الأوزان والمكاييل
وُجِدت منذ القديم أوزان ومكاييل قياسية للطول والسعة، للسوائل والمواد الجافة، ولكن المعايير كانت قليلة الدقة إجمالاً. وقد نشأت قياسات الطول الشائعة، المؤسسة على طول ذراع الإنسان وحجم يده، من الاستعمال العام. أما قياس المسافات في العهد القديم فقد تم بالنسبة إلى سفر يومٍ واحد أو مدى رمية السهم.
وكانت مواد من الطعام تقاس بالحجم لا بالوزن. والمكاييل المعروفة غالباً ما تكون أسماء الأواني الحاوية للمؤونة. وقد كان الحومر يعادل "حِمْلَ حمار" (ربما 200 لتر)، وهو أكثر مكيال للحبوب. وكانت الإيفة وعاء خزن ذا غطاء، وسعته نحو عُشْر حومر. والبَثّ مثله مثل الإيفة، لكنه يُستعمل للسوائل. أما العُمِر (ومعناه "حزمة") فهو عُشر الإيفة، وكان مقدار ما يجمعه الفرد من المنّ يومياً. وقد استُعملت مكاييل أخرى في المبادلات التجارية. فاللثك هو نصف الحومر. والهين يعادل ستة أضعاف كمية الماء التي يحتاج الإنسان إلى شربها يومياً. أما اللُّج فكان وحدة سعة صغيرة للسوائل أيضاً.
وكانت المواد والمعادن الثقيلة توزن وزناً. وقد جرت العادة أن توزن الأشياء الخفيفة بميزان ذي عارضة وكفَّتين تتدلّيان منها. وكانت الأوزان تُحفظ في كيس خاصّ. وكان التجارّ في بعض الأحيان يستعملون مجموعتين من الأوزان، واحدة للشراء والثانية للبيع، فيغشون زُبُنهم. غير أن شريعة الله شددت على الصدق في المعاملة دائماً، إذ جاء فيها: "لا يكن لك في كيسك أوزان مختلفة، كبيرة وصغيرة. لا يكن لك في بيتك مكاييل مختلفة، كبيرة وصغيرة، وزن صحيح وحقٌّ يكون لك، ومكيال صحيح وحق يكون لك، لكي تطول أيامك على الأرض" (تثنية 25: 13- 15). وورد في سفر الأمثال (20: 23): "معيار فمعيار مكرهة الرب، وموازين الغش غير صالحة." أما الفعل "شقل" في العبراني فمعناه "وزَن"، ومنه الاسم "شاقل" الذي أُطلق على وحدة الوزن الأساسية عندهم.