الله فلماذا نقول عنه إنه الوحيد؟ السبت 23 مارس 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة السيد المسيح ابن الله بطبيعته أي إنه بحد ذاته في وحدة كاملة مع الآب. هو وحده ابن الله بالمعني الكامل للعبارة. لقد أوضحنا فيما سبق أن بنوة المسيح جوهرية وليست جسدانية أو تناسلية, وهي بذلك فريدة في نوعها ليس لها نظير في الكون, ولذا نطلق عليه -له المجد- أنه: ابن الله الوحيد. 42 المسيح ابن الله, ونحن أبناء الله... ما الفرق؟ قلنا إن المسيح يسوع هو ابن الله لأننا رأينا فيه الله غير المنظور, وهو ابن الله لأنه في لاهوته من طبيعة الله وجوهره, وليس في لغة البشر غير تعبير الابن للدلالة علي المطابقة التامة بين الله الآب والرب يسوع المسيح. ولهذا السبب قال المسيح له المجد لفيلبس تلميذه: من رآني فقد رأي الآب (يوحنا 14:9). أما نحن فننتسب لله كأبناء كنوع من التكريم منه لنا وفيض من محبته لنا. بعبارة أخري نقول إن البشر يدعون أبناء الله, فقط من أجل محبة الله لهم وعنايته بهم, وهذه المحبة تجتاز الهوة بين الخالق والمخلوق ولكنها لا تزيلها والخلاصة أن: بنوة المسيح بنوة جوهرية أما نحن فبنوتنا تكريمية. بنوة المسيح أزلية أما بنوتنا فهي زمنية. 43- ولماذا نقول عن المسيح إنه: المولود من الآب قبل كل الدهور؟ كما ذكرنا أن المسيح له المجد هو ابن الله, وهذا يعن أنه مولود من الله الآب... ولأن هذه الولادة أزلية فنحن نعبر عن ذلك بقولنا قبل كل الدهور, أي قبل الزمن. فالله الابن كائن في الله الآب منذ الأزل وقبل التجسد ولذا قال السيد المسيح: الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (يوحنا8:58). وللتبسيط نقول: الابن هو عقل الله ولا يمكن أن يكون الله في وقت من غير عقل ثم خلق لنفسه عقلا وبأي عقل خلق لنفسه عقلا. إذا عقل الله موجود في الله منذ الأزل, ليست له بداية. 44 وما المقصود بعبارة: نور من نور, إله حق من إله حق؟ لم يوجد زمن لم يكن موجودا فيه ابن الله. فالنور صادر عن الشمس ولكن لا شمس بدون نور. هكذا كان الابن مولودا من الآب لكن لا آب بدون ابن. ووجود الابن إذا ملازم لوجود الآب. كما أن وجود النور ملازم لوجود الشمس, ووجود الفكر ملازم لوجود العقل. والمقصود من هذه التعابير كلها أن الصفات الإلهية التي للآب كالأزلية والقدرة علي كل شئ والمعرفة التامة والقداسة الكاملة... إلخ. هذه كلها هي للابن أيضا لأن الآب والابن واحد. 45 نقول عن المسيح له المجد إنه: نور من نور هل معناها أن النور خرج من نور آخر, وهل المقصود بأحد النورين هو النور الذي كان في البدء الوارد في أول سفر التكوين؟ طبعا لا... لكن المقصود نور من نور لأن الله نور... طبيعته نور ويسكن في النور. لأن الله ليس مادة وليس جسدا, كله نور خالص. نور من نور تعبير للدلالة علي أنه نور خالص, وكما قال المسيح المسيح أنه من الآب يعني من طبيعة الآب ومن جوهره. وهذا هو معني نور من نور. 46 وكيف نقول عنه إنه: مولود غير مخلوق؟ إن الآباء عندما وضعوا قانون الإيمان استخدموا بكل حرص الكلمات التي تؤكد طبيعة السيد المسيح الذتية ومجدها, فأكدوا أنه: مولود غير مخلوق معترفين بأنه لم يخلق إذ أنه أعلي من مستوي المخلوقات. وأنه موجود بطريقة غير مدركة وغير زمنية من ذات جوهر الآب. لأن: الكلمة كان في البدء (يوحنا1:1). أنه -له المجد- مولود من الآب, أنه موجود في الآب وله طبيعة الآب عينها. فكما أن أي ابن يأخذ عن أبيه الإنسان طبيعته الإنسانية, هكذا ابن الله يستمد من الآب طبيعته الإلهية وإنما بشكل سري لا يمكن إدراكه. إلا أنه هناك ميلاد آخر للسيد المسيح غير ميلاده الأزلي من الآب, ونقصد بذلك ميلاده بالجسد في ملء الزمان من العذراء مريم. إن المخلوق يخرج من العدم إلي الوجود بإرادة الله. أما ابن الله فموجود في الله الآب نفسه, ولذا فهو غير مخلوق لأنه الخالق الأزلي الذي ارتضي أن يكون له ميلاد جسدي من العذراء (غلاطية4:4-5). والخلاصة أن: الله الآب والله الابن هما واحد في الطبيعة الإلهية ولا اختلاف زمني بينهما أنا والآب واحد (يوحنا10:30) هذا من جهة, ومن الجهة الأخري فإن الله الابن ولد في ملء الزمان من العذراء مريم في صورة السيد المسيح دون أن يخلق لأنه هو الخالق نفسه. ويقول القديس أغسطينوس: إن كنا لم نفهم ميلاده الجسدي فكيف نفهم ميلاده الأزلي. لقد حيرنا ميلاده الجسدي. في ميلاده الجسدي ولد من أم بغير أب وفي ميلاده الأزلي ولد من آب بغير أم وكلاهما ميلاد غير مدرك يفوق العقل. |
|