منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 01 - 2013, 09:12 AM   رقم المشاركة : ( 11 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

ويستتبع ذلك ان يتم خلاص الانسان ـ من الجانب الالهي ـ من خلال الاتحاد بالمسيح فقط، هذا الاتحاد الذى يتم بعمل الروح وحفظه، وذلك بالكلمة، وبالايمان من جانب الانسان ( أف 2 : 8، 3 : 17 ـ مع يو 3 : 2 ـ 13 ).

وانه لامر بالغ الاهمية من الناحية العملية ان النجاح الاعجازى الذي احرزه بولس كرسول وكارز، وراع، ومدبر، وقائد، انما ينسب إلي وعيه الدائم باقنومية الروح القدس وحضوره الدائم، وثقته الوطيدة في معونة الروح. وقد اجريت الابحاث عن مدى ايمان المسيحيين بالروح، فكشفت عن ميل لديهم ـ ربما عن غير وعي ـ إلي الاعتقاد بان الروح اقل في الجوهر من الاب والابن، وللاشتراك في الاعمال الروحية دون الاعتماد الواعي على الروح بل وحتى دون محاولة طلب معونته. ولم يكن الايمان بالروح القدس مجرد جزء من الفكر اللاهوتي عند بولس فحسب، بل كان مبدا حياته الروحية والسر الحقيقي في قوته من نحو الله ومن نحر البشر.

4- الخلاص : يعرض بولس فى رسالتيه إلي رومية وغلاطية تعليم الخلاص. فالناس يحتاجون بالضرورة إلي الخلاص، وذلك بسبب الخطية.

(1) الحاجة والخطية : لم تكن الخطية في فكر بولس اللاهوتي نتيجة لظروف غير مواتية، او نقص في التعليم او بسبب أي نقص او خلل في عملية التطور، كما انها ليست تراث اسلاف متوحشين يمكن القضاء عله بمزيد من الثقافة. فكل هذه التفسيرات قاصرة وعاجزة عن تعليل سيادة الخطية وسيطرتها وبشاعتها اخلاقيا.

ويستخدم بولس كلمات كثيرة للتعبير عن رايه في طبيعتها الحقيقية، وكل كلمة من هذه الكلمات تتضمن الفشل في بلوغ النموذج الالهي.

والخطية في راي بولس هي ان تخطىء الهدف، هي عمل شرير، هي التعدي والحيدان عن الاستقامة، وارتكاب الخطا من نحو الله او الانسان، وعدم التقوى وعدم النقاء، والفجور والعصيان والتمرد والخطا ..

وفى رسالته إلي رومية ( 1 : 18 ـ 3 : 20 ) يدين اليهود والامم على الخطية، فكل العالم قد اخطا، واصبح العالم مذنبا او تحت قصاص من الله ( رو 3 : 19 ).

والذنب معناه التعرض للوقوع تحت عقوبة القانون ، وهذا التعريف بناء على القانون البشري كاف، لانه برغم تعرض المذنبين للعقاب الا انهم كثيرا ما ينجون من العقوبة، اما في الحكم الالهي فانه لا ذنب بلا عقاب، ولذلك فان مفهوم الخطية فى الفكر اللاهوتي عند بولس هي حتمية الوقوع تحت عقاب القانون، واجرة الخطية هى الموت . اما ان يخطىء الانسان ولا يعاقب فذلك تشويه لعداله الله ( رو 1 : 18 ).

اما بولس فانه يرى ان الناس مذنبون وفاسدون، عبيد تحت سلطة الخطية، فالانسان الطبيعي عبد للخطية ( رو 6 : 17 و 19 و 20، 7 : 16 )، ضحية لعواطف دنسة، مذنب، عاجز، فاسد، في حاجة إلي مخلص. وينسب بولس هذه الحالة من الفساد والذنب إلي ادم بانسان واحد دخلت الخطية إلي العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس اذا اخطا الجميع . وهذه الكلمات تؤكد فقط حقيقة خطية الانسان، ولكنها لا تحدد اذا ما كان ادم هو السبب كمثال، او السبب الشرعي لشمولية الخطية والموت، ولكن الامر الواضح الجلي هو ان ادم كان سبب الخطية بنفس معنى ان المسيح هو سبب البر ( كما يقول هودج في تعليقة على رؤ5 : 11 ـ 10 ـ انظر : يو 12 : 32 ).

(2) الاداة اى الانجيل : ان الوسيلة لخلاص البشر من هذه الحالة هي انجيل الله الذي وعد به من خلال انبياء تدبير العهد القديم، واعلنه لنا من خلال رسل العهد الجديد. هذا الانجيل جزء من الاخبار الفائقة عن تجسد ابن الله، وارساله إلي هذا العالم لخلاص الخطاة، وقد جاء ليؤسس جنسا جديدا، صار ادم الاخير روحا محييا ( اكو 15 : 45 ـ انظر ايضا يو 5 : 21، يو 6 : 36، يو 6 : 39 و40و54و57 ). هذا الانجيل عن ربنا يسوع المسيح هو الوسيلة التي يباشر الله من خلالها قوة الخلاص، فهو قوة الله للخلاص وهو ملائم تماما لاتمام قصد الله، ولايقدر احد ان يقاومه متى عمل فيه روح الله، وقد تاكد قول بولس ان انجيل المسيح قوة الله للخلاص من خلال خبرة تسعة عشرة قرنا وكل محاولة لاستبدال قصة الصليب البسيطة باي شيء اخر لخلاص الانسان قد باءت بالفشل.

(3) الاسلوب أي التبرير : ان البر الالهي هو الوسيلة المعلنة في الانجيل لخلاص البشر. وهو يعلن بر الله من ايمان إلي ايمان كما هو مكتوب اما البار فبالايمان يحيا ، وقد كان معنى كلمة البر هنا موضوع جدل كبير. فبولس ـ حسب راي البعض ـ يقصد ان الانجيل يعلن عدل الله وبره ( رو 3 : 5و25و26)، فيزعمون انه يريد ان يقول انه لا يستحي بالانجيل لانه يعلن عدل الله، لكن اخبار العدالة التي تدين، ليست اخبارا سارة للخطاة.

ويقول البعض الاخر ان بر الله يعنى الفضيلة الاصيلة التى تحصل عليها الانسان بجهده بالارتباط مع عمل الروح القدس في النفس. ولا يمكن ان يكون بولس قد قصد ذلك لتيقنه من انه ليس ساكن.. في جسدى شىء صالح ( رو 7 : 18 )، وكل راي يجعل هذا البر بشريا ـ في مجموعة او في جزء منه، انما يناقض كل تعليم بولس ( رو 3 : 20 و 28، انظر ايضا : يو 5 : 46، مت 20 : 28 ).

وقد تعلم بولس عند تجديده ان اعظم المحاولات التي يبذلها الانسان لخلاص نفسه عقيمة، ومن خلال تجربته الشخصية قال في رسالته إلي تيطس : لا باعمال في بر ( أي افضل ما يستطيعه الانسان ). عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس ( تي 3 : 5 ). والانسان الذي خاض صراعا مكثفا ومريرا لينال الخلاص باعماله حتى ظن ان له حياة، وفجاة وجد نفسه محكوما عليه بالموت ـ كما حدث لبولس فى طريقه إلي دمشق ـ لهو الجدير بان يتكلم بكل سلطان وقوة عن نوع البر الذي يخلص حقا، وينسب هذا البر إلي الله لانه هو الذي دبره وهو الذي يمنحه ( رو 1 : 17، 3 : 21و 22 ).

هذا البر ليس هو العدل ولكنه الشيء الذي يتطلبه العدل ( رو 4 : 6و11، 2 كو 5 : 21، في 3 : 9 ) هذا البر هو فى المسيح ( رو 10 : 4، 1 كو 1 : 30، 2 كو 5 : 21، في 3 : 9 ـ انظر ايضا : مت 5 : 17 ). ومضمونه هو طاعة المسيح الكاملة سلبا وايجابا.

وهذا البر قد رسمه ودبره واعلنه الله، واعطاه لنا متوجا اياه، وهو يشمل كل احسانات الله في المسيح لخلاص الخطاة.

وهو يوفي كل متطلبات الشريعة وعدل الله، واعمق احتياجات الانسان، وقد اعده الله في ابنه الوحيد، وهو لا يقدمه للبشر فى الانجيل فحسب، بل ويعطيه لهم، فالمسيح وبره هما عطية الله العظمى للبشر ( رو 5 : 8، انظر ايضا يو 3 : 16، يو 6 : 32 و 33 ).

وهو الاساس الراسخ لتبرير الانسان امام الله ( رو 3 : 21 ـ 24، 14 : 1 ـ 8، 10 : 1 ـ 10، نظر ايضا مت 3 : 9، 5 : 17، 10 : 32، لو 12 : 8 ).

لم يستخدم بولس الفعل يبرر بمعنى يجعله بارا بل استخدمه بمعنى يعلن انه بار فهو لفظ قضائي يقصد به ما يعلنه القاضي ان الانسان بار او مطابق للقانون. ويمكن ان يكون هذا الاعلان على اساس البر الشخصي الذاتي او البر المكتسب او باسلوب بولس بر الناموس او بر الايمان .

ولايمكن ان يتبرر انسان على اساس البر الشخصي الذاتي اذ اخطا الجميع. اما عن البر المكتسب فان المؤمنين يتبررون اذ يحسبون انفسهم بر المسيح ( 2كو 5 : 18 و 19 ).

(4) الوسيلة : الايمان : يؤكد بولس على ان الايمان هو الوسيلة الوحيدة لضمان نوال بر المسيح الذي قدمه لنا كفارة بالايمان بدمه ( رو 3 : 25 ).

وهذا الايمان اكبر من مجرد التصديق بشهادة انجيل المسيح، انه الثقة واليقين الشخصي، او بالاحرى الوثوق في المسيح وتسليم النفس تسليما لا رجوع فيه، مع التاكد ضمنيا من انه سيخلصنا.

والمسيح هو موضوع الايمان المباشر، اما الله فهو الموضوع النهائي للايمان. فنحن نتصل بالاب من خلال الابن ان الله كان فى المسيح مصالحا العالم لنفسه ( 2 كو 5 : 19 ).

لذلك فان الايمان هو الذي يجعلنا واحدا مع المسيح. فيحدث تبادل، فتوضع خطايانا عليه، ويحسب بره لنا فالمؤمن يعتبر واحدا مع المسيح، اذ قد مات مع المسيح وقام معه، وفي المسيح دفع عقوبة الناموس، وفي المسيح اوفي مطالب الناموس تماما، فلذلك بالايمان ينال بر المسيح الذي يبرره امام الله ( كلوج ـ في رسائل بولس ).

(5) التقديس : ان الفكر اللاهوتي عند بولس لا يعتبر الانسان المذنب مبررا، مغفور الخطية ومقبولا عند الله فحسب، لكن الخاطىء يصبح قديسا او مقدسا ( رو 5 : 1 ).

وهذه الكلمة ـ التقديس ـ تستخدم احيانا بالمعنى الطقسي، لكن عند استعمالها للتعبير عن المؤمنين فانها تعني النقاء او الطهارة الادبية ( اكو 1 : 2 ـ مع اكو 6 : 11 )، ليس فقط بالتكريس لله ـ بل بانسكاب النعمة التي تحررهم من سلطان وفساد الخطية، وتجددهم في المعرفة والبر والقداسة الحقيقية ( أف 4 : 24، كو 3 : 10 ). ان التبرير عملية تتم مرة واحدة فقط، اما التقديس فعلمية مستمرة تبدا متزامنة مع التجديد، وتنتهى برقاد المؤمن. بالتجديد تولد الخليقة الجديدة، ورغم كونها كاملة في كل جوانبها الا انها صغيرة وضعيفة. وبالتقديس تنمو في جميع نواحيها وتكتسب قوة ونشاطا وتتقدم إلي الانسان الكامل، إلي قياس قامة ملء المسيح ( أف 4 : 13، في 1 : 6 ).

ويعتبر التقديس امتيازا وواجبا، وهو باعتباره امتيازا كان موضوعا للنبوة ( حز 36 : 25 ـ 27 )، والصلاة (يو 17 : 17 )، لقد صلى المسيح ليتقدس المؤمنون. اما باعتبار التقديس واجبا، فهذا عمل الانسان ( 2كو 7 : 1 ) ليس لانه قادر ان يبلغ كمال القداسة بل لانه يقدر ان يستخدم الوسائط المتاحة له واثقا في نعمة الله ان تعمل فيه. تمموا خلاصكم بخوف ورعدة، لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة ( فى 2 : 12و13 ).
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(معلمنا بولس رسول الأمم) 💛
صورة بولس رسول الأمم
نقطة تحول في حياة وبشارة الكنيسة الاولى... بولس رسول الأمم
بولس رسول الأمم وبطرس رسول الختان
القديس مار بولس (رسول الأمم).


الساعة الآن 07:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024