الراعى " جديد "

[ابن القديس اباسخيرون]

فيلم "الراعي" عن حياة البابا شنودة

سوف يظل البابا شنودة الثالث شخصية كاريزمية متغلغلة فى وجدان ودماء الأقباط لسنوات عديدة قادمة .فعلى الرغم من الرحيل الإ أن كلماته وعظاته ودموع ونكاته محفورة فى قلوب وأرواح الكثيرون حتى الذين إختلفوا معه .

لذلك فان صناعة عمل روائى عن حياته مغامرة محفوفه بالمخاطر، كان السينارست حرفيا بالفعل لاختياره حقبة غير معروفة فى حياة البابا لينسج حولها دراما فيلم الراعى المأخوذ عن كتاب مصباح الرهبنة المنير للكاتب نشات زقلمة .وهى الفترة من ميلاده لرسامته اسقفا .

نجح المخرج ماجد توفيق فى تقديم فيلم متميز يخرج عن رتم الافلام القبطية بايقاعه السريع وكسر حاجز الملل رغم أن مدة الفيلم تتجاوز الساعتان .تبدأ الأحداث بالجنازة التاريخية للبابا شنودة والتى يتابعها أحد أبناء قريته (سلام ) بأسيوط - قام بدوره القدير ماهر لبيب - وهو فى حالة من البكاء والنحيب
.
يقطع عليه خلوته صحفى - الفنان المتميز إيهاب صبحى -.الذى يطلب منه معلومات عن حياة البابا غير المعروفة لأن فترة جلوسه على الكرسى البابوى مسجلة صوت وصورة ومعاشة لحظة بلحظة. لذلك يبدأ سرد الأحداث من فترة الميلاد فى تلك القرية الفقيرة والتى سجدت الأحداث فيها عمق علاقة المسلمين والاقباط وأظهرت دور السيدات المسلمات فى التكفل برضاعة الطفل نظير بعد رحيل والدته متأثره بحمى النفاس.

برع الفنان عماد الراهب فى تقديم دور روفائيل الشقيق الأكبر لنظير .والذى تولى مسئولية تربية أشقائه والانتقال معهم من بلد لاخرى. .وكان ماجد توفيق موفقا لحد كبير فى اختيار فادى جورج ليقدم دور الفتى نظير.ثم فى مفأجاة الفيلم الحقيقية الممثل أيمن أمير والذى قام بدور الشاب نظير جيد بهدوء وبراعة وحنكة واتزان ومرحلة الرهبنة وتناول الفيلم محاور مهمة فى حياة البابا فى تلك الفترة الزمنية أثناء دراسته بالجامعه وخدمته فى بيت مدارس الأحد وكيف أصر على تغير كلمة ملجأ وتحويلها الى كلمة بيت وكذلك دوره كضابط احتياطى فى مدرسة المشاة ومشاركته فى حرب فلسطين عام 1948 وشاهدتة حول الاسلحة الفاسدة .ثم اختياره طريق الرهبنة.توحده بالمغارة وعلاقته بالاب الراهب عبد المسيح الحبشى - قام بدوره الفنان جميل برسوم وكان رائعا فى صلاته ابانا الذى باللغة الامهرية وصولا لسيامته اسقفا غصبا عنه بيد قداسة البابا كيرلس السادس - الفنان المبدع عاصم سامى ..وهكذا تناول الفيلم خطوط عريضة فى شخصية الراعى الذى دخل التاريخ من اوسع ابوابه وجاء الفيلم جيد وتكاتف فريق العمل من فنان وفنين لتقديمه فى افضل صورة ولا اريد ان انسى ادوار الفنان سمير فهمى وناجى سعد وبديع جرجس ومجدى شكرى ونجوى شفيق وجميل عزيز ومجدى فوزى ويوسف عسال واميل شوقى ومكياج عزيز صليب واضاءة ملك منير وديكور وملابس فادى فوكيه .اما الموسيقى التصويرية فجاءت بديعة للدكتور جورج بشرى

من كواليس الفيلم
- استخدم ماجد توفيق بدلة والده اللواء توفيق عيد العسكرية كبدلة للشاب نظير جيد فى حرب فلسطين
- كالعادة قامت ابنةالمخرج نرمين ماجد بدور العذراء مريم فى معجزة حدثت مع شقيق البابا ( القمص بطرس جيد) فيما بعد اثناء ذهابه للاكليريكية
- استغرق تصوير الفيلم 10 ايام
- قام قداسة البابا تواضروس الثانى بتقديم الفيلم ووصفه بانه وثيقة تاريخية للاجيال
- اكد المخرج ماجد توفيق انه لن يقدم جزء ثانى من الفيلم لانه لايمكن ان يقدم شخصية البابا الذى يعرفه الجميع
ايمن امير موهبة ننتظر منها الكثير.