رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا يعنى الإيمان بالقلب؟ جزء 2 Heart's Faith Part قراءات كتابية 2كورنثوس 5: 1، 6- 8؛ أمثال 3: 5- 7 الفقرة الرئيسية : إيمانك بكل قلبك يعني أن تؤمن بروحك بالانفصال عن عقلك أو جسدك. إن للأمور الروحية وجود حقيقي تمامًا كالأمور المادية. ولله وجود حقيقي تمامًا كما لو كان لديه جسد – على الرغم من أنه لا يملك جسدًا؛ إذ هو روح. إن يسوع الآن – فى يمين عرش الآب – له جسد من لحم وعظام.. لكن ليس من لحم ودم. لقد ظهر للتلاميذ بعد قيامته من الأموات على أنه روح (خيال). وقال لهم: "اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي" (لوقا 24: 39). وفى مناسبة أخرى، كان بطرس وبعض من التلاميذ يصطادون، ورأوا يسوع عند الشاطئ. ودعاهم فذهبوا إليه وتناولوا وجبة من السمك شواها يسوع بنفسه. إن ليسوع الآن جسدًا ماديًا – جسد مقام من لحم وعظام. ويسوع – الموجود الآن فى السماء بجسده المادي – ليس أكثر واقعية من الروح القدس أو الآب. لاحظ أننا لا نقول أن الله روح، بل أن الله هو روح. يعتقد البعض أن الله روح بمعنى أنه ذو تأثير مبهم. وعلى الرغم من قولنا أن الله هو روح، فهذا لا ينفي أن لله شكلأ أو هيئة في العالم الروحي. كذلك فالملائكة أرواح، وعلى الرغم من هذا فللملائكة هيئة أو جسد روحي. عندما أحاط جيش السامرة بشعب اسرائيل امتلأ خادم أليشع بالخوف عندما رأى مركبات العدو وفرسانهم يحيطون بالمدينة. لكن أليشع أجابه قائلاً: "لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ. فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ" (2 ملوك 6: 16 و17). وفى بعض الأحيان يشاء الرب أن يجعل الملائكة تأخذ هيئة فى العالم المادي فيمكن رؤيتها. نقرأ في ( خروج33) أن الله تكلم إلى موسى "وَجْهًا لِوَجْهٍ" (ع 11)، وعلى الرغم من هذا لم يتمكن موسى من رؤية وجه الله؛ إذ كانت هناك سحابة. "لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ" (ع 20). ثم قال الرب لموسى: "يَكُونُ مَتَى اجْتَازَ مَجْدِي، أَنِّي أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ، وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ. ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي، وَأَمَّا وَجْهِي فَلاَ يُرَى" (ع 22 و23). على الرغم من أن الله هو روح، إلا أننا نعلم أن لديه وجه ويدين وهيئة من نوع ما. وكونه روحًا لا يعني أنه أقل حقيقة مما لو كان له جسد مادي. فالأمور الروحية هي حقيقية تمامًا كالأمور المادية. 2 كورنثوس 5: 1 و6- 8 1 لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ... 6 فَإِذًا نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ حِينٍ وَعَالِمُونَ أَنَّنَا وَنَحْنُ مُسْتَوْطِنُونَ فِي الْجَسَدِ، فَنَحْنُ مُتَغَرِّبُونَ عَنِ الرَّبِّ. 7 لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ. 8 فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ. عندما يوضع جسدنا فى القبر، سوف ننال بناءً من الرب غير مصنوع بيد, وسنحيا إلى الأبد في السماء. ومَنْ ذا الذي سيغترب عن الجسد؟ نحن.. أي إنساننا الداخلي – إنساننا الحقيقي (أرواحنا). نقرأ في 1 بطرس 3: 4 أن أرواحنا تُدعى "إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ".. وهنا نرى كلمة القلب مرة أخرى. إن إنساننا الداخلي – أرواحنا – تُدعى الإنسان الخفي.. إنسان القلب.. إنسان الروح. وهذا الإنسان خفي عن الحواس الجسدية أو الإنسان الطبيعي. وفي رومية 7: 22 تُدعى الروح "الإنسان الباطن" أو الإنسان الداخلي: "فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ". وهكذا نرى أن "الإنسان الخفي" و"الإنسان الباطن" هما تعريفا الله لروح الإنسان. إن الكيان الحقيقي للإنسان هو الروح, وهذا يملك نفسًا وجسدًا. من خلال روحه يتصل بالعالم الروحي. ومن خلال نفسه يتصل بعالم الفكر. ومن خلال جسده يتصل بالعالم المادي. نحن لا نستطيع أن نتصل بالله بعقولنا ولا بأجسادنا, نستطيع أن نتصل بالله بأرواحنا فقط . كلمة الله هي الطريق لإيمان القلب عندما نسمع كلمة الله تُكرز، نسمعها بعقلنا البشري (قبل أن نتمكن من سماع الروح القدس يتحدث إلى قلوبنا وأرواحنا). لكننا نقرأ في 1 كورنثوس 2: 14 أن"الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا". ونجد نفس الآية في كتاب الحياة: "الإِنْسَانَ الْبَشَرِيَّ لاَ يَتَقَبَّلُ أُمُورَ رُوحِ اللهِ إِذْ يَعْتَبِرُهَا جَهَالَةً، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْرِفَهَا لأَنَّ تَمْيِيزَهَا إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى حِسٍّ رُوحِيٍّ". ترجمة أخرى لهذا الشاهد تقول: "الإنسان الطبيعي - العقل البشرى - لا يفهم ما يتعلق بروح الله لأن عنده جهالة ولا يستطيع أن يدركها لأن معرفتها تحتاج إلى تميز روحي ". لا يمكننا أن نفهم الكتاب المقدس بعقولنا؛ لأنه يحتاج إلى فهم روحي.. لكننا نفهمه بأرواحنا أو بقلوبنا. وهذا هو السبب في أننا قد نقرأ فقرة معينة مرات عديدة دون أن ندرك معناها الحقيقي. ثم يأتى يوم نكتشف فجأة ما يقصده الله من هذا الجزء؛ إذ فهمناه بقلوبنا (في هذه اللحظة نكون قد فهمنا فيها الكلمة بأرواحنا). لذلك نحتاج إلى إعلان كلمة الله في قلوبنا؛ ولهذا ينبغي أن نعتمد على روح الله لينير عيوننا ويكشف لنا الكلمة. وهكذا فالإيمان بالقلب يعني الإيمان بالروح. لكن كيف يمكن لأرواحنا أن تنال إيمانًا يعجز العقل عن الوصول إليه؟ إن الإجابة هي: عن طريق كلمة الله. عندما قال المسيح "لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ" (متى 4: 4)، كان يتكلم عن الطعام الروحي. لكنه استخدم تعبيرًا واقعيًا ليعلن حقيقة روحية. فأرواحنا تمتلئ بالثقة واليقين طالما نلهج بالكلمة. فكلمة الله روح وغذاء للإيمان.. إنها غذاء يجعل أرواحنا قوية. إن الإيمان بالقلب يعني أن تؤمن بغض النظر عما تخبرك به حواسك الجسدية أو ما يخبرك به جسدك. ذلك لأن الإنسان الجسدي يؤمن بما يراه بعينيه الجسدية أو بما يسمعه بآذانه أو بما يشعر به بحواسه الجسدية, أما الإنسان الداخلي – الروح أو القلب – فيؤمن بالكلمة بغض النظر عما يراه أو يسمعه أو يشعر به. أمثال 3: 5- 7 5 تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. 6 فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ. 7 لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ إن معظم الناس يطبقون العدد الخامس.. لكنهم يطبقونه بصورة عكسية. إذ يتكلوا على الرب بكل فكرهم و لا يعتمدوا على قلوبهم. وتخبرنا (يعقوب 1: 19): "لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ". هذا أيضاً شاهد آخر نميل إلى تطبيقه بصورة عكسية. إذ نسرع إلى التكلم ونسرع إلى الغضب، لكننا نبطئ فى الإصغاء. تخبرنا (أمثال 3: 7) " لاَ تَكُنْ حَكِيماً فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ". أو بتعبير آخر: "لا تكن حكيمًا بالمعرفة البشرية التي تجعلك تسلك بالانفصال عن كلمة الله". ونجد في العهد الجديد شاهدًا مكملاً لتلك الآية: "فَإِنَّ الأَسْلِحَةَ الَّتِي نُحَارِبُ بِهَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ الْحُصُونِ: بِهَا نَهْدِمُ النَّظَرِيَّاتِ وَكُلَّ مَا يَعْلُو مُرْتَفِعاً لِمُقَاوَمَةِ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَنَأْسِرُ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ" (2 كورنثوس 10: 4 و5 من كتاب الحياة). السلام نتيجة لإيمان القلب إن كنا نريد أن نسلك بالأيمان فلابد أن نجعل الكلمة فوق كل شيء. وإذ نثق في كلمة الله بكل قلوبنا‘ سنجد الهدوء والسلام يملئ أرواحنا. "أَمَّا نَحْنُ، الَّذِينَ آمَنَّا بِالْبِشَارَةِ، فَسَوْفَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ الإِلَهِيَّةَ" (عبرانيين 4: 3 من كتاب الحياة). "سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي 4: 7). "أَنْتَ تَحْفَظُ ذَا الرَّأْيِ الثَّابِتِ سَالِماً لأَنَّهُ عَلَيْكَ تَوَكَّلَ" (إشعياء 26: 3 من كتاب الحياة). تخبرنا كلمة الله أن "إِلَهِي سَيَسُدُّ حَاجَاتِكُمْ كُلَّهَا إِلَى التَّمَامِ، وَفْقاً لِغِنَاهُ فِي الْمَجْدِ، فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي 4: 19 من كتاب الحياة). نحن نعلم في أرواحنا أن كل ما نحتاجه سوف يُسدد.. فلا نقلق أو نضطرب. أما إذا كنا قلقين، فهذا يعني أننا لا نؤمن. إن قلبنا يتشجع بداخلنا فيما نقرأ الكلمة.. وفيما نلهج بها، يتعمق بداخلنا يقين. ولا يعتمد هذا اليقين على معرفة بشرية أو تفكير بشري.. بل قد يأتي مناقضًا للتفكير البشري أو الأدلة المادية. لكن الإيمان بالله بكل قلوبنا يعني الإيمان بصورة منفصلة عن أجسادنا. قالت الدكتورة ليليان يومانز ذات مرة أن "الله يسر بأبنائه عندما يخطوا فوق الفراغ المؤلم بلا شيء تحت أرجلهم سوى كلمة الله". إن السبب وراء هزيمة الكثيرين هو أنهم قبلوا بالهزيمة. "أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ" (1 يوحنا 4: 4). عندما ينهض الروح القدس بداخلنا، عندئذ نعلم أننا لن نُهزم.. نعلم لأننا نؤمن. تذكر "تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ" (أمثال 3: 5) |
|