![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() o كيف نعيش هذا المزمور كمسيحيين؟
- إعلان الله في الخليقة: تحمل الخليقة شهادة لله كخالق. يقول القديس بولس: "لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته" (رومية 1: 20). فالخليقة هي الشاهد الأول لله عند البشر، بكونها لغة يفهمها الطفل ويستمتع بها الفيلسوف والعالم. لا توجد قطعة شعرية تحمل دلائل ضد الإلحاد أروع وأفضل مما ورد في هذا المزمور. حتى ليقال أن إلهنا قد أصدر كتابين: كتاب الخليقة فيه نقرأ عن قدرة الخالق ولاهوته؛ وكتاب العهد، الكتاب المقدس، الذي يعرفنا إرادة الله ومشيئته في حياتنا. وفي هذا يقول القديس يوحنا الذهب الفم " ألا تسمع السموات وهي تبعث صوتاً، بينما ينطق النظام العجيب في كل الأمور بأكثر وضوح من بوقٍ؟ ألا ترى ساعات الليل والنهار مترابطة معاً بلا توقف، النظام البديع للشتاء والربيع وغيرهما من فصول السنة كأمر ثابت أكيد، والتزام البحر حدوده رغم دواماته وأمواجه؟ هكذا ترتبط كل الأمور بجمالٍ وإبداع، ربما تصمت السموات، لكن التطلع إليها يثقفنا لا بسماع الإذن وإنما باستخدام العين، فان الأخيرة تقدم معلومات أكثر تأكيدا ودقة من الأولى. - يُعرف الفنان بأعماله: يقول القديس أثناسيوس الرسولي "غالباً ما يُعرف الفنان بأعماله حتى وإن لم يره الشخص، وقد أعطى الله للكون ترتيبه وتدبيره، حتى يمكن للبشر أن يتعرفوا عليه من خلال أعماله ما دام هو بطبعه غير منظور. فالسموات هي الكتاب الذي يمكن للعالم أن يستقي منه معرفة الله". يكشف علم الفلك عن بعض عجائب السموات غير المدركة، لكن القليل الذي نعرفه عن ملايين النجوم والمجموعات الشمسية يكشف عن مجد الله، كما يقدم لنا شعوراً بالفرح إذ خلق الله الكون كله لأجلنا؛ فنحن الخليقة الترابية ننظر نحو السموات، متأملين أعمال الله، ممجدين إياه. إن التناغم الرائع الذي للسموات يعلن عن الحكمة التي تشع في الخليقة وتبرز عظمة مجد الله من خلال الأمور المنظورة. - إعلان الله في شريعة العهد الجديد:: "فإننا نعلم أن الناموس روحي" (رومية 7: 14) كلمة الله ترد النفس وتشير إلى طريق الخلاص وتكشف عن الخطيئة ، وتهب المؤمنين البسطاء نعمة مجانية وحكمة. "وإنك منذ الطفولة تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تجعلك حكيماً للخلاص" (1تيموثاوس 3: 15). إن كنا قد فسدنا بالخطية فان ناموس الرب بلا عيب، يحمل النفس الفاسدة إلى الخلاص، فتصير هي أيضا بلا عيب. - يختبر المسيحي حضور الله بطريقة شخصية: الإنسان عامة وشعب إسرائيل خاصة، والمسيحي بصفة أخص، يعرف الله ويختبر حضوره بطريقة شخصية، وهو الخليقة التي تنطق وتنشد نشيداً خاصاً نشيد العهد الجديد. لا تعرف الخليقة عن الله سوى وجوده، فحتى وإن قدمت تسبيحاً عظيماً، يمجد خالقها ويتردّد صداه من يوم إلى يوم، لكن كي لا يبقى الله ذاك الذي يستقبل ويسمع فقط، بل يتجاوب ويدخل في حوار، ولينتقل الإنسان إلى مستوى المسؤولية فلا يَعود مجرد متفرج يبدي الدهشة والإعجاب بنشيد غيره من الخلائق، جعله شريكاً معه بالشريعة والعهد، ثم بالتجسد والفداء فصار الاتحاد معه بابنه ممكناً فخرجت من قلبه وفمه لغة تسبيح ينفرد بها وحده عن سائر الكائنات، إنه نشيد العهد الجديد الذي أتمه يسوع الفادي على الصليب من أجله فخلصه من عبودية إبليس. بهذا النشيد الجديد، نشيد البنوة، يعطي الله الإنسان محبة أبدية، لهذا فأبناء الكنيسة ينشدون نعمة العهد الجديد ويترنمون بالفداء والخلاص وتعلو تسبحتهم، ولا غرو أنها عزيزة في عيني الرب عذبة في أدنه. تشهد الكنيسة للإنجيل في حياتها اليومية: بحياتها لا بالكلام، إذ يسكن كلمة الله في حياتها الداخلية بالصمت، فتنطق بالخدمة والتكريس والحياة المقدسة في المسيح. يقول العلامة ترتليانوس: "لديكم نبوة عن عمل الرسل في كل الأرض خرج منطقهم والى أقطار المسكونة بلغت كلماتهم"، بمعنى أن كلماتهم التي حوت الشريعة، قد انتشرت". ويقول أثناسيوس الإسكندري "بينما في تلك الأيام كان يُكرز بالناموس من دان إلى بئر سبع، الآن "في كل الأرض خرج منطقهم" (رومية 10: 18؛ مز 19: 3)، وعَبَدَت الأمم المسيح، وبه عرفوا الآب. لقد بلغ صوت الرسل إلى كل الأرض، لقد سُمع عنه في كل أقطار العالم. إذ يقول داود في المزامير: "تعالوا إلى الله يا مدن الأمم قدموا للرب مجداً وكرامة، قدموا لله ذبائح لاسمه، خذوا ذبائح وادخلوا إلى دياره". يمجد المسيحي والكنيسة الله نهاراً وليلا، بجهاده في الحياة نهاراً، والإشادة بنعمته وبالتأمل في أسراره في كل حين وبحياة التكريس وإن كان العمل والتأمل يمثلان حياة واحدة متكاملة. نحن نؤمن أنه بالإيمان الحيّ يتمجد الله في حياة أبناءه. |
||||
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المزمور التاسع - الكلمات والأفكار المحورية (مفتاح المزمور) |
المزمور التاسع - مناسبة المزمور |
من المزمور التاسع |
المزمور التاسع |
المزمور التاسع عشر |