آية وقول وحكمة ليوم 25/1
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ الله لنا اله خلاص وعند الرب السيد للموت مخارج }(مز 68 : 20)
قول لقديس..
( كثيرون يكونون في البداية زوانًا، لكنهم يصيرون بعد ذلك حنطة، فإن لم نحتملهم بالصبر وهم خطاة، فلا يمكن بلوغهم إلى هذا التحوّل المستحق لكل تقدير. اهدأوا، فإنه ليس الآن وقت للحصاد. سيأتي الوقت الذى يجعل الزوان قد صار حنطة! لماذا لا تحتملون بصبرٍ خلطة الأشرار بالأبرار؟ إنهم معكم في الحقل، لكن الأمر لا يكون هكذا في المخزن. إنك تجد القمح والزوان بين كبار القوم وصغارهم . فليحتمل الصالحون الأشرار، وليصلح الأشرار من أمرهم مقتدين بالصالحين.)
القدّيس أغسطينوس
حكمة لليوم ..
+ قولوا للصديق خير لانهم ياكلون ثمر افعالهم (اش 3 : 10)
Say to the righteous that it shall be well with them, For they shall eat the fruit of their doings. Isa 3:10
من صلوات الاباء..
" اليك يا الله صانع الخيرات الرحوم، الذى ينمى ويتعهد الجميع بالخير والرعاية نرفع صلواتنا، لكي تتعهد شعبك بالرعاية كراعى صالح وتعطينا حكمة وقوة ونعمة لكى نستمر ساهرين على خلاص نفوسنا فلا يجد الشيطان له مجال لزرع الزوان فينا او فى كنيستك المقدسة، ولتكن فينا نعمة روحك القدوس نورا لطريقنا ولمن حولنا وكخميرة مقدسة تخمر العجين كله وتقدس بيوتنا وكنيستنا ومجتمعنا بعمل روحك القدوس، لنحمل بشري الخلاص ونور الإيمان ولتعطينا الحواس المدربة التى تسمع والعقل الذى يفهم والقلب المحب والنفس الراغبة فى عمل ارادتك الصالحة كل حين، أمين"
من الشعر والادب
"صانع القديسين "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
الله بيزرع الزرع الجيد لبنى الإنسان
والحكمة ان الواحد يكون لخلاصه سهران
لاني العدو بيزرع وسط الحنطة الزوان
وبيختلط القمح مع الحنطة ومعا ينموان
ولا تفرقهم من بعض الا عند مجئ الديان
يجمع القمح لمخازنه والبار يكون ربحان
اما الاشرار فى جهنم يتلظوا فى النيران
دلوقتى الفرصة معانا نصلح القلب التعبان
لكن نحذر الفرصة تضيع ونعاني الخسران
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 25/1
مت 24:13- 43
مَثَل القمح والزَّوان، مَثَل حبة الخردل ومَثَل الخميرة
قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ قَائِلاً: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً زَرَعَ زَرْعاً جَيِّداً فِي حَقْلِهِ. وَفِيمَا النَّاسُ نِيَامٌ جَاءَ عَدُوُّهُ وَزَرَعَ زَوَاناً فِي وَسْطِ الْحِنْطَةِ وَمَضَى. فَلَمَّا طَلَعَ النَّبَاتُ وَصَنَعَ ثَمَراً، حِينَئِذٍ ظَهَرَ الزَّوَانُ أَيْضاً. فَجَاءَ عَبِيدُ رَبِّ الْبَيْتِ وَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، أَلَيْسَ زَرْعاً جَيِّداً زَرَعْتَ فِي حَقْلِكَ؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ زَوَانٌ؟. فَقَالَ لَهُمْ: إِنْسَانٌ عَدُوٌّ فَعَلَ هَذَا. فَقَالَ لَهُ الْعَبِيدُ: أَتُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنَجْمَعَهُ؟ فَقَالَ: لاَ! لِئَلَّا تَقْلَعُوا الْحِنْطَةَ مَعَ الزَّوَانِ وَأَنْتُمْ تَجْمَعُونَهُ. دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعاً إِلَى الْحَصَادِ وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ، أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَماً لِيُحْرَقَ، وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَنِي». قَدَمَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ قَائِلاً: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ، وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ. وَلَكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ، وَتَصِيرُ شَجَرَةً، حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا». قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ». هَذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ الْجُمُوعَ بِأَمْثَالٍ، وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «سَأَفْتَحُ بِأَمْثَالٍ فَمِي، وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ». حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. وَالْعَدُّوُ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. فَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ، هَكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ هَذَا الْعَالَمِ: يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». والمجد لله دائما
تأمل..
+ مثل القمح والزوان... الله يزرع الزرع الجيد فى قلوبنا بكلامه وعمل روحه القدوسولكن بالتهاون والكسل والاهمال يأتى الشيطان عدو الله صاحب القمح الجيد ليزرع الزوان أنها حرب بين الله وإبليس، ليس لنا عدوّ غير إبليس نفسه وملائكته الأشرار المقاومين لعمل الله فينا. فيليق بكل مؤمن ألا ينام روحيًا بل يكون دائمًا في يقظة ملتصقًا بالله، فيحرس كرمه من العدوّ حتى لا يلقي بزوانه وسط الكنيسة أو في قلب المؤمن. ويُشير الزوان إلى الهرطقات التي تدخل الكنيسة خلسة، خاصة في غفلة روحيّة من الرعاة. او الى الخطية والشهوات التى تدخل الى الفكر والقلب وتقود الى العمل الشرير. هكذا ينصحنا السيّد ألا ننشغل بنزع الزوان، إنّما نتركه حتى يأتي وقت الحصاد، فيرسل الله ملائكته كحصّادين يجمعونه ويحرقونه. وأما الحنطة فيجمعونها إلى ملكوته. ان هذا المثل صورة حيّة لواقع الكنيسة فى عالم اليوم فإنه بقدر ما تُبذر بذار الحق، يبذل عدوّ الخير كل الجهد أن يلقي بالزوان في وسطها. فسر الرب يسوع مثل القمح والزوان عندما صرف السيّد الجموع وجاء إلى البيت لكي يدخل بتلاميذه إلى كنيسته السماويّة ويختلي بهم، معلنًا لهم أسرار الملكوت، لكنّه لم يقدّم التفسير إلا بعد أن تقدّموا يسألونه. فإن الله لا يهب أسراره الإلهيّة ونِعمه المجّانيّة السماويّة للمتهاونين. فالنِعم الروحيّة والأمجاد السماويّة لمن يطلب فالسؤال المستمر علامة الشوق الحقيقي والمثابرة على نوال النعم.
+ مثل حبّة الخردل... يقدّم لنا الرب فى مثل حبة الخردل إمكانيّة الملكوت الحيّ الذي يعمل في القلب ليمتد في العالم بالرغم من مقاومة العدوّ. إنه يشبَّه بحبّة الخردل الصغيرة، وقد ألقيت في حقل وسط التربة، تحاصرها الظلمة ويضغط ثقل الطين عليها، لكن الحياة الكامنة فيها تنطلق خلال هذه التربة لتصير شجرة تجذب إليها الطيور لتأوي فيها. فالمؤمن كعضو في ملكوت السماوات يحاصره عدوّ الخير ليفقده استنارته الروحيّة. ويحرمه من التمتّع بشمس البر،ّ والارتفاع عن الأرضيّات. لكن الروح القدس الناري في قلبه ينطلق به خلال هذا الجهاد كعملاق حيّ، ليحيا مقدّسًا للرب يجذب الكثيرون. يسندهم في الحياة المقدّسة. فيكون كشجرة تضم داخلها طيورًا كثيرة، على أغصانها تفرح متهلّلة بالتسابيح المقدّسة. كما ان حَبّة الخردل تمثّل شخص السيّد المسيح المتألّم، فهي تمثِّل إنجيله والكرازة به. أو الإيمان بالمسيّا المصلوب. إنها تحمل قوّة في داخلها قادرة على جذب الكثيرين للملكوت.
+ مثل الخميرة ... فى مثل الخميرة نرى دور الكنيسة العملي في إعلان ملكوت السماوات خلال حياة الشركة، قائلاً: {يشبه ملكوت السماوات خميرة أخذتها امرأة وخبّأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اِختمر الجميع} لقد شبّه الكنيسة بامرأة تمسك بيديها خميرة تُخبِّئها في ثلاثة أكيال دقيق لتحوّلها إلى خبز تَقدمة للثالوث القدّوس. فإن الدقيق بدون يديّ هذه المرأة العاملة والحاملة للخميرة لا يصلح إلا أن يقدّم للحيوانات، لكنّه بالخميرة التي في يديّ المرأة يصير خبزًا مقدّسًا يُسر به الثالوث القدّوس. المرأة تمثِّل الكنيسة الأم، فإن رسالتها تتركّز في تقديم السيّد المسيح واهب الحياة للدقيق حتى يختمر فيحمل سمات المسيح فيه. الخميرة في واقعها مأخوذة من الدقيق، لكنها تحمل قوّة التخمير إشارة إلى السيّد المسيح الذي أخذ جسده منّا، وصار كواحدٍ منّا، ليس بغريبٍ عنّا، لكنّه هو الحياة. اما الثلاثة أكيال الدقيق فتشير الى القلب والنفس والعقل او الثلاثة درجات من الاثمار الثلاثون والستون والمائة وكأن الكنيسة الأم تقدّم السيّد المسيح لهذه الشعوب المتفرِّقة فتختمر معًا في وحدة الإيمان والمحبة والروح والفكر، لتحمل سمات المسيح الواحد.