رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وأخبركم بعهده الذي أمركم أن تعملوا به " ( تثنية ٤ : ١٣ ). أمر موسى شعبه، أن يحترزوا، ليس ضد الأعداء من الخارج، بل ضد النسيان والإهمال في أنفسهم. ونحن اليوم في عصر السرعة، نعيش في خطر نسيان ما عمل الله بنا، ومشاكل اليوم تبتلعنا. أما الله فيشاء ألا تنسى كل حياتك ما عمل بك. هذا يحفظ نفسك أن تسبح الله وتمجده على ما عمل بك. وإن شهدت بعظمته، وعلمتها أولادك تثبتك شهادتك، وتقويك أيضاً. لا تصمت، بل اشهد بما فعل الله بك. اليوم الذي وقفت فيه أول مرة أمام الله، صار نقطة التغيير في كل مصيرك. قد رأيت ربك كما رآه أتقياء الشعب القديم من قبل كبركان ناري، مع رعد وضجيج واهتزاز ودخان وصواعق. باتت الأرض مقلوبة، وذائبة من مجد الرب. اليوم يأتي الله الحي إليك، بواسطة الروح القدس، الذي هو المعزي والقاضي. ويقلب قلبك، ويدينك، ويعزيك، ويشددك. ولكن كما في العهد القديم، حيث لم ير القدماء الله عياناً، بل سمعوه فقط. هكذا لا ترى ربك اليوم جلياً، بل تسمع كلمته المنعمة. الله نفسه يبقى مستتراً لنا. ليس هو تمثالاً، وليس عندنا صورة عنه، إلا كلمته الواضحة. فتقدر أن تسمعه وتفتكر في كلمته، وتحفظها وتعلمها. ولا تقدر أن تمتلكه كآلهة العالم، وتنام شبعانا. كلمة الله تهزك، وتجعلك مسؤولاً وعاملاً. فالرب يعينك في الخدمة، ويجعلك مرسله. ما هي رسالة الله إلى البشر؟ ليس إلا محبة حقة وطهارة. ولكن كل إنسان خاطىء غير قادر أن يحفظ الوصايا العشر تماماً. فاقترب الله الحي منا، وقطع عهداً مع الخطاة، وارتبط بهم، ليصبحوا قديسين، ويحصلوا على قوة لتنفيذ المحبة. وكتب ناموسه في قلوبنا، بواسطة الروح القدس. وأنت تصبح لوحاً حياً لكتابة الله، إن طهرك دم المسيح، وجهزك روح الله لخدمة المحبة. أيها الآب السماوي، نشكرك لأجل الحياة معك في العهد الجديد، المعطى لنا بواسطة ابنك الوحيد. ثبتنا في عهدك، لنعظمك ونمارس إرادتك في المحبة والغفران. |
|