الخلق
يعلم الكتاب المقدس أن الله خلق كل شيء. فهو الخالق من البدء، وعمله يستمر إذ يعتني بخليقته ويتدخل فيها من حين لآخر. وليس في الكتاب المقدس ما يفيد أية نظرية في الخلق هي الأصح. وهذا ليس بمدهش، لأن الكتاب المقدس ليس كتاباً علمياً. بل إن هدفه هو أن يُخبرنا عن الله ومعاملاته مع البشر، رجالاً ونساءً، وفي العالم الذي يعيشون فيه.
يفيدنا تكوين 1 أن الله خلق الكون كاملاً. وقد خلق نباتاتٍ وحيواناتٍ قادرة على التوالد والتكاثر. وجعل الإنسان في مركز دائرة الخليقة كي يعتني بها. ومن تكوين 2 نفهم أن العالم كما خلقه الله كان مكاناً مبهجاً يطيب العيش فيه، ولا سيما لأن الإنسان الأول وزوجته تمتعا بعلاقة مع الله حرة ومفتوحة.
أما الآن فقد زال كمال الخليقة الأصليُّ، لأن الإنسان اختار أن يعصي الله. ولكن الكتاب المقدس ما برح يتكلم عن الله خالقاً، فيذكرنا مرةً تلو الأخرى بعظمته وضآلة الإنسان بالنسبة إليه. ومع ذلك فإنه تعالى يعتني بالبشر ويدبر أمور خليقته كلها. إذاً،
"لِتخشَ الرب كل الأرض، ومنه ليخفف كل سكان المسكونة، لأنه قال فكان، هو أمر فصار".
كذلك يتكلم بولس عن "خليقة جديدة". فبموت المسيح وقيامته أتاح الله للناس أن ينعموا بالغفران وبنصيب الحياة الجديدة التي للخليقة الجديدة. ومنذ الآن يعرف المسيحيون شيئاً من هذه الخليقة الجديدة وسيكونون ذات يومٍ جزءًا منها بالتمام والكمال، وعندما ينقطع وجود الكون الذي أفسدته الخطية ويصير كل شيء جديداً.
تكوين 1- 3؛ أيوب 38- 42: 6؛ مزمور 8؛ 33: 6- 22؛ 104؛ أشعياء 40: 21- 26 و 28؛ متى 6: 25- 33؛ أعمال 14: 15- 18؛ رومية 1: 18- 23؛ 8: 18- 23؛ كولوسي 1: 15- 20؛ عبرانيين 1: 1- 3 و 10؛ رؤيا 21 و 22