رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
زرع في الموت حياة لنا ونقلنا من الظلمة الى النور كان المسيح يحس بموته القادم، ففتح قلبه لتلاميذه وقال: «اَلآنَ نَفْسِي قَدِ ٱضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا ٱلآبُ نَجِّنِي مِنْ هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ. وَلٰكِنْ لأَجْلِ هٰذَا أَتَيْتُ إِلَى هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ. أَيُّهَا ٱلآبُ مَجِّدِ ٱسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضاً» (يوحنا ١٢: ٢٧ و٢٨). ولا بد أن تسأل: كيف يمجد الآب ذاته بالصليب الأليم؟ لقد تطوَّر هذا الحوار بين المسيح وأبيه بعد أن قال لتلاميذه: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ ٱلْحِنْطَةِ فِي ٱلأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلٰكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يوحنا ١٢: ٢٤). كان يمكن أن يمضي المسيح إلى السماء مباشرة بغير موت، فلم يكن للموت سلطان عليه لأنه الكامل الذي بلا خطية، ولكنه اختار أن يمجِّد أباه بأن يجعل ذهابك وذهابي إلى السماء مستطاعاً. فياله من عمل محبة رائع! ولو لم يمت المسيح ما كان يحصد حصاداً روحياً يأخذه معه إلى السماء، ولكان مصيري ومصيرك الأبدي هو الهلاك. أما الآن فإن مصيرك بين يديك، تقرِّره أنت حسب موقفك من موت المسيح عنك. ومن الغريب أن البعض يرفضون الغفران المقدَّم لهم، بينما يقف البعض موقف الحياد من محبة المسيح الباذلة. وسواء رفض إنسانٌ خلاص المسيح أو لم يتَّخذ منه موقفاً محدداً، فالنتيجة واحدة: انفصال أبدي عن مصدر الحياة والنور والمحبة، يصفها القول: «موتاً تموت، موتاً رهيباً وأبدياً. وتظل تموت دون أن تفنى!». ولكن شكراً لله، فإنه بسبب المراحم الإلهية: إن اعترفت للمسيح أنك خاطئ، عاجز عن أن توفي ديون خطيتك، وإن وضعت ثقتك في محبة المسيح وموته بديلاً عنك، وإن تركت خطاياك وشكرته على موته لأجلك، فإنه يعطيك هذا الوعد الشخصي: «خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ ٱلآبِ، وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ، وَأَيْضاً أَتْرُكُ ٱلْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى ٱلآبِ.. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً... آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً» (يوحنا ١٦: ٢٨ و١٤: ٢ و٣). ولا تقتصر الحياة الأبدية على مجرد تأكيد الوجود في السماء في المستقبل، لكنها تبدأ الآن بحاضر مجيد لكل من يثق في المسيح ويحبه. لهؤلاء يتحقَّق الوعد الإلهي: «ٱللّٰهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ هِيَ فِي ٱبْنِهِ. مَنْ لَهُ ٱلٱبْنُ فَلَهُ ٱلْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ فَلَيْسَتْ لَهُ ٱلْحَيَاةُ» (١يوحنا ٥: ١١ و١٢). والحياة الأبدية هي في شخص المسيح. فعندما يسكن قلبك تبدأ حياتك الأبدية به ومعه. يسوع المسيح يحب الجميع المجد لك ربي بيدو |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هو طريق البشرية للحياة الأبدية |
أفرح بالاستعداد للحياة الأبدية |
من يسعى للحياة الأبدية |
الصليب هو مفتاحنا للحياة الأبدية |
القيامة حدث واقعي للحياة الأبدية |