رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المزمور 12: كلمة الله وكلام الناس همسات الروح تأمل في سفر المزامير المزمور الثاني عشر كلمة الله وكلام الناس بقلم الأب/ بولس جرس المزمور الثاني عشر كلمات الله وكلمات البشر أولاً: تقديم المزمور: المزمور الثاني عشر مزمور توسّل ينشده المرنّم،طالبًا معونة الله، ليتمكن من العيش في عالم زالت منه القيَم. فهل تتغلّب كلماتُ الناس على كلمة الرب؟. هكذا يتساءل النبي المرنّم: هل يسمح الرب أن يسود الكذب حيث يجب أنَ تملك الأمانة والصدق والرحمة؟ أم سيقوم الله ويسكت الألسنة الغاشة ويرد الأمور إلى نصابها الصحيح؟ "أقوم الآن، يقول الرب". في البداية، كان هذا المزمور صلاة فردية، قبل أن يصير صلاة الجماعة... ويرى البعض أن المرنّم نطق بها بروح النبوءة كمرثاة جماعية، باسم شعب الله، الذي يصرخ طالباً الخلاص من الغشاشين، وقد طال انتظاره لعمل الله القادر وحده أن ينجي من الضيق ويحفظ من النفاق؛ ويجد النبي الإجابة الشافية على جميع تساؤلاته في كلمة الله، فهي وحدها تقدم الوعود الإلهية الأكيدة وتملا القلب سلاماً بصدق العهد الأبدي! كتب داود هذا المزمور أثناء فترة حكم شاول، إبان انتشار الشائعات المغرضة في القصر الملكي، والوشاية والأكاذيب ضده... فالكل يُداهِنْ الملك شاول لإرضاءه ضد داود، فيصرخ داود البريء إلى لله طالباً النجدة من يد الملك الغاضب، وكشف حقيقة الكذابين الخادعين، واثقاً في كلام الله وصدق وعوده.فيدخل في مقارنة بين فاعلية كلمات البشر الفارغة (1-4)، وكلمة الله التي على النقيض من ذلك، نقية صالحة (5-8)؛ ثم يصلي باسم الأبرار البائسين، مستخدماً كلماتهم ومعبراً عن صرخاتهم.. ونجد أنفسنا هنا أمام ثلاث أنواع من الكلام: 1.كلام الأشرار: كذب ورياء وكبرياء ينطقون بفم إبليس الكذاب أبو الكذاب. 2.كلام الأبرار: تنهدات المساكين بسبب ما يعانونه من ضيق ومتاعب، والله يسمع لهم. 3.كــــــلام الله: كلام نقي، محل ثقة، مصدر الخلاص. كفضة مصفاة بلا شوائب. الحقيقة الثابتة على مدى الأيام أن كلام الأشرار المتكبرين وأكاذيبهم قد تنتشر بسرعة وربما يؤخذ بكلامهم لفترة وقد يصدقهم الناس، كما حدث في تلفيق التهمة للتلاميذ بأنهم سرقوا جسد الرب والحراس نيام، لكن فجر القيامة والحقيقة كان أقوى من الكذب الباطل وكما أشار غمالائيل المشير الحكيم"اتركوا هؤلاء الرجال وشانهم، لأن ما يبشرون به او ما يعلمونه يزول إذا كان من عند البشر أما إذا كان من عند الله فلا يمكنكم أن تزيلوه لئلا نصيروا اعداء الله" ( اعمال 5 :34-39 ). وبينما يكون الانتظار فترة صبر من الله على الأشرار، لعل طول أناته يقتادهم للتوبة؛ يكون كفرصة تنقية، يتطهر خلالها الأبرار المضطهدون كما تتنقى الفضة من جميع الشوائب في البوتقة، في حالة تنهد وصلاة انتتظاراً لتحقيق وعود الله بالخلاص به. حينئذ يتدخل الله في الوقت الذي يراه، لينصف الأبرار ويقطع شفاه الأشرار ويفضح كذّب كلامهم. |
|