منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 02 - 2013, 06:39 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

د. لميس جابر تكتب : لن ينجو منها أحد.. فالجميع غرقى



د. لميس جابر تكتب : لن ينجو منها أحد.. فالجميع غرقى
منذ أول عام لى فى كتابة الرأى فى الصحف المصرية كنت أكتب فى شهر يونيه من كل عام عن أيام الهزيمة المخجلة والمحزنة فى عام 1967 فهى تجربة الانكسار والصدمة لجيلنا كله.. كنا قبلها نحلق فى آفاق السماء نهيم فخرًا بدولتنا الكبرى رائدة التحرير صانعة الصواريخ «القاهر» والـ«الظافر».. نحلم بالقضاء على إسرائيل وإلقائها فى البحر.. والتحقنا بمعسكرات للتدريب العسكرى حتى نستعد للحرب العظمى والانتصار المبشر الأكيد.. وفجأة صحونا فى يوم أغبر لنسمع أخبار سقوط الطائرات وأخذنا فى الإحصاء والعد حتى وصلنا فى نهاية اليوم إلى مائة طائرة ونحن نهلل كالأغبياء وفى آخر اليوم المشئوم انطلق سؤال كيف دخلت هذه الطائرات إلى سماء مصر؟؟.. وخيمت ظلال السواد والشك وبدأت تنقشع أكاذيب الإعلام وظهرت أشباح يقين منذر بالخراب حتى علمنا أن اليهود مقيمون على الضفة الشرقية لقناة السويس.. كنت أسمى هذا الحدث «جرح العمر» فهو اليوم الذى رأينا فيه جثث جنود مصر محترقة وملتصقة تملأ عربات النقل أمام المستشفيات وهو اليوم الذى بدأ فيه إيماننا بعبد الناصر ويوليو ورجاله يتحول بالتدريج إلى كفر بين.. ويوم بدأنا نعى كيفية صنع الوهم والأكاذيب والضلال.. وعشنا بعد الهزيمة نعد الأيام والشهور فى انتظار الخلاص.. غفرنا للحكام وأقنعنا أنفسنا بأنها مؤامرة دولية للقضاء على أمجادنا وأخذنا نمنى أنفسنا بأننا سوف نحارب بعد ستة أشهر ثم يتم التأجيل فى انتظار حائط الصواريخ أخذنا جرعات من الفخر والفرحة بأيام حرب الاستنزاف وانشغلنا بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الأمريكى.. ثم عدنا لنسقط فى اليأس ثم نعود للتعلن بأوهام عام الردع وعام الضباب وعام الحسم دون جدوى.. ساد الغضب وبدأنا فى التظاهر لنصرخ نريد أن نحارب.. ثم نهدأ تحت وطأة السكون والملل واليأس.. ست سنوات من العذاب والتردد وفقد الثقة وتجرع مرارة الاحتلال وشائعات خط بارليف المنيع والاستسلام فكرة ضياع سيناء إلى الأبد.. حتى يوم السادس من أكتوبر ورغم مرارة الهزيمة وسقوط الحلم وأصحابه من القلوب إلا أن الشعب المصرى تكاتف وتوحد وتآلف وازداد قوة وصبرًا على الحكام.. فالهدف كان أهم وأسمى وأعظم لم يفقد الشارع إيمانه برجاله وقواته المسلحة.. بل كنا نجلد أنفسنا نحن المدنيين لأننا نحيا حياة عادية وأبناء الجيش على الجبهة يعانون المشقة والعزلة ويحملون عبء المهمة عنا ويعيشون تحت الأرض ونحن هنا نسمع السح الدح أمبو.. وظل هذا اليوم يشكل فى وجدانى جرحا عميقا وخطًا فاصلا بين التحليق فى الحلم والسقوط فى بئر الواقع العميقة.. وكنت أظن أننا لن نرى فى حياتنا مثل هذا الحدث مرة أخرى إلى أن فاجأتنا الأقدار بما يحدث فى مصر منذ عامين كاملين وبما يحدث تحديدًا فى آخر سبعة أشهر تسلط فيها على رأس مصر المحتلون الجدد. ما يحدث هذه الأيام لا يثير الإحباط ولا الألم ولا الأسى لكنه يثير القرف والغثيان.. هذه الأيام مصر لم تعد هى مصر والمصريين أصبحوا شتاتا.. الحقائق مدفونة تحت أكوام من القمامة والباطل يطل من كل مكان وصوت وكلمات التهديد والوعيد بالقتل والحرق والدمار والسجن من أجل الصناديق يأتينا من القتلة أرباب السجون.. الدعاة تحولوا إلى ألسنة من البذاءة تفوق حدود الاحتمال.. الصناديق المزورة الباطلة تنادى بالشرعية والشريعة وتشحن الشباب المصرى لتشيعه فى صناديق الجياع يسرقون وينهبون والسطو المسلح أصبح من الأشياء المعتادة فى الطرق وفى وضح النهار الرئيس يتحدث عن «سلمية الثورة» التى أتت به بعد اقتحام السجون وحرق الأقسام وهدم البلاد وتفشى الفوضى والدمار.. ثم يتحدث عن «الحسم والحزم» لنرى الشباب الصغير الذى يتحدث على الفيس بوك يتم تصفيته بكل دقة فى الميادين.. التحرش والاغتصاب الممنهج والمنظم للفتيات والسيدات فى ميدان التحرير وأماكن أخرى حتى وصل الأمر للطعن بالأسلحة البيضاء فى الأماكن الحساسة من أجسادهن.. «الحسم والحزم» هو تعرية المواطن «حمادة صابر» وسحله وتصويره ونشره فى الإعلام ليكون رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه أن يتظاهر أو يعترض.. وزير الداخلية يتجاهل ما جاء فى فيلم التعرية الموجه من أناس آخرين كانوا بداخل العربة وسيدة رأيناها جميعا تجذب من شعرها ولا ندرى من هى وإلى أين ذهبت.. الجميع متشكك فى رجال الأمن المركزى والجميع يجزم أنهم ميليشيات حماسية ترتدى زى الأمن لتقتل وتسحل.. وها هى وزارة مالية قطر ترسل بإعانة عاجلة إلى السيد «مشعل» مفجر الثورة المصرية السلمية التى أبهرت العالم كما يتحدث النشطاء والنخبة.. السيد مشعل مكلف بربع مليار دولار لحماية الرئيس المصرى وتمكينه من كرسى الحكم لأطول فترة ممكنة والببغاوات يتحدثون عن الثورة المستمرة وأهداف الثورة والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية فى وثيقة لخيرت الشاطر ظهرت على النت لمدة ساعات وتم إخفاؤها.. يحرض على تفعيل الخطة «فجر» والخطة «بدر» وبعدها بدأت التصفيات الجسدية والاغتصاب للسيدات والفتيات وتعرية الرجال وسحلهم لنرتدع ونرضخ للحكم الثورى القادم بألوية الدين والشريعة.. الرصاص الذى قتل متظاهرى التحرير وجنودنا فى رفح وشهداء السويس وبورسعيد والشباب فى الميادين «واحد» وهو أيضا الذى يقتل ضباط الشرطة ورجال الأمن المركزى.. أحدهم يشرح مخطط الحرس الثورى الإيرانى وميليشياته التى سوف تسيطر على المصريين وتطارد أعداء الدين وهو مشروع ينتظر الرئيس والرئيس يستقبل رئيس وزراء إيران التى تلعب مع الأمريكان لعبة الخصام والعداء والتهديد وهى فى الواقع أخلص المحبين والمنفذين للفوضى الخلاقة والتقسيم.. ووزير الداخلية غريب الأطوار يهدد الشعب بأن الهجوم على وزارته سوف يؤدى إلى انهيار الداخلية وانتشار الميليشيات.. هل رأيتم فى أى مكان فى العالم وزيرا للأمن غير قادر على حماية مؤسسته ومستعد لتسليمها للإخوان بسبب الهجوم الإعلامى والجماهيرى على أداء سيادته الرفيع؟؟
رجاله من الضباط والجنود يضربون ويقتلون وعمداء يخطفون ويسحلون ثم يتم اتهامهم بالعنف والتعذيب والقتل وهو جالس على مقعده الوثير يهدد بانهيار الداخلية.. الرئاسة فشلت فى تنفيذ قرار واحد منذ سبعة أشهر ورئيس الوزراء يتحدث عن نظافة الثدى للمرضعة ويمتعنا باستخفافه وتجاهله لما يحدث على أرض مصر ويوزع علينا ابتساماته المستفزة.. المحافظون يمرحون بلا عمل والوطن يستباح ويباع بالقطعة فى أسواق نخاسة الأقزام.. العبث يحرق مصر ويحولها إلى خرابة ليقتات أهلها على ثلاثة أرغفة من الخبز والوطن وقع فى الهواء والمصريون أصبحوا أذلاء فى وطنهم والشراذم والعملاء يعتلون القمة فى الأيام السوداء والقوات المسلحة تنتظر اللحظة المناسبة التى أظنها قد مضت.. المركب الآن يغرق ولن يستطع فرد أو جماعة القفز قبل الهبوط فى اليم العميق.. كانت الهزيمة التى تجرعناها حدثا سبب جرحًا يبدو الآن كأنه نزلة برد عابرة أمام هذه الأيام المتشحة بالسواد القادمة بالخراب والجهل والتخلف.. المغتصبة للأرض والعرض والتراث والحضارة.. الحاملة راية التقسيم والتمزيق بسلاح الترويع والقتل والسحل وكله برعاية توكيل الديمقراطية الأمريكية العالمية عملائها من أشباه الدول والرجال.. لك الله يا مصر ولنا ولكم الصبر والسلوان.

د. لميس جابر تكتب : لن ينجو منها أحد.. فالجميع غرقى

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لميس جابر الإعلام في مصر وسطه سايب
لميس جابر بلاش نقاوح.. الجزرتين مش بتوعنا
لميس جابر ردًا على ساويرس أنا عمري ما كنت مطبلاتية
سخرية لميس جابر من تلقين المرشد لمرسى
د. لميس جابر: الإخوان هم الفلول.. وخائفين من حركة شفيق!


الساعة الآن 08:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024