20 - 03 - 2013, 08:21 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المزمور الحادي والعشرون: الاتكال على الربّ
رابعا: تطبيق المزمور:
« كيف عاش الرب يسوع هذا المزمور: الملك الذي ينشده هذا المزمور هو الرب يسوع المسيح. فهو وحده كان قريباً من الله الآب (لوقا 10: 21؛ 15: 11) ودفعته قوى الشر إلى الموت (رومية 6: 9)، فانتصر عليها وقام بالمجد والبهاء (عبرانيين 2: 9) وظهر عمل الخلاص في حياته بالقيامة، فنالت الشعوب كلها البركة على يديه. (غلاطية 3: 14). - المسيح الملك: انه ليس مجرد ملك، لكنه "الملك"، تجلى ملكه منذ البشارة به " يملك على بيت داود إلى الأبد ولا يكون لملكه انقضاء" (لوقا 1: 33 )، وشعر به المجوس " أين هو المولود ملك اليهود... فجئنا لنسجد له " ( متى 2:2 )، وأكده الرسل فيليبس ونثنائيل "أنت يا معلم ابن الله أنت ملك إسرائيل"(يوحنا 1: 49)، بل وأيده هو بذاته أمام بيلاطس البنطي (يوحنا 18: 23-27).وتجلّى مُلكه على الصليب كما تجلى يوم القيامة، لذا يُصلّى هذا المزمور تسبيحاً للقيامة، بكونه يتغنى بقوة الملك الغالب الموت، واهب الفرح والتهليل لكل المتمتعين بحياته المُقامة، الذين معه يرددون : "هللويا، الملكُ لربنا الإله القدير". - وهو كملك أبدي كفيل بأن يشرك أحباءه في ملكه، فيجلسون كالرسل على اثني عشر كرسياً،"فقال له يسوع الحق أقول لكم إنكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل ألاثني عشر(متى 19: 28)ويرافقون الحمل أينما ذهب، معبّرين عن فرحهم وبهجتهم. "لان الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم و يقتادهم إلى ينابيع ماء حية و يمسح الله كل دمعة من عيونهم (رؤيا 7 : 17)، فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض الذين ليست أسماؤهم مكتوبة منذ تأسيس العالم في سفر حياة الخروف الذي ذبح (رؤيا 13 : 8). - ارتفع المسيح على الصليب كعرش له: كانت انتصارات داود ظلا لانتصارات ابن داود التي تحققت بالصليب. يقول الكتاب "الذي من أجل السرور الموضوع أمامهاحتمل الصليب مستهيناً بالخزي، فجلس عن يمين عرش الله" (عبرانيين 12: 2). كنائب عنا، تألم وصُلب لأجلنا؛ فيه قمنا وبه ارتفعنا إلى السموات (أفسس 3: 6)، لهذا يتهلل السيد المسيح نفسه بخلاص الآب الذي تم فيه بالفداء...إذ "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16). لذا عندما نقول: "يا رب بقوتك يفرح الملك، وبخلاصك يتهلل جداً" نفرح نحن أيضاً إذ نصير ملوكاً بالشركة معه في صلبه، "فإن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً ورثة الله وارثون مع المسيح إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه (رومية 8 : 17)، لان ما يسر الملك (المسيح) يُفرّحنا نحن أيضاً""سمعتم إني قلت لكم أنا اذهب ثم آتي إليكم لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون (يوحنا 14: 28) لذلك يمكن القول أن هذا المزمور هو نشيد الملك في البستان حيث يدخل معركة الصليب "يوم الشدة"، مُقدّماً حياته ذبيحة محرقة، وقد استجاب الآب طلبته وشفاعته عن جميع مؤمنيه. فقد قبل المسيح آلام الصليب، ليقيم مملكته في القلوب وداخل النفوس. - وتشاوروا مشورة لم يستطيعوا إقامتها": حاول أعداء المسيح الملك من أصحاب السلطة والنفوذ المملئون دهاءً وشراً، أن يدبروا بالخبث مكائدهم ضده وضد مملكته، فصلبوه معلقين إياه على خشبة مكتوب عليها "يسوع الناصري ملك اليهود" (يوحنا 19:19 ) ظناً منهم أنهم قد قضوا نهائياً على الصديق وعلى مملكته، لكنهم فشلوا إذ "لم يستطيعوا إقامة مشورتهم"، أي تحقيق ما كانوا يهدفون إليه منها؛ فقد أقامه الله ناقضا الموت، فصاروا مع نسلهم الشرير كالأفعى تحمل سمّاً لكن رأسها مهشم، وكالأسد يزأر لكنه أسير!. - مشورة لم يستطيعوا إقامتها: يطبق الأب قيصريوس أسقف أرل هذهالنبوءة أيضا على زعم الجنود بمشورة من الرؤساء الأشرار أن التلاميذ جاءوا ليلا وسرقوا جسد السيد المسيح وهم نائمون، ويقول "لأنهم لو كانوا مستيقظين لحرسوا القبر، ولكن إن كانوا نائمين فكيف علموا بما حدث؟ إنهم لا يدرون أنهم بقولهم هذا أكدَّوا القيامة وهم لا يدرون؟". - "حياة سألك فأعطيته": تنطبق بالكمال والتمام على المسيح يسوع وعلى قيامته من بين الأموات والتي انْجلَت في كلماته: "أيها الآب مَجِدّ ابنك" (يوحنا 14: 7)، وقد أعطاه الآب السماوي الحياة كاملة أبدية ووهبها هو بدوره لكنيسته." أنا معكم إلى انقضاء الدهر" (متى 28 :20 )، ويقول عنها القديس أُغسطينوس: " أي تلك السنين التي تعيشها الكنيسة في العالم الآن، وستبقى فيما بعد إلى الدهر الذي بلا نهاية". ولقد أعلن المسيح شهوة قلبه الداخلية بالصلاة المسموعة، بالكلمات وأيضاً بالآلام. وتحققت ولا تزال تتحقق في كنيسته إلى أن يتم جهاد كل المختارين وينعموا بشركة الميراث معه. - اشتهي المسيح أن يأكل الفصح (لوقا 22: 15)، وان يبذل حياته ليضعها بإرادته ويأخذها أيضا بإرادته (يوحنا 10: 18)، وقد تحققت شهوته. - يقول القديس أُغسطينوس: "يبدأ المرتل بشهوة القلب ثم يُكمل بسؤال الشفتين، لأن شهوة القلب تسبق سؤال الشفتين ويَلزم أن تتفق معه، ليعمل الداخل والخارج حسب إرادة الله... عندئذ نجد استجابة الله السريعة للقلب كما للفم. لقد صلى مسيحنا بشفتيه: "مَجِدّ ابنك فيُمجِدك ابنك أيضاً" (يوحنا 17: 1)، وجاءت كلماته تتفق مع شهوة قلبه، وقد أستجيب". |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور كل يوم / المزمور الحادى والعشرون |
الاتكال على الربّ المزمور الحادي والعشرون |
الربّ إله العهد المزمور الحادي والثلاثون |
المزمور الحادي والعشرون |
المزمور المائة و الحادي والعشرون |