رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ خلق الله الانسان وابدع في خلقه فاصبح اسمى كل الخليقة . وخلق جسد الانسان بدقة وحكمة وقدرة ، وكل عضو ٍ فيه خلقه ليعمل . العقل ليفكر ويحرك الوعي . القلب لينبض ويضمن الحياة . وكل عضو ٍ في الجسد له عمل ٌ هام خلقه الله لكي يعمله ، والجميع يعمل لصالح الجسد . وتوج الانسان بحرية الارادة ، ارادة ٌ حرة واختيار ٌ مطلق السراح . ويستطيع اي انسان ان يستخدم اعضاء جسده للخير او للشر . اليد يستخدمها الانسان لاعمال صالحة او اعمال ٍ شريرة . الرجل يمكن ان تذهب الى الضلال او تركع وتعبد الله . والعين لترى وتنظر ، والنظر يمكن ان يكون نعمة او نقمة . نظرت حواء بعينيها الى الثمرة المحرمة وامعنت النظر فرأت الشجرة جيدة ً للأكل ، بهجة ً للعيون ، شهية ً للنظر ، وقطعت واكلت واعطت آدم فأكل وعصي الله واقترف الشر وجلب اللعنة للانسان . والقى داود النبي بصره على امرأة غيره واشتهاها واخطأ وكانت خطيئته نقطة ً سوداء في حياته جلبت الموت والحزن والبكاء . وقال المسيح : " سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا " ( متى 6 : 22 ) " فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ." ( متى 5 : 29 ) العين الشريرة تركز نظرها في الارض ، في التراب ، في النجاسة . والعين الصالحة ترسل نظرها الى السماء الى الله الى القداسة . يرنم داود النبي ويقول : " إِلَيْكَ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ يَا سَاكِنًا فِي السَّمَاوَاتِ." ( مزمور 123 : 1 ) يرفع داود النبي عينيه الى السماء متأملا ًجمال الله وصلاحه ، ويسبّح في عبادة الله ويمجده ويحيا في شركة قداسة ٍ معه ، ويرفع عينيه الى الله يترجاه ويستنزل رحمته وعطفه واحسانه عليه ، ويحيا في خيرات الله وبركاته ونعمه واحساناته وغناه . ويرفع داود النبي عينيه الى اعلى ويقول : " أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي ! مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ..... الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. " ( مزمور 121 ) الله يريدك ان ترفع عينيك اليه ، خلقهما لكي تراه بهما ، الله يسعد بأن يرى عينيك متجهتين نحوه في العلاء ، في السماء . ارفع عينيك اليه حيث البهاء والخير والعون . ابعد عينيك عن التراب حيث النجاسة والشر والعثرة . ما اروع ان ترى الله دائما ً فهو دائما ً يراك ، دائما ً . |
|