رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
آية وقول وحكمة ليوم 18/3 أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى آية للتأمل { إِنِّي رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي الَّذِينَ فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ وَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ. } (أع 7 : 34) قول لقديس.. ( يعلّمنا النور ما ينبغي علينا أن نفعله حتى نقف داخل أشعّة النور الحقيقي. فإنّه لا يمكن للأقدام المنتعلة بنعلين جلديين أن تصعد إلى ذلك العلوّ الذي فيه يُرى نور الحق. لهذا وجب خلع أغطية الجلد الميّتة والأرضيّة عن النفس، هذه التي التحفت بها طبيعتنا في البداية عندما وُجدنا عراة بسبب عصياننا للإرادة الإلهيَّة. عندما نفعل هذا تثمر معرفة الحق وتعلن عن ذاتها فينا) القدّيس غريغوريوس النيسي حكمة للحياة .. + لا يقف انسان في وجهك كل ايام حياتك كما كنت مع موسى اكون معك لا اهملك ولا اتركك (يش 1 : 5) No man shall be able to stand before you all the days of your life; as I was with Moses so I will be with you. I will not leave you nor forsake you. Jos 1:5 من صلوات الاباء.. " ايها الرب الاله الذى أحبنا وقد كلمنا بالاباء والانبياء بطرق شتى وفى ملء الزمان جاء الينا متجسدا وبذل ذاته عنا خلاصا وقام ليقيمنا من موت الخطية ويحيينا حياة ابدية، نحن عرفاناً لمحبتك لنا نشهد لخلاصك ونقدم حبنا للجميع ونصلى حتى من اجل أعدائنا مقتدين بمسيحنا القدوس وعملا بوصاياه فقد احبنا وصالحنا ونحن اعداء. اننا نصلى ان تهبنا نعمة من روحك القدوس ومقدرة للغفران للمسيئين الينا وقوة وإيمان وسلام لنشهد لك للنفس الاخير، أمين " من الشعر والادب "قوة استفانوس " للأب أفرايم الأنبا بيشوى من ادى القوة لاستفانوس؟ يبشر ويشهد لاسمه القدوس وكلام الله في قلبه يبقى مغروس ويغفر لمضطهدية صغار النفوس وهما ليهم الشيطان كان بيسوس الرب بنفسه منتظر نفسه كعروس خلاه بعز على الشيطان يدوس روحه بسلام تنطلق الى الفردوس قراءة مختارة ليوم الاثنين الموافق 18/3 أع 23:27- 60 ظهور الله لموسي النبى فى البرية. سكنى الله مع شعبة . شهادة حق واستشهاد مجيد. وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً خَطَرَ عَلَى بَالِهِ أَنْ يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَإِذْ رَأَى وَاحِداً مَظْلُوماً حَامَى عَنْهُ وَأَنْصَفَ الْمَغْلُوبَ إِذْ قَتَلَ الْمِصْرِيَّ. فَظَنَّ أَنَّ إِخْوَتَهُ يَفْهَمُونَ أَنَّ اللهَ عَلَى يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا. وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي ظَهَرَ لَهُمْ وَهُمْ يَتَخَاصَمُونَ فَسَاقَهُمْ إِلَى السَّلاَمَةِ قَائِلاً: أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْتُمْ إِخْوَةٌ. لِمَاذَا تَظْلِمُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ فَالَّذِي كَانَ يَظْلِمُ قَرِيبَهُ دَفَعَهُ قَائِلاً: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً عَلَيْنَا؟ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ أَمْسَ الْمِصْرِيَّ؟ فَهَرَبَ مُوسَى بِسَبَبِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَصَارَ غَرِيباً فِي أَرْضِ مَدْيَانَ حَيْثُ وَلَدَ ابْنَيْنِ.«وَلَمَّا كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ جَبَلِ سِينَاءَ فِي لَهِيبِ نَارِ عُلَّيْقَةٍ. فَلَمَّا رَأَى مُوسَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ مِنَ الْمَنْظَرِ. وَفِيمَا هُوَ يَتَقَدَّمُ لِيَتَطَلَّعَ صَارَ إِلَيْهِ صَوْتُ الرَّبِّ: أَنَا إِلَهُ آبَائِكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. فَارْتَعَدَ مُوسَى وَلَمْ يَجْسُرْ أَنْ يَتَطَلَّعَ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: اخْلَعْ نَعْلَ رِجْلَيْكَ لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ. إِنِّي رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي الَّذِينَ فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ وَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ. فَهَلُمَّ الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَى مِصْرَ. «هَذَا مُوسَى الَّذِي أَنْكَرُوهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً؟ هَذَا أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيساً وَفَادِياً بِيَدِ الْمَلاَكِ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي الْعُلَّيْقَةِ. هَذَا أَخْرَجَهُمْ صَانِعاً عَجَائِبَ وَآيَاتٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ وَفِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً. «هَذَا هُوَ مُوسَى الَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: نَبِيّاً مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ. هَذَا هُوَ الَّذِي كَانَ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْبَرِّيَّةِ مَعَ الْمَلاَكِ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ وَمَعَ آبَائِنَا. الَّذِي قَبِلَ أَقْوَالاً حَيَّةً لِيُعْطِيَنَا إِيَّاهَا. الَّذِي لَمْ يَشَأْ آبَاؤُنَا أَنْ يَكُونُوا طَائِعِينَ لَهُ بَلْ دَفَعُوهُ وَرَجَعُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مِصْرَ قَائِلِينَ لِهَارُونَ: اعْمَلْ لَنَا آلِهَةً تَتَقَدَّمُ أَمَامَنَا لأَنَّ هَذَا مُوسَى الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ! فَعَمِلُوا عِجْلاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَأَصْعَدُوا ذَبِيحَةً لِلصَّنَمِ وَفَرِحُوا بِأَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ. فَرَجَعَ اللهُ وَأَسْلَمَهُمْ لِيَعْبُدُوا جُنْدَ السَّمَاءِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ الأَنْبِيَاءِ: هَلْ قَرَّبْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَقَرَابِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْبَرِّيَّةِ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ بَلْ حَمَلْتُمْ خَيْمَةَ مُولُوكَ وَنَجْمَ إِلَهِكُمْ رَمْفَانَ التَّمَاثِيلَ الَّتِي صَنَعْتُمُوهَا لِتَسْجُدُوا لَهَا. فَأَنْقُلُكُمْ إِلَى مَا وَرَاءَ بَابِلَ. «وَأَمَّا خَيْمَةُ الشَّهَادَةِ فَكَانَتْ مَعَ آبَائِنَا فِي الْبَرِّيَّةِ كَمَا أَمَرَ الَّذِي كَلَّمَ مُوسَى أَنْ يَعْمَلَهَا عَلَى الْمِثَالِ الَّذِي كَانَ قَدْ رَآهُ الَّتِي أَدْخَلَهَا أَيْضاً آبَاؤُنَا إِذْ تَخَلَّفُوا عَلَيْهَا مَعَ يَشُوعَ فِي مُلْكِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ اللهُ مِنْ وَجْهِ آبَائِنَا إِلَى أَيَّامِ دَاوُد الَّذِي وَجَدَ نِعْمَةً أَمَامَ اللهِ وَالْتَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكَناً لِإِلَهِ يَعْقُوبَ. وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى لَهُ بَيْتاً. لَكِنَّ الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَاتِ الأَيَادِي كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ: السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي ؟ يَقُولُ الرَّبُّ وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟ «يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ أَنْتُمْ دَائِماً تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذَلِكَ أَنْتُمْ! أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ ؟ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ». فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ. وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَرَأَى مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ». فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. وَالشُّهُودُ خَلَعُوا ثِيَابَهُمْ عِنْدَ رِجْلَيْ شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ. فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي». ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ». وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ. تأمل.. + ظهور الله لموسي النبى فى البرية .. شبّ موسى مقتدرًا في الكلام والعمل، وظن أن بقدراته ومواهبه يستطيع أن يفتقد اخوته في مذلتهم. ويرى البعض إن فرعون طلب أن يقتل موسى ليس لمجرد قتله لمواطن مصرى، فقد ظن فرعون أن موسى قد بدأ حركة تنظيم سري لحساب العبرانيين. ثم ظهر في اليوم التالي (خر 2: 13) فجأة وبطريقة غير متوقعة لإثنين عبرانيين يتخاصمان، وقد حثهما على المصالحة وإيجاد سلام بينهما. وجه حديثه نحو الشخص المخطئ مؤكدا أن الذي يصارع ضده هو أخوه. وإذ طلب موسى من الظالم أن يضع في اعتباره أخوة أخيه له رفض المصالحة، بل وهدد موسى، فإنه ما أصعب على المخطئ الجاهل أن يراجع نفسه في هدوء ويعترف بخطأه. هذا ما دفع الله نفسه أن يبادر بالحب ويتمم الخلاص ببذل ابنه الوحيد لعل الخطاة يتلامسوا مع الحب الإلهي. فإنهم من جانبهم لا يطلبون المصالحة مع الله. فهرب موسى في أرض مديان، هناك تزوج صفورة ابنة يثرون هناك ظهر له الله على شكل نارٍ متقدة في عليقه، ينزل ليقود شعبه إنها قصة التجسد الإلهي حيث تحمل العذراء مريم في أحشائها جمر اللاهوت، ويقود السيد المسيح البشرية إلى كنعان السماوية، محررًا إياهم من عبودية إبليس. فظهور الله لمؤمنيه غير مرتبطٍ بأورشليم؛ ظهر لإبراهيم فيما بين النهرين، وظهر لموسى النبي على جبل سيناء. تقدست الأرض بحلول الله، ليس في هيكل سليمان ولا في قدس الأقداس، وإنما على جبل سيناء. وما أدهش موسى النبي هو منظر العليقة التي بها لهيب نار ولم تحترق. إنه منظر عجيب يحمل صورة حية لكلمة الله المتجسد كما يمثل هذا المنظر كنيسة الله وسط نار الاضطهاد ولا يحترق، لأن الله نفسه أرسل لهم موسى كرمز للسيد المسيح، المخلص. وكما ان العليقة لم تحترق رغم النيران هكذا تظل الكنيسة وسط نيران الضيقات التي تعجز عن أن تحرقها. تحدث الله مع موسى النبي معلنًا: {أنا إله آبائك، إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب}. امره ان يخلع نعليه اشارة الى التخلي عن محبة الأمور الزمنية الميتة، لأن الأحذية كانت تصنع من جلود الحيوانات بعد ذبحها، وخلع محبة الظهور، لأن الجلد يُستخدم في الطبول التي تعطي أصواتًا عالية بلا عمل إشارة إلى حب المظاهر. موسى النبي القائد العظيم الذي خلّص الشعب قديما من عبوديّة فرعون لينطلق بهم إلى البرّيّة حتى يرثوا أرض الموعد كان وراء حبه لشعبه حب اللَّه نفسه الذي نزل بنفسه إليهم إذ رأى وسمع، رأى مشقّتهم، وسمع أنينهم، أمّا موسى فهو مُرسل كأداة في يد اللَّه: {فهلمّ الآن أرسلك إلى مصر} الذي أرسله وهبه نصرت متوالية ونجاحًا في تحقيق رسالته.أرسله الله إلى مصر، ليصارع فرعون، لا بقدراته وقوته، وإنما بعمل الله فيه. أرسله بعد أن عانى الشعب المشقة، وارتفع أنينهم إلى السماء، حتى يخرج بهم إلى البرية ليعيشوا قرابة أربعين سنة، فيفنى الجيل الذي حمل عبادة الاوثان مصر في قلبه، ويدخل بجيلٍ جديدٍ إلى ارض الموعد. لقد كرم اللَّه موسى إذ أرسله، وقد جاءت المقاومة المستمرّة والخطيرة من جانب آبائهم، الذين رفضوا رئاسته وحكمه كقاضٍ عليهم. في قسوة قلب وغلاظة رقبة كانوا دائمي التذمّر عليه، بل وحاولوا قتله أكثر من مرّة. فالقدّيس استفانوس لا يجدّف على موسى، بل يكرمه ويعجب منه كيف احتمل مقاومة شعبه له، دون أن يتخلّى عنهم أو يقاومهم. وما فعله آباؤهم بموسى النبي فعله الرؤساء بيسوع المسيح. لقد أنكروا العليقة المتقدة نارًا، ورفضوا قيادة موسى وعمله كقاضٍ وفادٍ من عبودية فرعون. الآن يرفض الصليب المشرق بنوره، ويجحدون تجسد الكلمة الإلهي، ولا يقبلون يسوع ملكًا وفاديًا لنفوسهم. أن موسى نفسه الذي يفتخرون به ويثقون الآن فيه قد وعد بمجيء المسيح (تث 18: 15؛ 18)، فيلزمهم الاستماع له وطاعته بقبول من تنبأ عنه. لقد أعلن السيد المسيح نفسه أنهم إن كانوا يؤمنون بموسى يلزمهم أن يؤمنوا به (يو 5: 46). كما تكلم عن جوهر الكنيسة التي تقوم على حضرة الله مع شعبه وغاية الاجتماع الكنسي، فهو التمتع بأقوال الله الحية. كما تمتع الشعب في البرية بأقوال الله أو الشريعة الموسوية التي تسلمها موسى خلال خدمة الملائكة لكنهم لم يطيعوا موسى النبى ورجعوا إلى مصر بقلوبهم. {قائلين لهرون: اعمل لنا آلهة تتقدَّم أمامنا}(أع 39:7-40). كما يحدث مع البعض نفس الأمر في سلوكهم فالبعض بعدما يترك هذا العالم يعود مرة أخرى إلى شهواته الأولي، متحولاً إلى ميوله السابقة الكائنة في قلبه، صانعًا ما صنعه أولئك. وفي أيام موسى صنع الشعب عجلاً من ذهب ليعبدوه ويقدموا ذبيحة للصنم بفرح، وفي أيام السيد المسيح طلبوا قيصر ملكًا، ورفضوا مملكة المسيح الروحية. وإذ بلغوا أقصى حدود التمرد حيث فضلوا العبادة للأوثان عن عبادة الله الحي، أعطاهم سؤل قلوبهم، فنقلهم بالسبي إلى بابل، حيث العبادة الوثنية التي طالما ارتدوا إليها. سلمهم الله لفكر قلوبهم (عا 5: 25-27). + سكنى الله مع شعبة .. لكي يحفظ الله شعبه من عبادة الأوثان أظهر لموسى المثال السماوي الذي بناء عليه يصنع خيمة الاجتماع التي كان فيها تابوت العهد، تُحمل الخيمة في مسيرة الشعب في البرية، وتُنصب أينما حلوا، علامة الحضرة الإلهية (خر 25: 9، 40؛ 26: 30؛ 27: 8). وقد أحضر الآباء خيمة الاجتماع معهم تحت قيادة يشوع بن نون. لقد صنع موسى خيمة الاجتماع، سرّ قوتها إنها "على المثال الذي كان قد رآه"، أي تحمل ظل السماويات. رأى موسى ما هو غير مصنوع بأيدٍ بشرية، وقدم ظلاً لذلك على الأرض، لكي يختبر المؤمنون ظل السماويات. ثم بنى سليمان الهيكل كمسكن لله بينهم لكن الله لا يحد نفسه بهذا الهيكل المصنوع بالأيادي. إنه ليس في حاجة إليه، فعرشه هو السماء، فمع تقدير القديس استفانوس للهيكل في أورشليم، لكن ما يشغل قلب الله أن يقبل جميع الأمم الإيمان الحي، فلا يحد العبادة بمدينة أورشليم وبهيكل سليمان. وإنما فوق الكل يسكن الله في النفس التي خُلقت على صورة الله، وتشكّلت بيد الخالق نفسه. لذلك يقول القديس بولس {هيكل الله مقدس، الذي أنتم هو} (كو 3: 17). فإن كان الله في تنازله سمح بإقامة خيمة الاجتماع، ثم ببناء الهيكل، فإن راحته ليس في موضع معين، بل في حضوره وسط شعبه، الذي يحمل شعبه إلى العلى، ويرتفع بهم إلى ما فوق الحرف والمادة ليتمتعوا بالروح والسماء. فإن القديس استفانوس من هذا المنطلق يتهم المتعبدين في الهيكل في حرفيةٍ بغير روحٍ أنهم قساة الرقاب وغير مختوني القلوب والآذان؛ إذ يقاومون الروح القدس، ويضطهدون القدوس، متشبهين بآبائهم المتمردين. فان كان الختان هو العلامة التي تميز اليهودي الذي يخضع لسلطان الناموس من أجل تمتعه بالوعد الإلهي. لكنه إشارة إلى النقاوة الداخلية ورفض كل دنس أو رجاسة. عدم ختان القلب يشير إلى رفض الإنسان الخضوع الداخلي للناموس وعدم اكتراثه بالتمتع بالوعود الإلهية. طالبهم الرب بختان القلب والأذن (تث 10: 16؛ إر 4: 4؛ 9: 26). فأغلف القلب أو الأذنين هو ذاك الذي لا يتمتع بالعهد مع الله. وغير المختونين بالآذان تعني عدم رغبة الإنسان إلى الاستماع لصوت الله. إذ لمس القديس استفانوس عدم اكتراث الرؤساء بالحقائق الكتابية، وانحصار فكرهم في أمرٍ واحدٍ، وهو الخلاص من اسم يسوع، وتبرئة أنفسهم في قرارهم بصلب يسوع، تحول من الدفاع إلى الهجوم، فكشف لهم أن السنهدرين الذي حكم على السيد المسيح بالصلب يحمل نفس روح التمرد اذي كان في الشعب منذ خروجه من مصر. + شهادة حق واستشهاد مجيد... إذ أتهمهم القديس استفانوس بالتجديف لم يستطيعوا أن يجيبوه، لأن حديثه كله كتابي. لم يستطيعوا أن يضبطوا حقدهم وثورتهم، فأصروا بأسنانهم عليه، حملوا له كل مرارة. ولم يشغلهم وجهه المشرق كوجه ملاكٍ، لكنهم حسبوا خطابه هجومًا على الديانة اليهودية منذ بدء نشأتها، إذ حسب آباءهم قتلة الأنبياء، وتحدث عن الهيكل أن الله لا يسكن في بيت مصنوع بأيدٍ بشريةٍ، حسبوا هذا أقسى أنواع الإهانات، إذ يسيء إلى الهيكل أعظم فخر للأمة كلها، لذا سدوا آذانهم، وحنقوا بقلوبهم، وصروا بأسنانهم، حيث وجب رجمه قبل أن تصدر المحكمة بالحكم. فقد اندفع الكل في غيرة بشرية للتنفيذ، وانقضوا عليه، حاسبين أنه لا يوجد وقت لإصدار الحكم عليه.{وأمّا هو فشخص إلى السماء،وهو ممتلئ من الروح القدس،فرأى مجد اللَّه، ويسوع قائمًا عن يمين اللَّه} لماذا رفع عينيه نحو السماء؟ حتمًا إذ أصروا بأسنانهم، وظهرت عليهم نية القتل، سحب الرب قلبه كما نظره نحو المجد السماوي. الضيق هو المجال الخصب الذي فيه يطمئن الله على المؤمن ليعاين رؤى وأمجاد سماوية دون أن يسقط في كبرياء أو اعتداد بالذات. { فقال: ها أنا انظر السماوات مفتوحة،وابن الإنسان قائمًا عن يمين اللَّه} رفع استفانوس عينيه إلى السماء لينظر السموات مفتوحة، وابن الإنسان قائما عن يمين الله. فمن يفتح قلبه بالحب العملي الباذل من أجل إيمانه بمسيحه المحبوب، يجد أبواب السماء مفتوحة له، وابن الإنسان مشغولاً به. لقد صاحوا بصوتٍ عظيم لكي يطغوا على صوته متهمين اياه بالتجديف {وأخرجوه خارج المدينة ورجموه، والشهود خلعوا ثيابهم عند رجليّ شاب يقال له شاول} وتحوّل المجمع من محكمة عليا للعدالة تصدر الحكم بعد المداولة إلى هيئة تنفيذية للرجم دون صدور حكم رسمي به ودون الالتجاء إلى الحاكم الروماني، إذ قالوا لبيلاطس أثناء محاكمة يسوع المسيح: {لا يجوز لنا أن نقتل أحدًا} (يو 8: 31) وخلع الشهود ثيابهم، ووضعوها عند رجلي شاول الطرسوسى لكي يلقوا بأول حجرٍ على الشخص إثباتا أنهم مسئولون عن صدق شهادتهم. وقد تم ذلك عند رجلي شاول الذي دخل في حوار مع القديس استفانوس مرات ومرات بكونه أحد أعضاء مجمع الكيليكيين {فكانوا يرجمون إستفانوس وهو يدعو ويقول: أيها الرب يسوع اقبل روحي} القديس استفانوس الممتلئ بالروح القدس حياته شهادة وموته استشهاد عجيب وشهاده صادقة لمحبة لمخلصه وغفرانه لراجميه وإن كان لم يخدم لسنوات، وإنما لأشهر قليلة أو أسابيع معدودة، لكنه عاش رجل صلاة حتى في لحظات رجمه، فجاء ثمر الروح فيه متكاثرا، ويكفي انه باستشهاده سحب قلب شاول الطرسوسى للبحث عن الحق.{ثم جثا على ركبتيه،وصرخ بصوت عظيم:يا رب لا تُقم لهم هذه الخطية.وإذ قال هذا رقد} ختم القديس استفانوس حياته بصلاة وداعية فائقة، إذ قدم شفاعة لدي الله من أجل مضطهديه. رقد استفانوس شهيد المسيحية الاول في ليل هذا العالم ليستيقظ على نور نهار الله الذي يمسح كل دمعةٍ، ويدخل به إلى فرح سيده ويشارك السمائيين تهليلهم وبهجتهم. لقد اختار القديس استفانوس حتى في لحظات رجمه أن يركع ليصلي. لذا جثا على ركبتيه غير متطلع إلى الحجارة التي تنهال عليه بل إلى خلاص مضطهديه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آية وقول وحكمة ليوم 8/7 |
آية وقول وحكمة ليوم 7/21 |
آية وقول وحكمة ليوم 7/20 |
آية وقول وحكمة ليوم 7 / 12 |
آية وقول وحكمة ليوم 6 /12 |