25 - 01 - 2013, 09:21 AM | رقم المشاركة : ( 20 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم
رابعاًـ مجمع أورشليم : إن الأسلوب الذى بدأه بولس فى رحلته الكرازية الأولي، بتبشيرة للأمم مبإشرة، أثار اهتماماًبالغاًفى أورشليم، كما أن الأمر كان يحتاج إلى توضيح فى كنائس الأمم وبخاصة فى ضوء نشاط التهوديين ودعأواهم، ولم يُحسَم الأمر إلا فى مجمع أورشليم الذي يرجح أنه انعقد فى عام 49 م، حيث صدرت قرارات كان لها أثرها الكبير سواء فى الكرازة لليهود أو كرازة بولس للأمم. (أ) ـ القضايا إلى نظر فيها المجمع : كانت الكنيسة فى أورشليم ـ باعتبارها إسرائيل الحقيقي والبقية الأمينة ـ تتوقع أن تسير الإِرسالية المسيحية على الخطوط التي رسمها الله منذ القديم، وأن كل وجودها قائم على هذا الأفتراض، وأن تعاليمها تتضمن تلك الحقيقة، أن الإِيمان بالمسيح لا يجعل اليهودي أقل يهودية ـ فيما عدا القليل ـ بل بالحري يجعل الأمم المنتمين إلى المجامع، أقوى شبهاًبالمثل الأخلاقية اليهودية. على أي حال، لقد أكدت المسيحية ـ على الدأوم ـ ارتباطها الجوهري بديانة إسرائيل والامة الإِسرائلية، مهما تنوعت الارآء داخل الحركة ومهما اكتنفها من غموض،لذلك اعتقد الكثيرون أن أسلوب بولس الجديد ـ رغم دعواه فى أن إرساليته للأمم كما كلفه بها المسيح، وكما أقرها الرسل أنفسهم فى أورشليم ـ يضعف من الأسس التي تقوم عليها خدمة الكنيسة فى أورشليم، فأسلوب بولس لا يتمشى مع ادعائه باستمرارية إيمان إسرائيل، وموافقة المؤمنين من اليهود على شرعية هذا الأسلوب، يعَّرض جهودهم التبشيرية لنفس الاتهام أمام عيون مواطنيهم من اليهود. وبعد مباحثات كثيرة بين بولس وبرنابا من جانب، وجماعة التهوديين الذين كانوا يدَّعون أنهم مؤيدون من الرسل فى أورشليم، من جانب آخر (أع 15 : 1و 2 )، وإذ أدركت الكنيسة فى أنطاكية أن هذه المباحثات قائمة أيضاًفى الكنائس التي تأسست فى جنوبي أسيا الصغرى، أرسلت بعثة ـ على رأسها بولس وبرنابا ـ إلى أورشليم لاستجلاء الأمور مع الرسل والمشايخ هناك. ووصل الفريق القادم من أنطاكية ومعه أخبار عن نجاح الإِرسالية المسيحية، بعد أن اجتازوا فى فينيقية والسامرة وأخبروهم برجوع الأمم (أع 15 : 3 )، أى رجوعهم على أساس الخدمة المبإشرة لهم، لأن وجود الدخلاء والمتجددين من الأمم الذين يتقون الله، لم يكن أمراًجديداًيستحق الإِخبار به فى عام 49 م. وكان هدف الوفد الأنطاكي هو استجلاء العلاقة بين سياسة الرسل فى أورشليم، سياسة المواءمة، وبين المبادىء التي ينادي بها التهوديون، لأنه قد حدث خارج أورشليم اضطراب كثير نتيجة لما كان يشيعه التهوديون بأنهم وكل الكنيسة فى أورشليم على رأي وأحد. وكان المؤمنون فى أورشليم ـ من جانبهم ـ يريدون استجلاء ملابسات الإِتصال المبإشر بالأمم، وأن يواجه بولس وبرنابا المأزق الذي وضعا فيه كنيسة أورشليم بسياستهم الجديدة. ويبدو ان القضايا المختلفة قد تبلورت فى قضيتين : 1- شرعية الخدمة المبإشرة للأمم. 2- العلاقة بين السياسة المبنية على المواءمة، وتلك المبنية على المبدأ في مواصلة حفظ ناموس موسى. أما القضايا الأشمل فيما يتعلق بصواب الكرازة للأمم مبإشرة بوجه عام، وضرورة التزام المؤمنين من اليهود بالحفاظ على العوائد اليهودية وعلى علاقتهم بالمؤسسات اليهودية كطريق للحياة، فيبدو أنهم اعتبروها أموراًقد سبق أن تقررت من قبل، ولو أن البعض رأوا طرحها من جديد على بساط البحث. (ب) مسار الحوار : نجد أن الحوار المسجل في سفر الأعمال قد أقتصر على أربعة فرقاء أو بالحري أربعة أشخاص. فقال بعض المؤمنين من الفريسيين أصلاًـ دفاعاًعن وجهة نظر التهوديين ـ إنه ينبغي أن يُختنوا ( الأمم ) ويوصوا بأن يحفظوا ناموس موسى ( أع 15 : 5 ). ويبدو من رواية لوقا أن كلمة ينبغي كانت تعني أنه أمر لائق عملياًومطلوب لاهوتياً، فالقضيتان ـ عندهم ـ صنوان لا ينفصمان. وكان جواب بطرس على ذلك أن ذكر تجديد كرنيليوس كدليل على موقف الله من قبول الأمم، وكسابقة قوية لسياسة بولس ( أع 15 : 6 ـ 11 )، فكانت حجته هي أنه حيث أن سابقة الكرازة المبإشرة للأمم قد حدثت فى داخل دائرة الخدمة المسيحية اليهودية ـ رغم أن كنيسة أورشليم لم تواصل السير على ذلك النهج ـ فإن نهج بولس ـ من جهة المبدأ ـ لم يكن شططاًثورياً. ثم تحدث برنابا وبولس عن شهادتهما للامم فى رحلتهما البتشيرية الأولى، وبخاصة كيف وضع الله ختم رضاه بالأيات والعجائب التي صنعها الله بواسطتهم ( أع 15 : 12 ). ولابد أنهما شرحا وجوه الشبه الواضحة بين حالتي كرنيليوس وسرجيوس بولس. وممايستلفت النظر هنا هو أن برنابا يذكر قبل بولس، فلعله هو الذى تولى شرح ماقاما به في هذا المجال، إذ يحتمل إنه كان أكثر قبولاًمن بولس عند الكثيرين منهم. ثم وقف يعقوب وبِّين انه من ناحية القضية اللأهوتية المتعلقة بصلة المؤمنين من الأمم بناموس موس : أن لا يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم ( أع 15 : 19 )، حيث انه قد حدثت سابقة لذلك في دائرتهم هم أنفسهم، كما أن النبي عاموس ( 9 : 11و12 ) سبق وأنبأ بوضوح عن شمول البركة للأمم ( أع 15 : 13 ـ 19 ). ومن جهة الأثر العملي لكرازة بولس، على شهادة المسيحيين فى أورشليم، وخشية أن يستخدم المؤمنون من الأمم حريتهم لزعزعة المؤمنون من اليهود، رأى أن يُطلب من المؤمنون من الأمم أ ن يحفظوا أنفسهم من : 1-نجاسات الأصنام وكل ما يتصل بها. 2-الزنا بجميع صوره. 3-الأكل من الحيوانات التي قتلت خنقاً. 4-أكل الدم ( أ ع 15 : 20 - 29 ). وقد وافقت الكنيسة على رأي يعقوب، وأرسلت مع بولس وبرنابا يهوذا الملقب برسابا وسيلا لشرح معنى القرار للمؤمنين في أنطاكية. ( ج ) _ طبيعة القرار : كان هذا القرار متمشياًمع مبادىء يعقوب والرسل فى أورشليم كما نراها في سائر أجزاء سفر أعمال الرسل وفى الرسالة إلى غلاطية. فلم يكن ممكناًلهم أن يتجاهلوا سياق تعليم الأسفار المقدسة، ولا قبول الله القبول الواضح للأمم كما ظهر في الآيات والعجائب. ومن الجانب الآخر لم يستطيعوا تجاهل المقتضيات العملية في الكرازة لإسرائيل، دون الانحياز إلى أقول التهودين الداعية إلى الأنقسام والفرقة، فكان القرار ذا أهمية بالغة لمواصلة الكرازة للأمم. |
|||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(معلمنا بولس رسول الأمم) 💛 |
صورة بولس رسول الأمم |
نقطة تحول في حياة وبشارة الكنيسة الاولى... بولس رسول الأمم |
بولس رسول الأمم وبطرس رسول الختان |
القديس مار بولس (رسول الأمم). |