13 - 03 - 2013, 07:46 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: همسات الروح تأمل في سفر المزامير المزمور الثاني عشر
خامساً: خاتمة:
يدخلنا هذا المزمور الجميل إلى مقارنة بين كلمة الله وكلمات البشر، ونخلص منه إلى اعتقاد أكيد وإيمان وثيق بان الفرق شاسع وبأننا يجب أن نتمسك فقط وفي كل حين بكلمة الرب مهما كلفنا ذلك من آلام. أجل، إن إيمان الكنيسة يدعو المسيحي ، كي يتعلّق بكلمة الله التي فعلت في البدء وما زالت تفعل بكل قوّة. هذه الكلمة تأنّست في شخص يسوع المسيح فحملت لنا قدرة الله، وثقة ما بعدها ثقة، ووهبتنا وعدًا بالحياة لا يخيب.. لذا يطلب المؤمن المساعدة، ويصرخ ملتمسًا العون... وكلمة الله وحدها يقدمها الرب ويحفظها لنا، قادرة أن تقودنا إلى الخلاص وتعزينا وتدخل السلام إلى نفوسنا ككلمة صادقة وشفّافة، كفضة لا زغل فيها. ومهما صارت الفضيلة أمراً مضنياً فيجب أن نتمسك بها، ومهما ازدادت صعوباتها لاسيما حين يعيش المسيحي وحيداً وسط عدد قليل من الأخوة؛ كلما وجدنا في جماعة الاخوة المتمثلة في الكنيسة أقوى تشجيع، ومن خلالها نتعلم معنى مسئولينا عن الآخر. إن ما يجعل الآباء جديرين بكل مديح، ليس أنهم ساروا دومًا في طريق الفضيلة، بل لأنهم مشوا فيها وحدهم ساعة لم يُرَ على الأرض بذار فضيلة، ولم يوجد انسان يتبع الفرائض (الالهيّة). هذا ما يعبّر عنه الكتاب حين يقول: "كان نوح بارًا وكاملاً وسط رجال عصره" (تكوين 6: 9). لهذا، نحن نُعجب بابراهيم ولوط وموسى، لأنهم عاشوا كالنجوم المضيئة وسط ليل عميق، وكالورد بين الأشواك، والزهر بين العوسج، وعانوا كخراف وسط الذئاب، بما أنهم اتبعوا طريقًا تعارض طرق الآخرين، وتبنوا أسلوباً يخالف أساليبهم. فإذا كان من الصعب أن نقاوم العدد الكبير... إذا كان من الصعب أن نوجّه السفينة ضد عنف الرياح والأمواج... ومن المستحب عدم الوقوف امام التيار او في وحه القطار كما نقول في لغتنا الدارجة؛ فكم هو صعب ممارسة الفضيلة حين نكون وحدنا ضدّ الجميع. لهذا يتوسّل داود الذي تجرّأ وحده فظل أمينًا: "خلّصني يا رب". وختاماً فالكلام الشرير أكثر الشرور تدميرًا لنفس الإنسان وللشركة الأسرية وللكنيسة. قد يبدو هذا الأمر تافهاً، وأنه لا وجه للمقارنة بينه وبين باقي خطايا الشهوات الجسدية السلوكية وجرائم العنف من قتل واستعباد وسرقة. هذه المعصية التي تبدو هينة تنخر في إنساننا الداخلي، وعائلاتنا والكنيسة، وهكذا تقدر أن تمزق أوصال الوجود الإنساني ذاته. إن كنا لا نصدق زوجًا أو زوجة أو أخًا أو أختًا أو كاهناً، فإن البناء الكامل للأسرة والكنيسة ينهار من أساسياته. أننا اليوم أكثر من اي وقت مضى بحاجة إلى الحماية الالهية، إلى عون من العلاء، إلى قوة من السماء. فنحن نسير في طريق معاكس لطرق سائر ابناء العالم، عالم الظلمة، ولذا يصير سندُ عناية الله الأبويّة أمرًا لا غني عنه. |
||||
|